توفي الإثنين الأول بمستشفى محمد بوضياف شخص متأثرا بلسعة عقرب، حيث نقل الضحية على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات في حالة جد حرجة ولم يتمكن الأطباء من انقاد حياته رغم إخضاعه للعناية الطبية المركزة لساعات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، مخلفا أجواء حزينة مؤثرة وسط عائلته التي دخلت في صدمة من هول الفاجعة. تزايدت في المدة الأخيرة حالات التسمم العقربي بعاصمة الواحات، حيث استقبلت الجهات الطبية المختصة عديد المصابين باللسع العقربي بمناطق متفرقة بالولاية، حيث خضع جلهم للعلاج وغادروا المستشفى بعد تحسن حالتهم ولم تسجل أية حالة وفاة باستثناء الحالة المذكورة، ودفع عدد المصابين بالتسمم العقربي المواطنين وكذا الجهات الناشطة في مجال الصحة إلى دق ناقوس الخطر إزاء تفاقم ضحايا هذه الحشرة السامة التي تنتشر، كما هو معلوم في الأماكن التي تعرف تراكم الأوساخ والردوم، فضلا عن المساكن الطوبية التي يعيش سكانها موسم كل صيف على وقع الخوف الملازم من اللسع العقربي الذي أنهى في السنوات الأخيرة حياة الكثير من الأشخاص في صمت. وكانت الجمعيات نفسها قد حملت في شكاوي سابقة تحوز "الشروق" نسخا منها، الجهات الوصية مسؤولية المعضلة المطروحة بسبب ما نعتته ب"التقصير وعدم التعاطي الجدي مع هذا الملف" من خلال عدم تكثيف الحملات التوعوية في الأحياء الشعبية، سيما تلك المبنية بالمواد المحلية على غرار جهات الحدب، الشط وسكرة وغيرها، بالإضافة إلى فشل المبادرات التي أطلقت خلال المواسم الماضية للقضاء على هذه الحشرة الخطيرة التي تبقى تهدد حياة المئات من السكان في القرى والمناطق المعزولة. وفي ذات السياق نجت نهاية الأسبوع الفارط طفلة بأعجوبة من الموت المحقق بمنطقة البور بعد تعرضها للسعة عقرب، حيث ظلت هذه الأخيرة بين الحياة والموت دون رعاية طبية بسبب انعدام سيارة إسعاف بالجهة، ولحسن الحظ تم نقل المصابة على متن سيارة خاصة بالمرفق الطبي التابع لدائرة أنقوسة، حيث تم تحويل الطفلة على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى محمد بوضياف أين خضعت للعناية الطبية المركزة. يذكر أن التسمم العقربي أودى بحياة العشرات من الأشخاص بولايات الجنوب السنة الماضية، ويعد ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية من أهم عوامل تكاثر وخروج هذه الحشرة من جحورها في الوقت الذي تبقى فيه فئة الأطفال الأكثر تعرضا للدغ العقربي خلال أوقات اللعب في الشوارع التي تنعدم فيها الإنارة العمومية.