ارتفعت حصيلة "الحراقة" الذين بلغوا سواحل إسبانيا خلال اليومين الماضيين، إلى 344 شخص من بينهم 16 امرأة و14 طفلا ورضيعا ومن كانوا مسجونين السنة الماضية بسجن "أرشيديونا"، فيما تمكنت مصالح حرس السواحل بالواجهة الغربية من إحباط محاولة هجرة أزيد من 200 شخص ولا يزال مصير بعض "الحراقة" مجهولا. أكّدت، السبت، مصالح الشرطة الإسبانية ومصالح الصليب الأحمر، آخر إحصائيات عن موجة تدفّق المهاجرين غير الشرعيين من الضفّة الجنوبية، حيث بلغ عددهم ما بين الأربعاء والجمعة 344 شخص، أغلبهم جزائريون حسب ذات المصادر، والتي أشارت إلى أنّه تمّ إنقاذ نحو 300 شاب أحدهم في وضعية صحية حرجة و16 امرأة و14طفلا ورضيع، والبقية وصلوا بمفردهم إلى شواطئ قرطجنة، كما ذكرت أنّ المهاجرين كانوا على متن 30 قاربا مزوّدة بمحرّكات والتي تمّ اكتشافها بأعالي البحار، أين تمّ تشكيل طوق مني للبحث والإنقاذ منذ ليلة الأربعاء، فيما قامت باخرة تجارية بإنقاذ فوج منهم، وتمّ تقديم الرعاية اللازمة لهم من مشروبات ساخنة وأغطية وإسعافات ونقل الحالات الحرجة والنساء والقصّر إلى مستشفى "سانت تريزا"، فيما أحيل البقية على الملاجئ لإجراء التحقيقات، ولم يستبعد مفوّض الحكومة الإسبانية العمل بإجراءات الترحيل لعدد معتبر من المهاجرين بعد إحالتهم على المحاكمة، معتبرا أنّ هذه الموجة مماثلة لما حدث في نوفمبر الماضي، بعد تسجيل استقبال أزيد من 500 شخص، وأوردت وسائل الإعلام الإسبانية أنّ فصل الخريف الذي يعرف استقرارا في حالة البحر الأبيض المتوسّط يعدّ مناسبا لرحلات الهجرة السرّية، وأوردت الإحصائيات عن مصادر إسبانية أنّ عدد المهاجرين الذين وصلوا من الضفة الجنوبية إلى اسبانيا فاق 1100 شخص هذا العام على متن أكثر من 80 قاربا. فيما تشير أصابع الاتهام إلى مافيا تهريب البشر وضرورة تظافر الجهود لتوقيف هذه الرحلات الخطيرة، وتشير فيديوهات حديثة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وصول أفواج من ولايات مختلفة منها بجاية والشلف وغليزان، ومن بينهم "حراقة" كانوا العام الماضي في سجن "أرشيديونا" بقرطجنة وتم ترحيلهم بعد حادثة وفاة الشاب من ولاية مستغانم، إلاّ أنّهم أعادوا المحاولة من جديد. من جانبها مصالح حرس السواحل بالواجهة الغربية أحبطت محاولة هجرة أزيد من 200 شخصا خلال اليومين الماضيين من بينهم عائلات حسب آخر الإحصائيات، وذلك على مستوى وهرانومستغانم وعين تموشنت والشلف، كما أحبطت مصالح الدرك الوطني بعين تموشنت، هجرة سرّية ل13 شابّا على مستوى شاطئ ساسل ببلدية بوجمعة أين كان الموقوفون الذين ينحدرون جميعهم من ولاية غليزان تتراوح أعمارهم ما بين 24 و33 سنة، يستعدّون للإقلاع نحو السواحل الإسبانية، إلاّ أنّ دورية لمصالح الدرك الوطني كشفت مخطّطهم ليتم توقيفهم وتقديمهم للعدالة، فيما ترقب عائلات "الحراقة" أيّ أخبار جديدة نظرا لوجود مفقودين، وكانت أمواج البحر قد لفظت زوال الخميس جثّة مجهولة على مستوى شاطئ مستغانم، كما تمّ تسجيل انقلاب قارب بشاطئ سيدي لعجال مع إنقاذ ركابه. ف.ص