كشفت دراسة أمريكية جديدة أن هناك رابطا بين تناول مكملات الكالسيوم اليومية وفيتامين د، وارتفاع خطر الإصابة بالأورام الحميدة في القولون. وبالرغم من هذا ما زالت هذه المكملات تتصدر قوائم المبيعات على مستوى جميع الصيدليات سواء بوصفة طبية أو دونها. يقول الدكتور "طوبال" أن مثل هذه المكملات توصف لكبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام وللنساء في سن اليأس بالدرجة الأولى، موضحا أن استمرارية تناول هذه المكملات لأكثر من سنتين تجعلهم أكثر عرضة لأورام حميدة، مشددا على وجوب تناولها للضرورة فقط، شارحا أن هذا النوع من الأورام قد يتطور إلى سرطانات خطيرة، خاصة على مستوى القولون. ويقول الدكتور "زكريني فضيل" في الموضوع، أن وصف هذين المكملين متعارف عليه، خاصة بالنسبة لشريحة كبار السن للحماية من كسور العظام، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، فالأول ضروري والثاني مثبِّت -أي فيتامين د- مشيرا إلى أن الاستعمال الطبي محمود، لكن دون تجاوز الجرعة الموصى بها والتي لا تتعدى 25 ملغ يوميا، على أن يلتزموا بإجراء فحوصات دورية ومنتظمة للقولون. وفي السياق ذاته، تقول الدكتورة "خلوفي" بعدم وجود أدلة على أن هذه المكملات تحمي الناس فعليا من الإصابة بالكسور، مشيرة إلى أن هذه المركبات قد تزيد من مخاطر تكون حصوات في الكلى أو مخاطر التعرض للنوبات القلبية. وتوضح أن "الكالسيوم" يقوم ببناء وزيادة قوة العظام، وهي الوظيفة التي تكتسب أهمية خاصة بعد انقطاع الطمث، عندما تصبح العظام أكثر هشاشة ومعرضة للكسر بصورة أكبر، بينما يساعد فيتامين "د" الجسم على امتصاص "الكالسيوم"، وهذا هو السبب وراء الجمع بين هذين العنصرين الغذائيين في المكملات الغذائية في كثير من الأحيان، مشددة في حديثها على أن كمية "الكالسيوم" المطلوبة سواء عند النساء في سن اليأس وعند كبار السن موجودة في كل مطبخ لا في رفوف الصيدليات في شكل عقاقير طبية. ويمكن تعويض نقص فيتامين "د"، بتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، كالسلمون والسردين والتونة، وزيت السمك وكبد البقر والبيض. الطلب عليها كبير يتحدث السيد "بوخالفة"، صيدلي، عن الموضوع ويوضح أن هذين العقارين الطبيين من أكثر العقاقير طلبا، سواء بوصفة طبية يحررها طبيب عظام، أو من دونها، منوها بوجود بعض الزبائن الذين يتعاطونها منذ سنوات طويلة تفوق الخمس سنوات، معللا هذا بثقة هؤلاء فيما يقوله الطبيب من جهة، وفي توهمهم بأن كلاهما يمكنه تعويض "الكالسيوم" و"فيتامين د" الطبيعيين وهذا خطأ -يوضح- داعيا الأطباء لعدم وصفهما إلا للضرورة الحتمية والملحة، لأن زيادة الجرعات قد تؤدي إلى كوارث صحية لا تحمد عقباها.