قال الوزير الأول أحمد أويحيى، إن أقل من 900 "حراق" جزائري فقط تم إحصاؤه على الأراضي الإيطالية، وشدد على أن مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تقتضي تخفيف منابعها وإدراج التنمية الاقتصادية ضمن مخططات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وذكر أويحيى خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الايطالي جيوسيبي كونتي الإثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة، أن ترحيل الرعايا الجزائريين "الحراقة" الذين وصفهم بغير المرغوب فيهم لدى دول أجنبية، هي عملية مستمرة وليس هناك مخطط مستعجل. وأشار اويحيى إلى أن 40 ألف جزائري يقيم بصفة شرعية على الأراضي الإيطالية وأقل من 900 "حراق" فقط تم إحصاؤه، موضحا أن ملف "الحرقة" لم يأخذ سوى 10 دقائق من محادثاته مع المسؤول الايطالي. وأكد أويحيى أن الجزائر تستقبل أبناءها في الخارج المقيمين بطريقة غير شرعية بشكل جد عادي شريطة ثبوت وجود إقامة غير نظامية من جهة وثبوت أنهم جزائريون فعلا من جهة أخرى. وعن الحلول الممكنة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، شدد أويحيى على أنه ينبغي تجفيف مصادرها خصوصا في القرن الأفريقي دول الساحل سواء مشكل المجاعة والاقتصاد أو المشاكل الأمنية، موضحا أن الجزائر تطالب دوما بمرافقة مخططات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل ببرامج للتنمية الاقتصادية. وحسب اويحيى، فإن حلول الهجرة غير الشرعية تتضمن مخططات للتنمية الاقتصادية وليس بإقامة معسكرات للتجميع، في إشارة لمقترح أوربا بإقامة معسكرات ل"الحراقة" في الجزائر والمغرب. وعلق أويحيى على ذلك بالقول "الجميع يعرف موقفنا بشأن المعسكرات"، وكشف أن الجزائر ستشارك في قمة باليرمو الايطالية حول ليبيا وتعيين رئيس الوفد من صلاحيات رئيس الجمهورية. وذكر أويحيى بخصوص هذا الملف أن الوفد الجزائري الذي سيشارك في لقاء باليرمو حول ليبيا سيعمل إلى جانب السلطات الايطالية لإنجاح الندوة وإحداث إقلاع لمسار الحل السلمي في ليبيا يتوج بنتائج مرضية. واعتبر أويحيى أن مبدأ الجزائر المحوري في الأزمة الليبية هو احتواء القضية من طرف الليبيين ودعم جهود الأممالمتحدة. بدوره، قال رئيس الوزراء الايطالي جيوسيبي كونتي إن الجزائر هي أول شريك اقتصادي لبلاده في أفريقيا والشرق الأوسط بمبادلات تجارية فاقت 8 ملايير دولار. وحسب ذات المسؤول الإيطالي فإن روما ترغب في إقامة مزيد من الاستثمارات في الجزائر ضمن خطة الحكومة لتنويع الاقتصاد. ووصف كونتي تعاون البلدين في ملفات الهجرة بأنه إيجابي وهناك جهود لترحيل الحراقة الجزائريين بايطاليا وتفعيلها على أرض الواقع.