ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لخضر بورقعة.. أسد الأطلس الذي أرعب فرنسا
شخصيات ثورية وأكاديمية وسياسية في حفل تكريمه:
نشر في الشروق اليومي يوم 01 - 08 - 2012

مواصلة لسلسلة التكريمات التي سنّتها "الشروق"، قبل سنوات، وكرمت خلالها العشرات من رجالات العلم والدين والثقافة والتاريخ، وبمناسبة الاحتفالات التي تشهدها الجزائر هذه السنة بخمسينية الثورة المجيدة، كرمت مؤسسة "الشروق" أول أمس، قائد المنطقة التاريخية الرابعة، الرمز لخضر بورقعة، بعد أسبوع فقط من تكريمها للرمز أحمد مهساس، أحد مفجري الثورة ومهندسيها العظام..
جاء الدور هذه المرة في التكريم، على واحد ممن صنعوا تاريخنا العظيم، مناضل سجن بسبب مواقفه الثابتة، وحرم من منحة المجاهدين، مجاهد دافع عن القضايا الوطنية والعربية والإنسانية العادلة، أعطى الكثير للجزائر، وللشعب الجزائري الذي عرفه عن قرب كما ساهم بقوة في بناء الدولة بعد الاستقلال ..
وككل مرة افتتحت الندوة بكلمة لعلي ذراع نيابة عن المدير العام لمؤسسة "الشروق" علي فضيل، ركز فيها المتحدث على أهمية البطل الرمز لخضر بورقعة، ودوره الكبير في المنطقة التاريخية الرابعة، وتوالت بعدها كلمات المتدخلين الذين أجمعوا على أن مهساس مرجعا تاريخيا من مراجع الثورة، وأنه كان ولا يزال مثالا للأخلاق الرفيعة التي جعلته قدوة لكل من عرفه، وأنه عرف بتواضعه الكبير مما جعل البعض يلقبه بابن الشعب.. ثم توالت بعد ذلك شهادات قدمت في البطل الرمز عمي لخضر، من كل من صالح قوجيل رفيقه في الكفاح، محمد عباد رئيس منظمة مشعل الشهيد، المؤرخ مصطفى نويصر، محمد بالباي، عبد القادر نور، محمد عرابي، عمر رمضان، سي عبد الدايم، المجاهد مصطفى شرشالي، لخضر بن سعيد، الإعلامي عابد شارف.. إضافة إلى خالفة مبارك، رئيس منظمة المجاهدين، وكذا نور الدين بن براهم، القائد العام للكشافة الإسلامية، وتركزت هذه الشهادات حول قضية رفضه التخلي عن مبادئه، وعما كان يراه مناسبا وصحيحا، وكذا الثمن الباهظ الذي كان يدفعه كل مرة جراء مواقفه الثابتة، كما أكد العديد من المتدخلين أن بورقعة من الأوائل المدافعين عن العربية والقضايا العادلة، وتطرق المتدخلون أيضا إلى رفض الرمز بورقعة لأخذ الحكم عن طريق الانقلاب، ووصفه العديد بأنه يمثل الرجل الجزائري الحقيقي صاحب النيف، وأنه كان جريئا ومناضلا حقيقيا، وأكد الكثير منهم أنه كان يساعد جميع من يقصده، ولهذا كله دفع الثمن غاليا، آخرها مكافأة وزارة المجاهدين له بحرمانه وعائلته من المنحة عند دخوله السجن، وفي ختام الندوة التكريمية توشح عمي لخضر ببرنوس "الشروق"، الذي تعودت المؤسسة على إهدائه لكل من قدم خدمات جليلة للجزائر وللأمة الإسلامية.
كما حضر هذه الندوة التكريمية العديد من الشخصيات الوطنية، والأسرة الثورية ممن عرفوا المجاهد الرمز وعايشوا نضاله، أو حتى من الذين اشتغلوا معه، كما حضرت أسرة المجتمع المدني، إضافة إلى شباب الكشافة الإسلامية، وممثلين عن الأمن والدرك الوطنيين.
.
.
المستشار الإعلامي علي ذراع:
نحن أمام جبل من جبال الجزائر
قال علي ذراع خلال كلمته الترحيبية بضيوف التكريمية نيابة عن المدير العام لمؤسسة الشروق إننا نقف اليوم أمام جبل كبير جبل شامخ، جبل تصعب تسميته، هل نسميه جبل الونشريس أم جبل جرجرة أم جبل بابور أم جبل الأوراس، وأضاف أمام عظمة هذا الرجل نجد صعوبة في العثور على تسمية له، وقال "ما ذا نسميك يا عمي لخضر".
وأضاف علي ذراع بأن هذا التكريم هو تكريم للثورة الجزائرية، وأضاف علي ذراع بالقول عمي لخضر يستحق أكثر من تكريم لأنه، أحد الذين صنعوا مجد الثورة الجزائرية، وتبثوا على مواقفهم دائما.
.
.
المجاهد مصطفى شرشالي:
وزارة المجاهدين حرمت عمي لخضر وعائلته من المنحة عند دخوله السجن
قال المجاهد مصطفى شرشالي بأنه لأمر عظيم أن أتحدث اليوم عن الذي كان مسؤولي في الولاية الرابعة، ويكفيه فخرا أنه ينحدر من بلدية العمارية الصغيرة التي قدمت 3200 شهيد في ثورة التحرير. وتحدث مصطفى شرشالي الذي كان رفيق درب الجهاد مع لخضر بورڤعة، عن حقيقة تاريخية تكشف لأول مرة، حيث أقدمت وزارة المجاهدين على تجميد منحة عمي لخضر وعائلته، بعد موقفه من انقلاب 67 ومده يد العون للطاهر الزبيري الذي لجأ إليه 67، مشيرا إلى أنه وبصفته موظفا في الوزارة، قام هو وبعض الأصدقاء بصب منحة تقدر ب 150 دينار لعائلة عمي لخضر، وذلك دون علم وزارة المجاهدين ولا مسؤوليها.
وخاطب المجاهد شرشالي شباب الجزائر قائلا "يا شبابنا خذوا الأسوة والقدوة من عمي لخضر، الذي تفتخر الثورة بأنها كسبت رجلا من أمثاله ولكتيبته الشهيرة "كتيبة الزبيرية".
.
.
خالفة مبارك:
عمي لخضر طلب الشهادة فوهبه الله الحياة
قال رئيس المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين خالفة مبارك بأن التاريخ، إما أن يسجل لك أو يسجل عليك، وعمي لخضر طلب الشهادة في سبيل الله فوهبه الله الحياة.
وأضاف خالفة مبارك قائلا عمي لخضر آمن بقضيته رافضا الذل والعبودية والاستعمار، وتابع إن عمي لخضر مرجع من مراجع التاريخ وشاهد من شهود الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن عمي لخضر تعرفه جبال الجزائر من الونشريس إلى الزبربر إلى جرجرة.
.
.
لخضر بن سعيد:
عمي لخضر خطر متنقل ضد المدافعين عن الجزائر الفرنسية
قال لخضر بن سعيد، أمين عام سابق لتنسيقية أبناء الشهداء أن لخضر بورڤعة يعد بمثابة خطر متنقل ضد المدافعين عن الجزائر الفرنسية، مؤكدا بأنه بقي على عهده الذي قطعه لرفاقه الذين استشهدوا وثبت على مواقفه، ورفض الانقلاب على الشرعية غداة الاستقلال.
وأكد بن سعيد أن لخضر بورڤعة ما زال يعتقد أن الجزائر لم تنل كامل استقلالها بعد، وبأن مهمة التحرير تستكمل بالقضاء على غيظ الفرنسيين الحاقدين على استقلال الجزائر.
وذكر بن سعيد أن لخضر بورڤعة من شيمه الثبات على مواقفه، وسرد أنه في سنوات الأزمة الأمنية كلفه هو بعض رفاقه بزيارة الموقوفين في المعتقلات، والتحقق من القضية، مشيرا إلى أنه رفع أيديه، داعيا الله أن يأتي برجل يقود الجزائر للخروج من أزمتها، وحتى لو كان على شاكلة بومدين، وحتى لو أعاده إلى السجن، المهم أن تخرج البلاد من الأزمة، وأضاف بن سعيد قائلا "كلما اشتعل فانوس الخيانة الأحمر فتمة تجد عمي لخضر واقفا ضده".
وألح بأن يتكلم المجاهدون ويفرغوا ما بجعبتهم، وقال"المجاهدون يموتون، والذي يموت يأخذ معه ثروته ولا نستفيد منها".
.
.
محمد عباد "جمعية مشعل الشهيد"
نحن نكرم اليوم أحد بناة الثورة التحريرية
قال محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد، بأننا اليوم نكرم أحد أهم بنائي الثورة التحريرية، بعد أن كرم أحد مهندسيها الأسبوع الفارط المجاهد أحمد مهساس.
وذكر محمد عباد أن لخضر بورڤعة تميز بجابنه الإنساني، وكان شديد الحرص على حضور نشاطات وفعاليات جمعية مشعل الشهيد، مشيرا إلى أن لخضر بورڤعة من الأوائل الذين ناضلوا وعملوا على جمع أبناء الشهداء بعد الثورة وتربيتهم وتعليمهم.
.
.عابد شارف "إعلامي":
لم أر شخصا يمجّد أصدقاءه مثل لخضر بورڤعة
قال الإعلامي عابد شارف بأن عمي لخضر يختلف عن الآخرين في جانب إنساني، وهو إجلاله وتبجيله لأصدقائه، مشيرا إلى أنه لم ير أبدا شخصا يمجد ويكبر أصدقاءه ورفقاء دربه مثل لخضر بورڤعة، وأكد على أن بورڤعة خلال حديثه عن أصدقائه وزملائه يصورهم وكأنهم ملائكة.
وأضاف شارف بأن لخضر بورڤعة من الجيل الثاني من القيادات التاريخية للولاية الرابعة التي لم تعين عند انطلاق الثورة، ولكن الأحداث والتطورات الميدانية التي عرفتها الثورة هي التي أفرزتها، وقادت الولاية الرابعة التاريخية فيما بعد.
وشدّد شارف خلال كلمته على أن تاريخ الثورة يجب ألا يكتب من طرف الذين صنعوه، بل يجب أن يكتبه أهل الاختصاص من المؤرخين.
.
.
صالح ڤوجيل:
بورقعة دفع ثمنا باهظا نتيجة مواقفه
جدد المجاهد صالح ڤوجيل، شكره لمؤسسة الشروق على مبادرتها التي وصفها بالطيبة، فيما يتعلق بتكريمها للمجاهدين ومن صنع تاريخ الجزائر المجيد، وقال إن هذه المبادرات تعيد ربط الجيل الجديد بماضيه التليد، واعتبر ڤوجيل هذا التكريم بمثابة تكريم وتمجيد لكل الشهداء الأبرار وليس فقط للخضر بورڤعة، وهو أيضا تذكير الجزائريين بتاريخهم وأبطالهم، وأشار المتحدث إلى نضال عمي لخضر قبل الثورة وبعدها وحتى يومنا هذا، وقال إنه لم يتوقف لحظة عن النضال، منذ نعومة أظافره، وأكد أن لخضر بورڤعة عرف عبر مراحل حياته بقوله كلمة الحق رغم أنه في الكثير من المرات يدفع ثمنها غاليا، وأدت في كل مرة بسجنه سنوات وسنوات، وأكد ڤوجيل أن لخضر بورڤعة حين يتحدث عن التاريخ يعطي حيوية كبيرة للتاريخ، وبفضل لخضر بورڤعة وأمثاله وصل صوت الثورة التحريرية المباركة للعالم، ووصف المتحدث، بورڤعة بالمتمرد.
.
.
مصطفى نويصر:
سي لخضر من أوائل المدافعين عن العربية والقضايا العادلة
قال المؤرخ مصطفى نويصر أن المناضل الرمز، لخضر بورڤعة كان ولايزال من القلائل، الذين دافعوا عن اللغة العربية في نهاية الثمانينات، وممن ساند تأسيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، ودعمها، وأضاف أن دفاعه عن قضايا الأمة العربية، كان سمة بارزة في كفاح الرجل ونضاله، حيث كان من أكبر الداعمين للغة الجزائرية للدفاع عن العراق، أيام العدوان عليه، وأكد أنه ترأس الوفد الجزائر المساند للعراق، دفع من ماله الخاص ثمن تذاكر جميع أفراد الوفد والبالغ عددهم 12 فردا، وأوضح المتحدث أن بورڤعة عرف بعقلانيته في تحليل الأوضاع وإسقاطها على مستجدات الوضع الدولي الراهن، مضيفا أن لخضر بورڤعة كان أيضا من بين الداعمين الأقوياء للتيار الذي تأسس ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ساند العراق في العدوان الأخير وقضية فلسطين.
.
.
الباحث محمد عباس:
بورڤعة سجن ثمان سنوات جراء موقف
أعطى المؤرخ والباحث في التاريخ الأستاذ محمد عباس، نبذة مطولة عن بورڤعة، تتبع فيها أهم مراحل حياته، وأهم المواقف والأحداث التي صادفته، وقال عباس إن بورڤعة ولد في بيئة مجاهدين ومناضلين، ما أثر على حياته ومساره النضالي، عرف بمواقف خالدة منذ طفولته ولغاية اليوم، وأشار إلى أن سيرة الرجل الضخمة بالإنجازات بدأت من صغره وحتى اليوم، ولم تتوقف بتوقف الكفاح المسلح أو النضال السياسي، بل تواصلت لمرحلة بناء الجزائر، والمساهمة في دعم القضايا العربية والإنسانية العادلة، كما تناول المتحدث في كلمته المسار الثوري لأسرة عمي لخضر، وقال إن عائلة بورڤعة تعطرت بالعديد من استشهاد أفراد عائلتها.
وأشار عباس، إلى أن ما ساعد عمي لخضر على البروز بين أقرانه في مجال العمل العسكري، هو تأديته الخدمة العسكرية قبيل الثورة، حيث تكون في وحدة النخبة القناصة، كما عرّج المتحدث إلى قصص ومواقف جمعت البطل بورڤعة بكل من رمزية الثورة الجزائرية ديدوش مراد والعربي بن مهيدي، كما أكد أنه كان له دور ضمن الرافضين للتفاوض مع فرنسا على انفراد، وتناول أيضا في سيرة الرجل مراحل تنقله بين مجلس الولاية والقيادة العسكرية، ومحافظة جبهة التحرير بالمدية، كما تطرق إلى قضية تعاطف بورڤعة مع حركة الطاهر الزبيري والتي سجن بعدها حتى سنة 1975 بسجن وهران، وأكد أنه كان من مؤسسي جبهة القوى الاشتراكية، ولأن بورڤعة كان من مؤيدي النضال العربي، فقد أطلق اسم قحطان على ابنه وجولان على ابنته.
.
.
رفيق دربه محمد بلباي:
الرجل أفضل من قاد الكتيبة الزبيرية التي أرعبت فرنسا
قال محمد بالباي رفيق درب المناضل لخضر بورقعة، إن هذا الأخير كان له دور سياسي وعسكري هام جدا، وأضاف أنه تعرف عليه في الكتيبة الزبيرية التي أقضّت مضاجع المستعمر بسبب العمليات الجبارة التي قامت بها، وأضاف المتحدث أن عمي لخضر عرف بين كل من تعامل معه عن قرب أو عن بعد بالاحترام، وتقدير كل من يتعامل معه، وهذا من بين أهم الأسباب وراء نجاح الكتيبة في عملياتها وكمائنها التي امتدت حتى الولاية الأولى والثالثة، وأكد المتحدث أن معركة "مقورنو" التي أسقطت 7 طائرات للعدو، كانت من قبل الكتيبة ذاتها، وأضاف أن آخر عملية لهذه الكتيبة التي كان يقودها عمي لخضر، كانت عملية "كمين الشريعة"، ونفذها بورڤعة بكل جرأة داخل معسكر الشريعة نفسه، حيث نصب الكمين في وضح النهار وتحصل المجاهدون على غنائم كبيرة من الأسلحة.
.
.
