أبدت ايطاليا استعدادها للتباحث مع الجزائر بشأن انشاء دوريات بحرية مشتركة على طول السواحل الجزائرية من أجل الحد من تفاقم طاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تؤرق حكومة برلسكوني، وهذا على غرار الاتفاق الحاصل بينها وبين ليبيا عام 2007 والقاضي بتسيير دوريات مشتركة لوقف وصول الحراقة إلى ايطاليا التي تتوافد عليها بانتظام قوارب المهاجرين المكدسة. قال وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني في مقابلة صحيفة مؤخرا ''أنه بحلول شهر جانفي الجاري ستبدأ دوريات لدينا لحل مشكلة ظاهرة الهجرة غير الشرعية مثل الجزائر، مصر وتونس ، والمغرب، وستكون هذه الدوريات الجديدة بمثابة تقليل ومخاطر الظاهرة و إلقاء القبض على الحراقة إلى ايطاليا وبالتالي إلى الأراضي الأوروبية التي تعتبر حلم شباب هذه الدول". وستقوم هذه الدوريات بشكل أساسي في المياه الدول سالفة الذكر كما هو الحال مع ليبيا،و من الممكن أن تعمل في المياه الدولية والايطالية إذا اقتضت الحاجة. وتقدم ايطاليا بموجب الاتفاق إن حصل زوارق للدوريات إلى الدول المعنية على أن تكون أطقم عملها مشتركة من البلدين كما سترفع الزوارق علم تلك البلاد. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عام 2008 عرف وصول 36.900 حراق ، أي بنحو 75 في المائة زيادة عن السنة السابقة مع التركيز أن معظم الوافدين لا تزال تركز على جزيرة لامبيدوسا ، مع ما يقرب 31,000 مهاجر سري هبطوا العام الماضي. وفي مذكرة إلى الحكومة الإيطالية عرضت من قبل الصحف المحلية وأعلن بموجبها أن حوالي 1199 شخص تم ترحيلهم إلى بلدانهم عبر 38 رحلة جوية .جدير بالذكر أن شهر أوت الماضي سجل أعلى وفيات المهاجرين السريين الجزائريين حيث تم هلاك 14 جزائريا بسردينيا. وتشير ذات الوثيقة إلى أن ما لايقل عن 270 شخصا توفوا جراء الهجرة السرية على أبواب الجنة الأوروبية الموعودة خلال أوت المنصرم وتتصدر قائمة الوفيات ليبيا ب 179 بين ليبيا ومالطا. و ذكرت المصادر نفسها أن موجة تدفق '' الحراقة '' الجزائريين على ايطاليا قد عرفت خلال الصائفة المالية تضاعفا غير مسبوق، حيث قدرت هذه المصادر أن يكون عدد زوارق ''الموت'' التي حلت بكل من منطقتي ليل وسردينيا قد وصل إلى عشرات الزوارق، فيما وصل عدد الحراقة المقبوض عليهم من طرف الأمن الاسباني إلى 120 شخصا خلا ل أسبوع واحد. وكانت ايطاليا قد أعلنت في شهر جويلية الماضي عن حالة طوارئ في أنحاء البلاد لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من مختلف الدول الإفريقية، وذكرت أن 150 حراقا معظمهم من الجزائر والمغرب وصلوا إلى جزيرة سردينيا . وللوصول إلى الأراضي الإيطالية الذين يصلون إلى الجزر الإيطالية يدفع الحراقة من دول مثل المغرب وتونس والجزائر وليبيا ما قيمته 1.400 دولار امريكى (930 يورو) أي ما يعادل 12 مليون سنتيم ثمن الرحلة الواحدة إلى الجزر الإيطالية.