يسعى الناطق الرسمي لفريق شبيبة الساورة محمد زرواطي لتوريط رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي مع الاتحاد الدولي للعبة من خلال تأكيده أن رئاسته للفاف "غير شرعية" وشابتها تجاوزات قانونية، كما أكد زرواطي امتلاكه وثائق تؤكد أقواله ولا تدين فقط رئيس الفاف، وإنما عدة أطراف أخرى على رأسها وزارة الشباب والرياضة وأعضاء لجنة الترشيحات التي ضمت زرواطي نفسه، وكذا رئيس رابطة العاصمة رشيد أوكالي ورئيس رابطة وهران ميلود غربي بالإضافة إلى رئيس اللجنة علي باعمر، كما تدين تصريحات زرواطي أيضا أعضاء لجنة الطعون برئاسة رئيس وفاق سطيف حسان حمار ومحمد المورو الرئيس الأسبق لجمعية وهران بالإضافة إلى رئيس رابطة برج بوعريريج عبد الحق خبوز. أعلن زرواطي في ندوته الصحفية الأخيرة بأن رئاسة زطشي للفاف غير شرعية، مؤكدا أنه يملك الدلائل التي تثبت صحة ما يقول وبالوثائق، ورفض زرواطي حينها الكشف عن هذه الوثائق التي يملكها داعيا وسائل الإعلام لتقصي الحقائق والكشف عنها أمام الرأي العام، كما أكد زرواطي بأنه ليس الوحيد الذي يملك هذه الوثائق بل أعضاء لجنة الترشيحات التي أشرفت على الجمعية العامة الانتخابية للفاف يوم 20 مارس من العام الماضي التي شابتها الكثير من التجاوزات القانونية. وبحسب مصادر متطابقة، فإن الوثائق التي تحدث عنها زرواطي التي تورط -على حد تعبيره- رئيس الفاف الحالي، تتعلق بمحضر قبول ملف ترشيح زطشي وكذا محضر انتخابه ومكتبه على رأس الاتحادية، وكذا محضر اجتماع لجنة الترشيحات التي تم إمضاؤها من طرف مدير الرياضات بالوزارة عبد المجيد جباب ما يعد تجاوزا خطيرا ويتنافى مع قوانين الفيفا، التي تعتبر ذلك تدخلا مباشرا من السلطات الحكومية في عمل الاتحادات المنضوية تحت لوائها، كما تتعلق الوثيقة الثانية بمراسلة وجهها ووقعها الوزير السابق للشباب والرياضة الهادي ولد علي لرئيس لجنة الترشيحات علي باعمر التي "يأمره" فيها بضرورة ترؤس الجمعية العامة الانتخابية وفي الموعد الذي حددته الوزارة وهو تاريخ 27 مارس، وليس 27 أفريل مثلما نادى به باعمر الذي رفضا قاطعا الحضور، قبل أن يتم الترويج لاستحالة ترؤسه للجمعية الانتخابية بحجة "المرض" وتم عقد الجمعية العامة التي انتهت كما هو معروف بفوز المرشح "الوحيد" خير الدين زطشي بمنصب الرئاسة. لكن ما لم يقله زرواطي في تصريحاته، بأنه أيضا متورط ومتواطيء فيما حصل من تجاوزات في الجمعية الانتخابية،حيث وبعد انسحاب باعمر ورفضه "المشاركة في الجريمة" مثلما وصفه في تصريحات سابقة ل"الشروق"، قامت وزارة الشباب والرياضة عبر ممثلها جبّاب بدعوة كل من حسان حمّار رئيس اللجنة الطعون ومحمد زرواطي وكذا رئيس رابطة العاصمة رشيد أوكالي ورئيس رابطة وهران ميلود غربي ومحمد المورو للإشراف على الانتخابات رغم عدم شرعية الاستعانة برئيس الوفاق كونه لا يمكنه الجميع بين منصبي رئاسة لجنة الطعون وعضوية لجنة الترشيحات، وتم خلالها أيضا مكافأة أعضاء لجنة الترشيحات بمنحهم منصبا في المكتب الفدرالي، حيث رشّح حمار رئيس رابطة ولاية سطيف مسعود كوسة، ورشح زرواطي رئيس رابطة ولاية باشر رشيد قاسمي، بينما رشح محمد المورو، العربي أومعمر. وإذا كانت الفيفا تمنع فعلا تدخل الحكومات في عمل الاتحاديات الكروية، وتسلّط عقوبات تصل إلى حد الإيقاف، أو إعادة الانتخابات وهو الأمر الذي ينطبق على وضعية الفاف، إلا أن الفيفا لا يمكنها أن تتدخل إلا في حالة قيام أحد أعضاء الجمعية العامة للفاف بتقديم شكوى لديها بالدلائل والإثباتات على حدوث تجاوزات قانونية أو تدخل مباشر من الحكومة، وهو الأمر الذي لا يمكن لزرواطي أن يقوم به، مخافة أن يتم اتهامه ب"الخيانة" والتسبب في مشاكل للجزائر، حيث أكد بأنه ينتظر من وسائل الإعلام أن تجري تحرياتها لإثبات صحة ما يقوله. وإذا كان من حق زرواطي الدفاع عن نفسه وفريقه إزاء العقوبة التي سلطتها عليه الفاف مؤخرا، فإن ما دفعه للإدلاء بكل التصريحات النارية في حق الفاف ورئيسها، لم يكن فقط لأسباب رياضية فقط وإنما لأجل مصالح شخصية أيضا وفي إطار منافسته للحصول على نصيب من "الكعكة"، بعد أن عبّر زرواطي صراحة عن تذمّره من حصول زطشي ومقربيه من امتيازات بالاستثمار في الكثير من الولايات ومنها بشار، تحت غطاءات مختلفة.