التحق أمس أكثر من 8 ملايين تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة بمقاعد الدراسة في إطار الدخول المدرسي الجديد 2015/2016، الذي تؤكد مؤشراته انه سيكون صعبا في ظل تسجيل العديد من المشاكل المطروحة خاصة ما تعلق بالشق البيداغوجي وعدم تسليم معظم الهياكل المبرمجة ما سيشكل ضغط كبير واكتظاظ بالأقسام الذي يقابله تزايد في عدد التلاميذ بالإضافة إلى مشكل نقص الأساتذة الذي زاده حدة إقصاء معظم الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة بمديرية الجزائر شرق، كل هذه المؤشرات تنبؤ بدخول مدرسي صعب ومشاكل على وزيرة التربية إزالتها لضمان استقرار المنظومة التربوية وتفادي سيناريو السنوات الماضية. أشرفت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، صباح أمس بمتوسطة عواد زيدان بمدينة سكيكدة على الدخول المدرسي 2015-2016، حيث حضرت برفقة السلطات المحلية وإطارات مركزية من دائرتها الوزارية ومنتخبين وممثلين عن أولياء التلاميذ درسا نموذجيا حول التضامن الوطني الذي حمل شعار الدخول المدرسي الحالي. وفي كلمة قصيرة ألقتها بالمناسبة عبرت، بن غبريط عن أملها في أن يكون الدخول المدرسي 2015-2016 الذي كان محل تحضيرات منذ شهر مارس الأخير ناجحا ويشكل دفعة جديدة للمدرسة الجزائرية، مضيفة في هذا الصدد أن هذا المبتغى الذي يمثل أحد الأهداف المرجوة يستدعي تجنيد جميع الوسائل المادية والبشرية والبيداغوجية، كما قامت بن غبريط خلال زيارتها لولاية سكيكدة بتفقد وتدشين بعض المؤسسات التربوية قبل أن تعقد اجتماعا مع إطارات القطاع على المستوى المحلي. الاكتظاظ يعصف بالموسم الدراسي الجديد من بين المشاكل التي تم تسجيلها خلال اليوم الأول من الدخول المدرسي الجديد والتي تهدد الموسم الدراسي، الاكتظاظ الذي تشهده بعض المؤسسات التربوية على مستوى التراب الوطني رغم الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الوزارة الوصية من خلال تدشين هياكل جديدة وترميم وتهيئة بعض المؤسسات التربوية مع توسيع عدد من الأقسام لتكون جاهزة لاستقبال التلاميذ، إلا أن هذه الأخيرة لم تحل دون إمكانية تسجيل اكتظاظ، حيث تجاوز عدد التلاميذ داخل القسم الواحد 44 تلميذ خاصة بالأحياء الجديدة التي تم الترحيل إليها مؤخرا، فيما تم تسجيل برمجة 532 مؤسسة تربوية لم تسلم بعد. إقصاء الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف من جهة أخرى، أقدمت مديرية التربية للجزائر شرق على إقصاء معظم الناجحين في مسابقة التوظيف التي تم تنظيمها خلال شهر ماي الماضي والتي خصص لها 19 ألف منصب في قطاع التعليم، ومنعت المديرية الناجحين المعنيين من استلام قرارات تعيينهم للالتحاق بمناصبهم عشية الدخول المدرسي الجديد بحجة انه تم إقصائهم من قائمة الناجحين، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الثانية على التوالي بعد أن تم إقصاء عدد من الأساتذة خلال سنة 2012 مباشرة بعد التحاقهم بمناصبهم ومزاولتهم لمهامهم لمدة ستة أشهر. وللإشارة، فان الأساتذة المقصيين بمديرية الجزائر شرق خضعوا للتكوين التحضيري مباشرة بعد صدور نتائج مسابقة التوظيف، على أن يتم تعيينهم على غرار باقي الناجحين مع بداية الدخول المدرسي، وهو الأمر الذي من شانه أن يخلط الأوراق على وزارة التربية الوطنية ويفتح أمامها باب آخر من الاحتجاجات. وأوضح مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام بالاتحاد العام للتربية والتكوين اينباف ل السياسي ، أن المشكل راجع بالدرجة الأولى إلى مخطط التسيير على مستوى مديرية التربية الجزائر شرق، مؤكدا أن النقابة في صدد متابعة القضية لمعرفة أسباب إقصائهم. أزيد من 7 آلاف منصب شاغر للأساتذة أوضح مسعود عمراوي، أن مشكل الاكتظاظ هو سمة الموسم الدراسي الجاري، خاصة ما تعلق بالأقسام النهائية، مضيفا أن هذه السنة سيتم التقاء الكوكبتين بالأقسام النهائية للطور الثانوي بعد أن سمحت وزيرة التربية للراسبين في امتحان البكالوريا بإعادة السنة وهو ما سيخلق اكتظاظ كبير على مستوى الأقسام بهذه الأخيرة. وأضاف عمراوي، أن الدخول المدرسي سجل وجود 7200 منصب شاغر وذلك بعد ترقية الأساتذة إلى مدراء ومفتشي ما يستدعي الوزارة للاستعانة بالمستخلفين لسد العجز المسجل.