دعا المشاركون في ملتقى جهوي حول آليات وبرامج مكافحة التسمم العقربي بأدرار إلى ضرورة إعداد بطاقة تقنية شاملة على المستوى الوطني حول التسممات الناجمة عن اللسعات العقربية. وتتضمن هذه البطاقة التقنية التي تعنى بالأخص بالمناطق التي شهدت ارتفاعا في عدد حالات التسمم العقربي، كل المعلومات المتعلقة بالمصاب وفئته العمرية وكذا طبيعة السم العقربي الذي تعرض له ونوع اللقاح الذي عولج به حتى يتسنى للباحثين الوصول إلى نتائج دقيقة تمكن مستخدمي المصالح الاستشفائية من التكفل الأمثل بالمصابين وإنقاذ أرواح أكبر عدد منهم.. كما ثمن المشاركون في هذا اللقاء الذي احتضنت أشغاله دار الثقافة لمدينة أدرار الخريطة الصحية الجديدة التي اعتمدها قطاع الصحة والسكان، والتي مكنت من استحداث هياكل صحية جوارية رفعت من مستوى التكفل الطبي بالمصابين بالتسممات العقربية وقلصت من الفترات الزمنية التي كانت في كثير من الأحيان سببا في تعذر وصول المريض إلى مكان العلاج في الوقت المناسب، كما أبرزت توصيات هذا اللقاء الجهوي أهمية التكوين المستمر للمختصين والأطباء في هذا المجال، واكتساب خبرات شاملة لكي يتمكنوا من التعامل مع كل أصناف السموم العقربية ولتحسين مستوى أدائهم في مكافحة التسممات العقربية. وفي هذا الإطار دعا الحضور إلى ضرورة التعجيل بالتنفيذ الميداني للاتفاق الذي أبرمه الأخصائيون في هذا المجال حول إعداد نموذج موحد للتكفل بالمصابين جراء التسممات العقربية. ومن جهة أخرى حث المشاركون على ضرورة اعتماد إجراءات وقائية كفيلة بالتصدي والحد من خطورة هذا النوع من التسمم، وفي مقدمتها التكثيف من العمل التحسيسي في أوساط مختلف شرائح المجتمع باستخدام وسائل الإعلام وتوسيع وتشجيع عمليات جمع العقارب، إلى جانب تربية الحيوانات الأليفة التي تساهم في القضاء على هذه الحشرة الخطيرة. وتميزت أشغال الجلسة الختامية للملتقى الجهوي حول آليات وبرامج مكافحة التسمم العقربي بنقاش بين المؤطرين والمشاركين تمحور حول نقاط عكست انشغالا حقيقيا لديهم، كالتساؤل حول كيفية تصنيف الوفاة جراء لسع العقارب والتبعات القانونية لحالات الوفاة جراء تناول اللقاح، إضافة إلى طرح انشغالات حول نوعية وفعالية بعض الأمصال المضادة المستعملة في مكافحة التسمم العقربي. للتذكير نظم الملتقى تحت إشراف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي وحضره ممثلو مصالح الصحة على مستوى تسع ولايات من وسط وجنوب البلاد.
50 ألف حالة لسع و52 وفاة في 2009 شكلت الآليات والبرامج المسطرة لمكافحة التسمم العقربي أهم موضوع طرح بالملتقى، وتم خلاله إلقاء عدة مداخلات من طرف الأطباء والباحثين حول الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التسمم العقربي وتقييم الوضعية الوبائية فيما يخص التسممات العقربية خلال العشر سنوات الأخيرة على المستوى الوطني. وأبرزت المكلفة ببرنامج مكافحة التسمم العقربي بالوزارة الوصية السيدة هلال حسينة ''أن الهدف الرئيسي وراء إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي يتمثل في تنفيذ برنامج التكفل بالمصابين بالتسمم العقربي وتحسيس المواطنين حول أخطار هذا النوع من التسممات وجمع أكبر كمية ممكنة من الأمصال المضادة لسم العقرب''. وأضافت المتحدثة أن اللجنة سجلت في العام الماضي أزيد من 50 ألف حالة لسع للعقارب خلفت 52 حالة وفاة عبر الوطن حيث وصفت معدل الوفيات ب''الإيجابي'' مقارنة بالسنوات الفارطة، كما يعود انخفاض عدد الوفيات بالتسمم العقربي حسب ذات المسؤولة إلى نجاعة البرنامج الوقائي الذي اعتمدته اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي الذي يرتكز على الحملات التحسيسية المكثفة على مختلف المستويات وتوسيع المبادرات التحسيسية لتشمل مختلف الجهات دون الاقتصار على المناطق الأكثر انتشارا للتسمم العقربي، ويندرج تنظيم هذا الملتقى لأول مرة بولاية أدرار كما أشارت السيدة هلال حسينة في إطار توسيع نشاط اللجنة ليشمل مختلف مناطق الوطن. وألحت بالمناسبة على ضرورة تنفيذ برنامج متكامل تساهم فيه مختلف القطاعات المعنية من أجل التصدي لهذا النوع من التسممات الخطيرة التي تهدد حياة السكان. وأبرزت أهمية برنامج جمع العقارب من خلال مشاريع المنفعة العامة التي تشرف عليها الجماعات المحلية للمساعدة في تقليص انتشار حشرة العقرب ومما يسمح أيضا بإنتاج كميات كافية من الأمصال المضادة لسموم العقارب. كما ركزت ذات المسؤولة على أهمية تطوير البحث النظري والتطبيقي حول التسممات العقربية وأهمية اكتشاف المبيدات الفعالة والكفيلة بمحاربة هذه الحشرة الخطيرة إلى جانب توسيع وتكثيف العمل التحسيسي في الوسط المدرسي باعتبار أن الأطفال هم الشريحة الأكثر عرضة للسعات العقارب. من جهته تناول عضو اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي الدكتور غريان لخضر التعريف بأنواع العقارب وأصنافها الخطيرة وأماكن انتشارها، إضافة إلى تقديم شروح علمية حول التراكيب الكيميائية لأنواع السموم حسب أصناف العقارب. وأوضح ذات المتحدث أن التحدي الكبير في هذه المرحلة يكمن في أن أي مصل مضاد لإحدى هذه السموم العقربية لا يمكنه معالجة الإصابات بالأصناف الأخرى من سموم العقارب، حيث تسعى اللجنة الوطنية من خلال الأبحاث المتواصلة إلى إيجاد مصل مضاد لمختلف هذه الأصناف حتى يتسنى إنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من المصابين بالتسمم العقربي.