عاش حي ساقية سيدي يوسف بقسنطينة المعروف ب"لابوم"، ليلة الجمعة إلى السبت، حالة من الرعب، عقب هجوم شنته مجموعة من المراهقين من حي مسكين المجاور، تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة وتحطيم جزئي لأزيد من 8 سيارات. حي ساقية سيدي يوسف فقد هدوءه، بعد أن انتقلت إليه ظاهرة «حرب الشوارع»، حيث قام ما لا يقل عن عشرين مراهقا، بينهم ملثمون بألبسة وخوذ الدراجات النارية، بتنفيذ هجوم على الحي حوالي الساعة التاسعة ليلا، مدججين بأسلحة بيضاء متمثلة في سيوف وعصي وقضبان حديدية. واستنادا لما أكده بعض سكان الحي للحوار، فإن المجموعة المذكورة كسرت هدوء الليل عقب قيامها بمحاصرة حظيرة للسيارات تقع بمحاذاة العمارة رقم 105، قام خلالها المداهمون للمكان بتحطيم زجاج ما لا يقل عن ثماني سيارات لا تزال أجزاء منها على أرضية الحظيرة، فيما نقلت كل السيارات المحطمة نحو مقر الأمن الحضري الرابع من أجل إتمام إجراءات التحقيق. وأضاف السكان، أن أفراد العصابة استغلوا انعدام الإنارة العمومية في محيط العمارة رقم 105 من أجل تنفيذ الهجوم بهدف عدم تحديد هوياتهم، كما حاول بعضهم تحطيم زجاج نوافذ الشقق الواقعة في الطابق الأرضي لنفس العمارة مستخدمين السيوف، حيث لاحظنا آثار الضربات مرسومة على بعض النوافذ. وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة في أنحاء متفرقة بسبب الاعتداء الذي تعرضوا له من قبل بعض أفراد المجموعة، حيث تعرض الأول لضربة بواسطة ساطور على مستوى الرأس وعدد من ضربات السكين على مستوى اليد اليمنى، فيما أصيب آخر بعدة ضربات بواسطة خنجر على مستوى الظهر، البطن والرجل، أما الثالث فأصيب على مستوى الرجل، حيث نقلوا على جناح السرعة للمستشفى، أين تلقوا الإسعافات اللازمة قبل المغادرة. وعن أسباب الحادثة وخلفياتها أكد عدد من السكان أن أحد الشباب من حي قريب ينحدر منه المعتدون تعرض لبتر ساق، بعد تعفن موضع كسر تعرض له على مستوى الرجل قبل شهرين بعد شجار بين مجموعة من الشباب من الحيين، حيث أكدوا أن هجوم ليلة أمس الأول كان محاولة للانتقام له، كما أن أفراد العصابة المذكورين كانوا يعتدون على كل من يصادف طريقهم، من دون أي تمييز. وقد تدخل عناصر الأمن التابعين للمناوبة المركزية، أين قاموا بتأمين الحي وتحويل كافة الضحايا نحو مقر الأمن الحضري الرابع من أجل تدوين أقوالهم، وفتح تحقيق لتحديد هوية المعتدين. وناشد سكان حي ساقية سيدي يوسف السلطات الأمنية توقيف المتسببين في الحادثة، خصوصا وأنهم متخوفون من تكرار سيناريو ما وقع في عدد من الأحياء، مطالبين بتوفير الأمن اللازم بالحي، وذلك تفاديا لوقوع أي ضحايا، مع تسجيل حالة تأهب قصوى سادت المكان طيلة يوم أمس.