عاش سكان حي قيطوني عبد المالك السفلي، بمحاذاة جامع البشير الإبراهيمي بقلب مدينة قسنطينة ليلة رعب حقيقية الثلاثاء، عندما هاجمت عصابة من الملثمين تتكون من نحو 30 شخصا الحي، وعاثت فيه فسادا، بعد ما قامت بتخريب ما لا يقل عن 38 سيارة كانت مركونة كالعادة في شوارع الحي. الحادثة المرعبة وقعت في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الثلاثاء، عندما استيقظ السكان الذين كانوا نياما آمنين في بيوتهم، على وقع الضجيج الذي أحدثته العصابة التي كان أفرادها مدججين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء والقضبان الحديدية، وبعضهم يصطحبون كلابا مدربة، وشرعوا في إطلاق العنان لأصواتهم المرتفعة بالسب والشتم والتهديد، مع تحطيم زجاج المركبات التي كانت مركونة في شوارع الحي، ما رفع من حدّة خوف السكان الذين لم يتمكنوا من مغادرة بيوتهم لصد اعتداء أفراد هذه العصابة الملثمين، وظلّوا يترقبون وصول رجال الشرطة، لبسط الأمن. وحاول صاحب محل تجاري مقاومة الجناة فتعرض لطعنة بآلة حادة على مستوى الرأس وتم نقله إلى المستشفى الجامعي ووصفت حالته بعد تلقيه الإسعافات الأولية بالحسنة. ورجحّ بعض المواطنين أن تكون لمهاجمة حي قيطوني عبد المالك من طرف أفراد هذه العصابة، التي قالوا انهم ينحدرون من أحد الأحياء المجاورة، علاقة بحادثة سابقة وقعت في إحدى ليالي الصيف الماضي، عندما ألقى حارس حظيرة لتوقف السيارات بالحي القبض على لص حاول سرقة سيارة، وسلمه للشرطة، وهو ما قد يكون سببا في مهاجمة الحي. واحتج صبيحة الأربعاء العشرات من سكان حي قيطوني بغلق الطريق باستعمال سياراتهم المحطمّة، وطلبوا من السلطات الوصية ضرورة التدخل لتوقيف الفاعلين، قبل أن يتنقل رئيس امن الولاية إلى الحي لمحاورة المحتجين وإقناعهم بضرورة فتح الطريق، مؤكدا على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحديد هوية المعتدين بغرض توقيفهم ومعرفة سبب إقدامهم على ارتكاب هذا الفعل الإجرامي وترويع السكان، وتقديمهم أمام العدالة. ن. ط