لمَّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018، إلى أن الأمير محمد بن سلمان متورط في مقتل جمال خاشقجي، مؤكداً في الوقت نفسه أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لم يكن لديه علم بالجريمة. وقال ترمب، بحسب ما نقله موقع عربي بوست، إن لديه قناعة بأن العاهل السعودي لم تكن لديه أية معلومات بخصوص عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترمب، خلال مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، من داخل البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. تلميح لتورط محمد بن سلمان بعملية قتل جمال خاشقجي وفي ردّ منه حول ما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متورطاً في العملية أم لا، قال ترمب: «الشخص الذي يدير مثل هذه الأمور (بالسعودية) على هذا المستوى، هو الأمير، ومن ثم إذا كان هناك أحد له علاقة بالحادث فسيكون هو». وأوضح ترمب أنه تناول الحادث مع ولي العهد السعودي أكثر من مرة، وأنه سأله عما إذا كان قد تورط في الحادث أم لا، مضيفًا «الأمير قال لي إنه لا يعرف عن هذا الأمر شيئاً». وأعرب ترمب عن أمله في أن يكون ولي العهد صادقاً فيما قال، مضيفاً: «أنا أريد أن أصدقهم، حقيقة أريد أن أصدقهم فيما يقولون». واعتبر ترمب واقعة قتل خاشقجي ب «الحادث الذي ينبغي التفكير فيه دائماً وعدم نسيانه»، مشيراً إلى أنه كان هناك سعي للتستر على هذه الجريمة بشكل سيئ. أسوأ عملية تستُّر على الإطلاق وفي وقت سابق الثلاثاء، اعتبر الرئيس الأميركي محاولة التغطية على ملابسات قضية خاشقجي بأنها «أسوأ عملية تستر على الإطلاق». وأوضح ترمب أن ما حدث كان «فكرة سيئة بالمبدأ، وتم تنفيذها بشكل سيئ وعملية التغطية عليها كانت الأسوأ عبر التاريخ». وبعد 18 يوماً على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء «شجار وتشابك بالأيدي»، وأعلنت توقيف 18 شخصاً كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي. غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحافية، أن «فريقاً من 15 سعودياً، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم». وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة. والثلاثاء، أكد أردوغان وجود «أدلة قوية» لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي «عملية مدبَّر لها وليست صدفة»، وأن «إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي».