أثار إعلان السعودية عن مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، ردود فعل متباينة بين ترحيب حذر وانتقادات لاذعة. واعترفت السعودية رسمياً للمرة الأولى ب"وفاة" خاشقجي، في وقت متأخر الجمعة، وذلك بعد نحو 18 يوماً على اختفائه عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري. وقبل الإقرار السعودي الأخير، تعددت الروايات والتفسيرات الصادرة من السعودية حول هذه الحادثة الغامضة التي تسببت في حدوث إحدى أكثر الأزمات خطورة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم، حسب وصفه. ووصف ترامب نفسه الرواية السعودية الأخيرة بأنها "جديرة بالثقة" و"خطوة أولى مهمة". وكان الرئيس الأمريكي قد أعرب عن اعتقاده بعد أيام من الحادثة، واستناداً إلى تقارير الاستخبارات الأمريكية، أن خاشقجي قد قتل وإن "قتلة مارقين" أو غير منضبطين قتلوه داخل القنصلية. ووفق موقع "بي بي سي عربي"، ترواحت الروايات السعودية الأولية بين النفي والإصرار على أن خاشقجي خرج من مقر القنصلية في يوم الحادث على الرغم من عدم تقديم أدلة تثبت تلك الحجة، في الوقت الذي حددت وسائل الإعلام التركية هوية 15 سعودياً يشتبه المسؤولون الأتراك في دورهم بمقتل خاشقجي مستندة إلى ما وصفه المسؤولون أدلة دامغة وتسجيلات صوتية ومرئية. ملخص الروايات السعودية المختلفة: – التقارير عن مقتل خاشقجي داخل القنصلية "محض أكاذيب" و"مسرحية" لتشويه صورة المملكة. – الإصرار على أن جمال خاشقجي خرج من مقر القنصلية بعد حصوله على وثيقة رسمية تتعلق بتوثيق طلاقه، من أجل الزواج بخطيبته خديجة جنكيز. – القنصل السعودي في إسطنبول يفتح مقر بعثته في مسعى منه لتوضيح أن خاشقجي ليس في مقر البعثة. – تشكيل لجنة تحقيق للبحث في ظروف اختفاء خاشقجي. – النائب العام السعودي يعلن رسمياً عن "وفاة" خاشقجي في القنصلية في إسطنبول إثر شجار بالأيدي مع مواطنين سعوديين. – النائب العام السعودي يقول، أن السلطات تحقق مع 18 سعودياً تمهيداً لمحاسبة "جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة". "أكباش فداء" قال ناشطون، إن بيان الحكومة السعودية الذي أدان 18 مواطناً بقتل خاشقجي، لا يغير من نتيجة أن المتهم الأول بالجريمة هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما أورد موقع "عربي 21″، السبت. وأوضح ناشطون، أن ولي العهد قدم عدداً من رجالاته ككبش فداء لينجو من الاتهام بقتل خاشقجي، وعلى رأس من تمت إقالته نائب رئيس الاستخبارات العامة في السعودية، اللواء أحمد عسيري، والمستشار في الديوان الملكي برتبة وزير، سعود القحطاني. وأعاد ناشطون نشر تغريدة لسعود القحطاني، قالوا إنها دليل على تورط بن سلمان بقتل خاشقجي، وأنه المسؤول الأول عن الجريمة. ففي منتصف أوت من العام الماضي، رد القحطاني عبر حسابه الرسمي على مغرد انتقده بسبب طرحه، ليقول له: "وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟". وتابع: "أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين". وقام ناشطون بتوثيق تغريدة سعود القحطاني، لتوقعهم أن يقوم الأخير بحذفها. وقال ناشطون، إن إرسال طبيب شرعي، ومسؤولين في الاستخبارات مقربين من بن سلمان إلى إسطنبول لقتل خاشقجي، لا يمكن تفسيره سوى بأنه أمر من ولي العهد نفسه. وتعتقد اني اقدح من راسي دون توجيه؟ انا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين. — سعود القحطاني (@saudq1978) August 17, 2017