ست جولات من الدوري الإسباني، كانت كافية لتدق ناقوس الخطر حول الوضع الحالي للفريقين الكبيرين برشلونة وريال مدريد، وما حدث لهما معا سهرة الأربعاء، يؤكد أن هيبة الناديين صارت في مهب الريح، وقد يكملان موسمهما بصعوبة في غياب المواهب الفردية واللعب الجماعي الذي تعوّد عليه جمهورهما وعشاق اللعب الجميل. الفريقان أضاعا خمس نقاط كاملة لكل فريق، وهو رقم ثقيل لم يتعودا عليه، حيث سقط برشلونة أمام صاحب المؤخرة ليغانيس الذي التقى مع برشلونة وفي رصيده نقطة واحدة من تعادل واحد على أرضه، ومع ذلك عجز عن الفوز عليه، واستسلم في الشوط الثاني، ولم يخلق إلا القليل من الفرص، أمام منافس متواضع لا يملك لاعبين كبارا، ولا يضم أجانب باستثناء مدافع أرجنتيني هو سيلفا، ولاعبين مغربيين هم الزهار ونصيري، وسقط ريال مدريد بثلاثية نظيفة أمام إشبيليا ولولا الحظ الذي عاند المحليين لسجل ريال مدريد أثقل نتيجة عليه في تاريخه الطويل الحافل بالانتصارات والألقاب، ليفتح أبوابه للشك الذي غمر بيته وبيت الفريق بلاعبيه وإدارته وأنصاره. ينتظر ريال مدريد هذا السبت لقاء محلي مثير أمام الجار أتليتيكو مدريد، قبل السفر إلى موسكو لمواجهة ناديها ضمن الجولة الثانية لرابطة أبطال أوروبا، وفي البال سقوطه في بلاد الأندلس، وينتظر برشلونة ضيفا ثقيل الظل هو الباسكي أتليتيكو مدريد قبل السفر إلى لندن لملاقاة توتنهام ضمن الجولة الثانية من رابطة أبطال أوربا، وفي البال الخسارة أمام حامل الفانوس الأحمر في الليغا الإسبانية، وهو منعرج هام للفريقين الكبيرين من أجل استعادة ثقة أنصارهما وحبهما لهذين الفريقين اللذين صنعا الحدث الكروي في إسبانيا وفي أوربا وفي كل المعمورة. مشكلة ريال مدريد أن أداء المهاجمين بيل وبن زيمة غير مستقر، فقد كانا خارج الإطار في رحلة إشبيليا، وفي حالة الخسارة أمام الجار العنيد أتليتيكو مدريد العائد بقوة فسيتدحرج رفقاء راموس إلى المركز الثالث، وتبدو تشكيلة المدرب المدريدي لوبيتيغي غريبة وغير ثابتة في وجود لاعبين لم يتعوّد عليهم أنصار النادي الملكي ومنهم الذين يتم إقحامهم كاحتياطيين مثل ابن جمهورية الدومينيكان صاحب ال 25 ربيعا دياز والإسباني داني كابالوس صاحب ال 22 سنة، حيث لا يقدمون الدعم المطلوب، ويكاد يكون وجود مقعد الاحتياط من عدمه، ولكن مهمة ريال مدريد في مجموعته في رابطة أبطال أوربا سهلة نوعا ما بعد أن سجل ثلاثية نظيفة في مرمى أقوى منافس له وهو نادي روما، وفي حالة فوزه في موسكو الأسبوع القادم أمام سيسكا، سيكون قد وضع قدما ليس في الدور الثاني فقط، وإنما ليكون رائد المجموعة التي تضم أيضا بطل جمهورية التشيك المتواضع نادي فيكتوريا بلزن. أما برشلونة فستأكل خبزا أسود هذا الموسم خاصة عل مستوى خط الوسط الذي افتقد فعلا القائد أندرياس إينييستا، وظهر كل الذين لعبوا في هذا المكان دون مستوى القائد السابق لنادي برشلونة، وباستثناء الظاهرة ميسي فإن كل لاعبي برشلونة أشباح، وحتى الانتصارات التي حققوها غير مقنعة، ويرى جزائريون من دون شوفينية بأن لاعبين من المنتخب الوطني للخضر لهم مكانتهم مع نادي برشلونة بهذا الوضع، حيث حاول المدرب الإسباني للنادي الكاتالاني إيرنيستو فالفاردي، توظيف أسماء جديدة بدت بعيدة عن إبداع برشلونة مثل البلجيكي فيرمالين والمغربي الأصل منير الحدادي والبرازيلي مالكوم، كما لا يقدم مقعد الاحتياط الحلول للمدرب فالفيردي الذي يقوم بتغييرات بدأت تثير أنصار برشلونة باستمرار كما فعل في اللقاء الأخير، عندما ترك جوردي آلبا وسواريز على مقاعد الاحتياط ولم يقحمهما إلا بعد أن تأخر الفريق وكان دخولهما من دون جدوى، وفي حالة تعثر برشلونة في لندن أمام توتنهام في الجولة الثانية من رابطة أبطال أوربا، فإنها ستُعقد مهمتها ولن تجد سهولة في المرور إلى الدور الثاني في فوج بدأته بفوز برباعية أمام إيندهوفن الهولندي ويضم الإنتير الذي استعاد بريقه. ب. ع