شهدت مدينة وهران مؤخرا، احتفالات ومواكب سيارات ودراجات نارية، نظمها أفراد عائلة وأقارب وأصدقاء حراقة انقطعت أخبارهم منذ أيام، عقب ركوبهم البحر طيلة 6 أيام، قبل ورود معلومات عن بلوغهم السواحل الإسبانية، وهي المعلومات التي بددت مخاوف عائلاتهم ودفعتها للاحتفال بسلامة أبنائها، رغم وقوعهم في قبضة خفر السواحل الإسبان. وكانت بلدية قديل شرق وهران، قد شهدت قبل أيام عملية هجرة غير شرعية لستة أشخاص من أعمار مختلفة، الذين لم يصل أهاليهم أي رد منهم، بعدما ركبوا البحر على متن قارب مطاطي، وقد انقطعت أخبارهم 6 أيام، ما أدخل الخوف في قلوب ذويهم خوفا على مصيرهم، قبل، أن يصل الخبر السار، قبل يومين، بأنهم أحياء وجرى إجلاؤهم من طرف خفر السواحل بإسبانيا وهم في الوقت الحالي بالمستشفى. ليخرج، أهالي الحراقة وأقرباؤهم وأصدقاؤهم إلى الشارع في موكب سيارات والدراجات النارية والألعاب النارية، تعبيرا عن فرحتهم العارمة بنجاتهم من الموت. نساء.. أطفال وشباب يركبون قوارب الموت في موجة هجرة قويّة العثور على جثث أربعة “حراقة” والبحث عن أربعة آخرين بسواحل الغرب شهدت شواطئ ولايات الغرب والوسط، موجة جديدة من الهجرة السرّية نحو السواحل الإسبانية، أين أظهرت فيديوهات متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي “موكبا” لقوارب “حراقة” أقلعوا من شاطئ في بومرداس، فيما أظهرت فيديوهات أخرى “حراقة” من عين تموشنت ومستغانم، وموازاة مع ذلك تمّ التدخّل لانتشال 4 جثث ولا يزال البحث متواصلا عن 4 مفقودين فضلا عن إنقاذ 13 شخصا بمستغانم و32 بوهران من بينهم نساء وأطفال. نهاية أسبوع ديناميكية في صفوف “الحراقة”، في ظروف أحوال جوّية مستقرّة، حيث غادر السواحل الجزائرية عدد معتبر من الشباب والنساء والأطفال في أفواج على متن قوارب الموت، وحسب ما تمّ تداوله من قبل أهاليهم ومعارفهم ووفقا لفيديوهات انتشرت خلال الساعات الماضية على شبكات التواصل الاجتماعي، فإنّ نحو 10 قوارب على متنها أزيد من 100 شخص أقلعت أوّل أمس، من شاطئ كاب جنات بولاية بومرداس نحو السواحل الإسبانية، مشكّلة “موكبا” بحريا مثيرا للدهشة، خلّف ردود فعل متفاوتة لدى من شاهدوا الفيديو. كما سجّلت مصالح حرس السواحل والحماية المدنية تدخّلا على مستوى وهران، أين تمّ اكتشاف جثث أربعة أشخاص مجهولين في حالة متقدّمة من التعفّن ثلاث منها قرابة سواحل عين الترك تحمل سترات إنقاذ، ومن بين الضحايا شخص أسمر البشرة يحتمل أن يكون ذا جنسية إفريقية، أمّا بمرسى الحجاج فقد تمّ العثور على نصف جثّة متعفّنة لشخص مجهول، وبوهران أيضا تمّ أوّل أمس، إحباط محاولة هجرة 32 شخصا كانوا موزّعين على فوجين من بينهم نساء وطفلان 11 و12 سنة ورضيع، أمّا بولاية مستغانم فقد تمّ التدخّل أوّل أمس، لإنقاذ 13 شخصا كانوا في وضعية صعبة في عرض البحر بعد إقلاعهم من شاطئ استيديا غربا، فيما لا يزال أربعة مفقودين محل بحث من قبل المصالح المختصّة. كما أظهرت فيديوهات حديثة رحلات سرّية لشباب وأطفال أقلعوا من عين تموشنت قبل أيّام وتمكنوا من الوصول بسلام إلى الأراضي الاسبانية، مع العلم أنّه تمّ خلال الأسابيع القليلة الماضية إحباط عدّة محاولات هجرة سرّية بولايات وهرانومستغانم وعين تموشنت، فيما تمكنت بعض الأفواج من الإفلات، ولا تزال مصالح حرس السواحل الإسبانية تتدخّل عن طريق عمليات البحث والإنقاذ قرابة سواحلها بعد توافد عدد هائل من الحراقة، هو الأكبر هذه السنة بعد موجة الهجرة الجماعية الشهيرة التي غادر على إثرها أزيد من 500 شخص بداية 2018 وضعوا في سجن في منطقة قرطجنة، والتي تتكرّر خلال هذه الفترة وسط مخاطر معتبرة.