أحد المتدخلين الشباب:
شرف لي لأنني امتداد لجيل عمي لخضر
شرف لي لأنني ابن الجزائر، أنا أغار من جيل الثورة وأقول دائما لماذا لم يخلقني ربي في الثورة، لأنني كشاب أشعر بأن حياتي بلا معنى. أشعر كشاب أن الشخصية الجزائرية اندثرت، أما عن عمي لخضر فهو جبل شامخ يشهد على عظمة الثورة حتى قيام الساعة، وأنا أتساءل كشاب بهذه المناسبة أمام آبائي المجاهدين هل أنتم راضون عن هذه النتيجة التي وصلنا إليها خمسين سنة بعد الاستقلال؟
.
.
عبد القادر نور:
ناضل في قسوة من أجل الجزائر
قال عبدالقادر نور، المدير العام الأسبق للإذاعة الوطنية، إن بورڤعة كان ولايزال كتابا مفتوحا، أمام الجميع، مضيفا أنه ناضل في قسوة من اجل الجزائر، وشارك في جميع مجالات بناء الوطن بعد نجاح الثورة، وأن الجميع يقدر نضاله، وأنه لا يمكن لأي شخص إلا أن يقدر هذا النضال.
.
.
محمد غرابي:
بورڤعة حاول التغيير بعد الاستقلال لكن الظروف لم تسمح له
قال غرابي محمد، إن تكريم المناضل البطل لخضر بورڤعة، بمؤسسة الشروق، هو تكريم لكل من ناضل وجاهد في سبيل تحرير الوطن، وأضاف أنه كان ولايزال مجاهدا ومناضلا متمردا، وأن عمي لخضر يعمل وفقا لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، وأنه يطبق هذا الحديث حرفيا، وحاول التغيير بعد الاستقلال لكن الظروف لم تسمح له.
.
.
عمر رمضان:
سي لخضر من الذين لم يقبلوا أخذ الحكم بالانقلاب
كنت في ناحية الونشريس وسي لخضر بورڤعة كان في الناحية الثانية من الولاية الرابعة، التقينا في صيف 1959 وقام بواجبه نحو الكومندو الذي كنت واحدا من أعضائه. عرفته جنديا بسيطا تخطى كل المراتب بعمله وجهده ويستحق الرتبة والمنصب الذي وصل إليه. أصبح رئيسا لكتيبة الزبيرية التي قامت بعمليات مشهورة، وهو معروف بمواقفه في الأحداث التي نشأت بعد الاستقلال وهو من الذين لم يقبلوا أن يكون أخذ الحكم عن طريق الانقلاب، ودفع الكثير نتيجة هذا الموقف، ونحن نعيش انعكاسات بداية الحكم في الاستقلال. سي لخضر دفع ثمن مواقفه الشجاعة، ممكن بعض الناس كانوا يتمنون موته بسرعة لمواقفه، لكن الحمد لله أنه عاش.
.
.
محمد بوخالفة:
بورڤعة مناضل يمثل الرجل الجزائري الحقيقي
أقدره كثيرا، ليس لأنه تعذب فقط في مرحلة التحرير، بل أيضا لأنه يمثل الرجل الجزائري الحقيقي، صاحب النيف، حتى خصومه السياسيون يستطيعون أن يقولوا الكثير عنه، لكنهم لا يستطيعون أن يقولوا عنه أنه انتهازي. لا يوجد موضوع ليس له فيه رأي. أتمنى أن يكون الجزائريون على شاكلته وشجاعته السياسية، للأسف أن الجيل الحالي يعرف القليل عن الرجال الصالحين الذين خدموا الشعب.
.
.
نورالدين بن براهم:
رجل جريء ومناضل حقيقي يجب الاقتداء به
صيانة الذاكرة ليست قضية حكومية وإنما هي واجب المجتمع المدني. عمي لخضر تميز بقيادة عسكرية، وهناك شق آخر وهو الجرأة بمفهومها الرجولي وبروزه في الإعلام في بعض الأحداث الاستثنائية التي عرفتها البلاد، هناك مجاهدون حقيقيون ومناضلون حقيقيون أمثال عمي لخضر بورڤعة يجب الاقتداء بهم.
.
.
