كرمت جمعية مشعل الشهيد المجاهد محمد خبزي، الثلاثاء، أول وزير للتجارة في أول حكومة للجزائر المستقلة، إحياء للذكرى ال56 لتعيينها، بحضور جمع من الشخصيات الوطنية، والأساتذة الجامعيين، وعدد من معاشري وأقرباء المحتفى به. وأجمع المتدخلون في منتدى الذاكرة أنّ المجاهد الراحل محمد خبزي، رجل وطني بحق، سخر نفسه للجزائر إبان الثورة التحريرية، وغداة الاستقلال، وقد اعتبره الدكتور الحاج موسى بن عمر سليل أسرة مجاهدة، مشيرا إلى أنه اعتزل السياسة بعد أزمة العقيد محمد شعباني، ليختص بعد ذلك في المحاسبة. ومن جهته، أشاد الأمين العام لوزارة التجارة بنضال المحتفى به، والذي كان من وضع الركائز الأولى لإدارة التجارة في الجزائر – حسبه -، كما أشاد أيضا محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد، المنظمة لهذا اللقاء، بمناقب الفقيد، الذي فضلت الجمعية الاحتفاء به في هذه المناسبة الوطنية، فيما أبرز الأستاذ الجامعي بكير الشيخ بالحاج خصال المحتفى به، وخبرته الاقتصادية، وتفقهه في الاقتصاد الإسلامي، ما مكنته ليكون أول وزير للتجارة في الجزائر، داعيا إلى تنظيم يوم دراسي خاص بنضال وأعمال الفقيد. وجدير بالإشارة أنّ خبزي محمد من مواليد 1927 بمدينة بسكرة، أين كوّن فيها الحس الوطني والثوري، منذ أن كان في التعليم الثانوي، هذا ما جعله مع زملائه النواة الأولى لبعث الحركة الوطنية في مناطق الصحراء، خاصة الشرقية منها، ومن هؤلاء رفيقه الشهيد العربي بن مهيدي، لما كان في التعليم الثانوي. قام خبزي محمد بنشاط كبير في جمع الأسلحة والذخيرة الحربية من الصحراء والقرارة سنة 1955م على يد الشيخ بيوض إبراهيم، كما كان المرافق الأول بين جغابة محمد (وزير المجاهدين الأسبق)، ممثل جيش التحرير الوطني للاتصال بأعيان وادي مزاب سنة 1956م، وكذلك بين المسؤولين العسكريين للولاية السادسة ومنطقة غرداية، إلى نهاية الثورة التحريرية. ألقت عليه قوات الاستعمار القبض، ليودع في سجن غرداية سنة 1956م، لمدة ستة أشهر. ونظرا لنشاطه الثوري ألقي القبض عليه مجددا في 1960م لمدة تفوق 9 أشهر، وبعد الإفراج عنه عيّن عضوا في المجلس البلدي الثوري لبسكرة، مكلفا بتنشيط خلية المزابيين في بسكرة لتموين الجيش، بجمع الاشتراكات والتبرعات. ثم رئيسا للمجلس البلدي الثوري لبسكرة في 1961م.