لا تزال قضية تخريب نحو 40 سيارة كاملة بحي قيطوني عبد المالك السفلي، بمحاذاة جامع البشير الإبراهيمي بقلب مدينة قسنطينة، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضي، تثير الكثير من ردود الفعل في أوساط المواطنين الذين نددوا بالحادثة، وكذا المصالح الأمنية، التي سارعت إلى تفكيك لغز هذه الجريمة، والكشف عن هوية مرتكبيها، بعدما تمكنت من توقيف ما لا يقل عن 10 أشخاص، من بينهم الفاعل الرئيسي، و3 أطفال قصر، أحدهم ابن مغن مشهور. وبحسب ما ذكر عميد الشرطة بوبكري يزيد نائب رئيس أمن ولاية قسنطينة، الجمعة "للشروق"، فإن تلك الحادثة التي مسّت بممتلكات المواطنين، لا تعدو أن تكون مجرد عمل طائش لمجموعة من المراهقين والقصر، ولا علاقة لها بجرائم العصابات بمفهومها الصحيح. مضيفا أن مصالح الأمن التي سارعت إلى مكان الجريمة، مدعومة بفرقة من الشرطة العلمية، تمكنت من تفكيك العديد من الألغاز، حيث تأكد أن تلك المجموعة التي هاجمت السيارات التي كانت متوقفة بالشارع في حي قيطوني، حركها شخص كان له سوء تفاهم مع أحد الشبان القاطنين في الحي. كما أسفرت التحقيقات وعمليات تفتيش منازل المشتبه فيهم عن حجز أسلحة بيضاء متمثلة في قضبان حديدية، وعصي وهراوات، بالإضافة إلى كلب هجين من فصيلة "سطاف" تم استخدامه في الهجوم، الذي أسفر عن تحطيم 38 سيارة كاملة، وإصابة شخص بجروح. من جهته رئيس فرقة البحث والتدخل محافظ الشرطة حسيني فؤاد أكد أن الأشخاص الموقوفين لدى مصالح الأمن، تم القبض عليهم في صبيحة اليوم الموالي من الأحداث في عمليات أمنية منظمة ومحكمة، ومن بينهم مسبوقون قضائيا بالإضافة على أطفال قصر أحدهم لم يتجاوز 13 سنة من عمره، متسائلا في ذات السياق عن دور الأولياء في مراقبة أطفالهم القصر، وبقائهم خارج البيت على ما بعد منتصف الليل، خاصة أن الاعتداء على الحي وقع في حدود الساعة الواحدة صباحا. وخلص رئيس فرقة البحث والتدخل إلى القول، إن التحقيقات لازالت متواصلة لتوقيف كل أفراد هذه المجموعة، التي حاولت ضرب أمن واستقرار المواطنين الآمنين في بيوتهم، وترهيبهم باستعمال مختلف الوسائل والأسلحة البيضاء.