هبت رياح التغيير على الأطقم الفنية لعدد معتبر من الأندية الناشطة في الرابطة المحترفة، حيث أرغم 10 مدربين على التخلي عن مهامهم، وهذا رغم مرور 8 جولات فقط من مرحلة الذهاب (5 مدربين من الرابطة الأولى و5 آخرين من الرابطة الثانية)، وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام بخصوص الأرقام القياسية التي تخلفها كل موسم ظاهرة الإقالات والاستقالات. بقيت أندية الرابطة المحترفة الأولى والثانية وفية لظاهرة تغيير المدربين، وهذا بحجة النتائج السلبية، ما يجعل المسؤول على العارضة الفنية مرغما على حمل حقيبته في حال توالي التعثرات، في الوقت الذي يتساءل الكثير عن الأسباب التي تجعل مسيري الأندية يلجأون إلى سياسة الترقيع، في ظل عدم حفظ الدروس على مر المواسم المنصرمة، حيث اقتنع الكثير من المتتبعين بأن إدراج المدرب ككبش فداء لن يكون دواء لحل مشاكل الكرة الجزائرية، بقدر ما يجب طرح الكثير من التساؤلات حول شروط ومعايير الاختيار، وكذا أسباب ودواعي الاستغناء عن خدمات المدربين الدين يتم انتدابهم صيفا ويتم التخلي عنهم مع حلول الخريف والشتاء وإلى غاية الجولات الأخيرة من البطولة. شريف الوزاني وكازوني وحمادي وزاكي يقالون.. وميشال آخر المنسحبين أفرز النصف الأول من مرحلة الذهاب عدة قرارات تصب في خانة إقالة عديد المدربين أو إرغامهم على خيار الاستقالة، حيث لم تمر الجولات الأولى دون أن تعرف هذه الظاهرة سيناريوهات مختلفة، على غرار التونسي حمادي الدو الذي عجز عن فك عقدة التعثرات التي دشن بها دفاع تاجنانت مجريات البطولة، حين استهل الموسم ب4 هزائم متتالية، فكان لزاما اللجوء إلى مدرب بديل، فوقع الاختيار على المدرب كمال بوهلال الذي أعاد الفريق تدريجيا إلى سكة النتائج الإيجابية. ولم يفلت المدرب الفرنسي كازوني من مقصلة الإقالة، وهذا بعد التعثرات المسجلة على صعيد البطولة والمنافسة القارية، موازاة مع خسارة الرهان ضد وفاق سطيف، فكان خيار الإدارة التضحية بالتقني الفرنسي، تاركا الفريق تحت إشراف طاقم مؤقت في انتظار انتداب مدرب جديد لم يتم الحسم في أمره، وفي السياق ذاته، سار المغربي بادو زاكي على خطى المدربين المغادرين بسبب النتائج السلبية، يحدث هذا رغم انه لم يتوصل بعد إلى أرضية اتفاق ودية مع إدارة “الحمراوة”، ما يجعل الملف عالقا رغم انسحابه منذ عدة أسابيع، مثلما يبقى الحسم في خليفته مؤجلا إلى وقت لاحق، وفي الوقت الذي حطم أبناء العقيبة الرقم القياسي ب4 مدريين منذ انطلاق التحضيرات (آيت جودي، بوغرارة، روابح وصولا إلى شريف الوزاني)، فإن مولودية بجاية ضحت بمدربها الفرنسي آلان ميشال الذي أرغم على الانسحاب بعد الخسارة التي مني بها أبناء الصومام ضد ضيفهم شبيبة الساورة، وقد خلفه المدرب السابق لوفاق سطيف خير الدين ماضوي العائد إلى أرض الوطن بعد تجربة تبدو فاشلة في الدوري المصري. بسكري ولطرش وغيموز وباشا انسحبوا ولونيسي فشل هنا