سي عبد الدايم:
سي لخضر يساعد جميع من يقصده
عشت في الولاية الرابعة 50 يوما قبل وقف القتال، وبعد عملية الفرار من سجن البليدة رفقة 30 مجاهدا محكوما عليهم بالإعدام، عندما خرجنا من السجن تجولنا في الجبال أياما طويلة، وكنا نبحث عن جيش التحرير، وهم كانوا يبحثون عنا، واتصلنا بسي لخضر وكان هو الضابط الأول للولاية الرابعة وبأمر منه أصبحنا مجاهدين في هذه الولاية بعد ما كنا ننتمي للولاية السادسة، وكان يساعد جميع من قصده، بعد الاستقلال كنت معه في المجلس التأسيسي، وكنت معه في محافظة جبهة التحرير.
.
.
الرائد لخضر بورڤعة
مسيرة أحد قلاع الولاية الرابعة التاريخية
الرائد لخضر بورڤعة واحد من قادة الولاية الرابعة التاريخية، الذين لا يزالون على قيد الحياة، بعدما سلم جميع قادة الولايات التاريخية الأخرى أرواحهم لربهم. وهو بذلك يعد رفقة العقيد يوسف الخطيب المدعو "سي حسان"، ذاكرة حية لهذه الولاية ذات الأهمية القصوى في ثورة التحرير.
ولد الرائد لخضر بورڤعة، في مارس 1933 بمنطقة العمرية بالمدية، أحد قلاع الولاية الرابعة التاريخية.. هذه البلدية الصغيرة، المسماة العمرية، كانت سخية على الثورة والجزائر، ولم تبخل عليهما بخيرة أبنائها، فلا غرابة أن نجد القائد الفذ والشهيد الطيب الجغلالي هو أحد أبنائها، كما أن البحوث والشهادات التاريخية، تتحدث عن وصول عدد شهداء هذه المنطقة الصغيرة، إلى ألف شهيد..
الرائد لخضر بورڤعة إذن، نشأ وترعرع في محيط ثوري بامتياز، كان له الأثر البالغ على مسيرته الثورية، جعلته رجلا أمثاله قليلون.. مؤمن بمواقفه وثابت عليها، ولو سبب له ذلك متاعب لا تحتمل.
.
قيادته لكتيبة الزبيرية
التحق بالثورة التحريرية في العام 1956، كان شابا يافعا، لكن حنكته أهلته لأن يكون واحدا من أبطال الولاية الرابعة. ويروي رفاقه في الجهاد، أن قيادة الولاية أسندت له مسؤولية "كتيبة الزبيرية" الشهيرة، التي خاضت معارك كثيرة خرجت فيها منتصرة، ولقّنت العدو الفرنسي، دروسا في العسكرية لن ينساها. ولعل ذلك هو ما جعل الكثير من المؤرخين الفرنسيين يذكرونه في مؤلفاتهم، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، إيف كوريي، كما كتب عنه هنري علاق: "كان بورڤعة قائد كتيبة الزبيرية، التي قاومت بشجاعة نادرة القوات الفرنسية"، كما كتب عنه مؤرخون جزائريون، منهم محمد تقية، معددا بطولات الرجل.
شهد لخضر بورڤعة، واحدة من القضايا المؤلمة التي هزت عرش الولاية الرابعة التاريخية، ألا وهي قضية سي صالح زعموم قائد الولاية، الذي فاوض الجنرال ديغول، بعيدا عن قيادة الثورة، وهي الحادثة التي انتهت بمقتل سي صالح.
ويعتبر القيادي في الولاية الرابعة، أن قضية سي صالح زعموم، لها ارتباطات بالاجتماع الشهير الذي جمع عقداء الولايات التاريخية، والذي احتضنته الولاية الثانية في ديسمبر 1958، بهدف مواكبة التغيرات التي وقعت في فرنسا، إثر سقوط الجمهورية الرابعة، ومجيء الجنرال ديغول إلى سدة الحكم في باريس بصلاحيات واسعة، جسّدتها المادة 16 من الدستور الفرنسي..
يقول عمي لخضر إن اجتماع العقداء كان الهدف منه الخروج باقتراح يرفع للحكومة المؤقتة، بشأن التعاطي مع وصول ديغول إلى السلطة في فرنسا، يقوم على مراجعة السياسة التي أقرها مؤتمر الصومام، ومن بين ما طرح في هذا الإطار، إنشاء قيادة للتنسيق ما بين الولايات لمواجهة خطر مشروع شال، الذي أعده الجيش الفرنسي للقضاء على الثورة.
