دعا المستشار السابق لوزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، الشخصيات الثورية المعروفة، للإدلاء بشهادتهم بخصوص الدور الذي قام به بنو ميزاب خلال الثورة التحريرية، وذكر على وجه الخصوص، الأمين العام لمنظمة المجاهدين، سعيد عباود، وكذا العضو القيادي السابق في الأفلان محمد جغابة. ويرى المصدر بأن الإشكالية القائمة بولاية غرداية لها أبعاد تاريخية واجتماعية وثقافية، وأن معالجتها كانت دائما بطرق سطحية، ما أدى إلى إعادة ظهور مناوشات من حين إلى آخر، بين سكان المنطقة من الإباضيين والمالكيين، وتساءل المتحدث في تصريح للشروق، عن سبب صمت قياديين سابقين في الثورة التحريرية، ومجاهدين ممن هم على قد الحياة، من بينهم سعيد عبادو، وكذا محمد جغابة، بحجة أنهما من بين الشخصيات الثورية الذين آوتهما المنطقة خلال الثورة، وعاشا فيها، وهما شاهدان على مشاركة أهالي المنطقة في الكفاح ضد المستعمر، ويصر المستشار السابق بوزارة الشؤون الدينية، على أن ما يحدث بغرداية له جذوره التاريخية، وأن التشكيك في مشاركة سكانها في الثورة يجب أن يوضع له حد من قبل من كانوا شاهدين على تلك الحقبة، مؤكدا بأن رفض أعيان المنطقة مخطط ديغول الذي كان يرمي إلى فصل الصحراء عن الشمال، من قبل شيوخ المنطقة، رغم الإغراءات، من بين الأدلة على المساهمة الفعالة لبني ميزاب في الثورة.
وقال المتحدث بأن أصل المشكل في غرداية له جذوره التاريخية، مقترحا تنصيب لجنة وزارية قطاعية، تشارك فيها الداخلية ووزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية، وكذا وزارة التربية والمجاهدين، فضلا عن عقلاء وشيوخ المنطقة من الإباضيين والمالكيين، إلى جانب حرص الدولة على احترام عادات وتقاليد المنطقة، من بينها ما يتعلق بتنظيم الحياة العامة، وذكر على سبيل المثال ما يسمى بلجان التفتيش، التي تتولى ضمان أمن سكان المنطقة، ومن بين مهامها على سبيل الذكر لا الحصر، تولي شؤون الأسر التي يغيب فيها الأب لأجل التجارة، رافضا أن يتم الاصطدام معهم، وانتقد المسؤول السابق في هيئة غلام الله دور وزارة الشؤون الدينية، بدعوى عجزها عن طرح مبادرات كان من شأنها أن تضع حدا للحساسيات والخلافات في المنطقة، وأكد عدة فلاحي بأنه التقى بشيوخ المنطقة من الجانبين، الذين أكدوا حرصهم على استقرار المنطقة، وطالبوا فقط بمعرفة الحقيقة حول ما يحدث بالولاية، للوقوف على الأخطاء وتصحيحها، معتقدا بان الإشكالية تكمن في وجود أطراف تريد استغلال هذه الأوضاع خدمة لأجندات معينة.