وهناك ولم تشذ الرابطة الوطنية المحترفة الثانية عن القاعدة، وسارت على أجواء حظيرة الكبار، بدليل أن 5 أندية تخلت عن مدربيها، ويتعلق الأمر بشبيبة بجاية التي أرغم مدربها بسكري على الانسحاب بعد موجة التعثرات، حيث يقود الفريق مؤقتا المدرب المساعد حميسي، والكلام ينطبق على أمين غيموز الذي لم يصمد طويلا مع الصاعد الجديد نجم مقرة، ليخلفه عزيز عباس، كما فضل المدرب باشا الانسحاب طواعية من أمل بوسعادة بحجة عدم قدرته على منح الإضافة، فترك المهمة لمساعده صفراوي الذي أعاد الأمل إلى سكة الانتصارات في انتظار التعاقد مع مدرب جديد. في المقابل، لم يجد المدرب لطرش أي حل مع اتحاد البليدة الغارق في وحل الهزائم، فقرر ترك منصبه لخالد لونيسي الذي فر بجلده هو الآخر نهاية الأسبوع، علما أن لونيسي كان قد استهل الموسم مع مولودية العلمة، إلا أنه قرر الاستقالة بسبب الخسارة المفاجئة أمام الضيف ترجي مستغانم، ليخلفه التونسي وجدي الصيد، وبذلك يكون لونيسي قد خاض تجربتين مختلفتين في النصف الأول من مرحلة الذهاب. مقصلة الإقالة تهدد عجالي وبوعكاز والعوفي وآخرين والواضح أن عدد الإقالات والاستقالات لن يتوقف عند هذا الرقم، خاصة وأن أغلب مسيري الأندية يتقنون مثل هذه الخرجات، وهو الأمر الذي يجعل عديد المدربين مهددون بمقصلة التوقيف أو إرغامهم على المغادرة، على غرار مدرب جمعية عين امليلة عجالي الذي لم يجد الحلول المناسبة للنهوض بالنادي في ظل توالي التعثرات خلال الجولات الأخيرة، وفي مقدمة ذلك تضييع 6 نقاط كاملة أمام ضيوفه، ناهيك عن الخسارة الأخيرة في البرج، والكلام ينطبق على سالم العوفي الذي يواجه متاعب مع اتحاد الحراش، وكان قد رمى المنشفة بعد مباراة رائد القبة، إلا أن الإدارة حسب آخر الأخبار قد تمسكت بخدماته. كما أن مدرب أهلي البرج لا يوجد في موقع أفضل، بدليل المتاعب التي مر بها مطلع الموسم، قبل أن يستعيد الفريق التوازن نسبيا، ما يفرض عليه مواصلة التأكيد أو الاستسلام لتقاليد الإقالة، شأنه في ذلك شأن مدرب إتحاد بلعباس بوعكاز ومدرب اتحاد عنابة كمال مواسة، وكذا سليماني الذي يشرف على رائد القبة، وغيرهم من مدربي الرابطة المحترفة الذين يبقى مصيرهم متوقفا على طبيعة النتائج الفنية المسجلة، في ظل عدم اعتراف المسيرين بمنطق الاستقرار والاستمرارية. الأندية التي مسها التغيير على مستوى العارضة الفنية الرابطة الأولى مولودية الجزائر: كازوني، صايفي وبلخير مؤقتا. دفاع تاجنانت: حمادي الدو، كمال بوهلال مولودية وهران: بادو زاكي، طاقم مؤقت شباب بلوزداد: أشرف على الفريق 3 مدربين خلال فترة التحضيرات وصولا إلى شريف الوزاني. مولودية بجاية: آلان ميشال، خير الدين ماضوي. الرابطة الثانية: مولودية العلمة: خالد لونيسي، وجدي الصيد إتحاد البليدة: لطرش، خالد لونيسي. شبيبة بجاية: بسكري، بوسكين مؤقتا نجم مقرة: أمين غيموز، عزيز عباس. أمل بوسعادة: باشا، صفراوي مؤقتا.