.
أبطل مبادرة زعموم لكنه عارض إعدامه
وكانت زيارة سي صالح زعموم تهدف إلى الاستفادة من المستجدات التي طرأت على هرم السلطة في فرنسا، غير أن قيادة الثورة اعتبرت مفاوضات قائد الولاية الرابعة مع ديغول، خروجا عن الاجتماع الثوري، وتهور، فانتهى الأمر بمحاكمته وإعدامه، وكان لخضر بورڤعة من الرافضين لإعدام القائد زعموم، كما يقول المؤرخ الفرنسي، إيف كوريي.
يتذكر الجميع موقف الرجل الصارم، غداة الاستقلال من جيش الحدود عندما زحف على العاصمة، وأزاح الحكومة المؤقتة من الحكم واستولى على السلطة بالقوة. لم يهضم "عمي لخضر" ما حدث، وبسرعة انتقل إلى صف المعارضة. ويحسب للرجل أنه من مؤسسي أول حزب معارض في تاريخ الجزائر المستقلة، جبهة القوى الاشتراكية، الذي لا يزال إلى غاية اليوم يقوده الزعيم التاريخي، حسين آيت أحمد.
.
موقف بطولي مع الطاهر زبيري
عندما فشلت المحاولة الانقلابية التي قادها العقيد الطاهر الزبيري، في ديسمبر ضد الرئيس الراحل هواري بومدين، ووجد قادة الانقلاب أنفسهم أمام مصير مجهول، وجدوا في لخضر بورڤعة المنفذ الوحيد للنجاة من الموت المحقق، فبومدين معروف ببطشه بخصومه.. كان عمي لخضر على دراية تامة بما ينتظره في حال اكتشف أمر تهريبه للزبيري ومن معه، ومع ذلك لم يتخلف عن نصرتهم ولو بإخفائهم.. ومن سوء حظه، انتهى أمره إلى السجن، بعد أن اتهم بالمشاركة في الانقلاب الفاشل، ولم يفرج عنه إلا في العام 1975 .
نضال لخضر بورڤعة لم يتوقف بعد الاستقلال، بالرغم من صعوبة التحديات، فالرجل كان حاضرا دوما، حيث يجب أن يتكلم، وحيث تكون قضايا الأمة المصيرية.. كان من الناشطين في جبهة محاربة التطبيع مع الكيان الصهيوني، منذ نهاية الثمانينيات، كما لم يتخلف عن نصرة القضية الفلسطينية، وأصبح حضوره أكثر من لافت، خلال الهجمة الصهيونية على قطاع غزة، في العام 2007 .
.
هو ربيع غربي في نظر بورڤعة
ويعتبر عمي لخضر من الرافضين لوصف ما عاشته بعض البلدان العربية مؤخرا "ربيعا عربيا"، ويصر على تسميته ب "الربيع الغربي الأمريكي"، كما لم يتورع في وصفه أيضا ب "الربيع الخليجي"، ويقول إن الهدف منه هو "منع التقارب والتعاون بين الدول العربية، وقد نجحوا في ذلك"، مؤكدا أن ما يحضر له هو تقسيم كافة الدول العربية ذات المساحة الكبيرة والكثافة السكانية العالية، حتى لا تبقى أية دولة عربية أكبر مساحة وسكانا من دولة الكيان الصهيوني.
وينتقد القيادي بالولاية الرابعة التاريخية تجريم "الحراڤة"، الذين يهاجرون إلى أوروبا من أجل البحث عن لقمة العيش، بعد أن ضاقت بهم السبل في بلادهم، وبالمقابل يستغرب الترحيب بما وصفهم "حراڤة الحلف الأطلسي"، الذين يأتون على الدبابات والطائرات للدول العربية، ويتساءل، "أليس هؤلاء هم "الحراڤة" الحقيقيون".
ويتأسف في الأخير لخضر بورڤعة عن وضع البلاد، ويقول: "نتأسف لوضع البلاد. لأن أهداف الثورة لم تتحقق وحلم الشهداء لم يتجسد.. كان أملنا الوحيد أن نذهب بعيدا بعد الاستقلال، ولكن"..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.