أكّد المجاهد الرّائد لخضر بورقعة أحد قادة الولاية الرّابعة يوم الاثنين أهمّية الاسهام في كتابة تاريخ الجزائر، لا سيّما تاريخ الثورة المسلّحة. إذ أبرز السيّد بورقعة بمناسبة استضافته في العدد الثاني من منتدى الذاكرة لجمعية مشعل الشهيد اليوم في إطار الاحتفال بالذّكرى الخمسين للاستقلال أهمّية هذا الإسهام في كتابة التاريخ، وقال صاحب كتاب (شاهد على اغتيال الثورة) الذي يعتبر من أولى مذكّرات رجالات الثورة (إنه على الشباب أن يعرفوا تاريخهم ليواجهوا المستقبل)، وأكّد في هذا السياق أهمّية إسهامات الذين عايشوا الثورة في هذه الكتابة بفضل شهاداتهم وأيضا الوثائق التي في حوزتهم. وتطرّق ضيف المنتدى لخضر بورقعة من جهة أخرى إلى العديد من المسائل المتعلّقة بالثورة التحريرية من خلال ما عايشه في الولاية التاريخية الرّابعة التي تعدّ كما أوضح منطقة هامّة استراتيجيا لقربها من العاصمة وأيضا من ناحية المساحة والكثافة السكانية وما عاشته من أحداث. وقد أعاد المجاهد إلى الذاكرة بعض (الأحداث المؤسفة والصراعات الداخلية)، كما تطرق أيضا إلى (التفوّق الإعلامي والدعائي للعدو) الذي حاول استغلال ذلك لإحباط معنويات الجزائريين، لكن المجاهدين تمكّنوا من الوقوف في وجه تلك الآلة الدعاية وإفشالها بقوّة إيمانهم بالثورة وبوسائل بسيطة لكن ناجعة. وأثناء حديثه عن مختلف مراحل الثورة التحريرية أكّد بورقعة أن مرحلة (1954-1956) كانت أصعبها لأن الأمر كان يتعلّق حسبه بإقناع الجزائريين بضرورة المشاركة في الثورة ورفع السلاح في وجه جيش نظامي مدجّج بالسلاح، وأضاف أن الرؤية اتّضحت أكثر بعد مؤتمر الصومام وصدور وثيقته. وتمكّنت الثورة بعد المؤتمر كما قال من تدعيم وتنظيم صفوفها وقال عن تلك الفترة إنها شهدت التحاق الكثير من المناضلين بالجبل من كلّ أنحاء البلاد، خاصّة من قبل فئة شباب المدارس والجامعات وكان من بينهم بعض الأوروبيين الذين آمنوا بشرعية كفاح الجزائريين وذكر من بينهم شابّ يدعى (بيير فينازية) غادر مقعد الدراسة والتحق بجيش التحرير في 1956 بناحية تنس، حيث عمل ممرّضا وتوفي بتاريخ 22 فيفري 1957 في إحدى الغارات. وكرّمت جمعية مشعل الشهيد في ختام هذا اللّقاء الذي حضره عدد من مجاهدي الولاية التاريخية الرّابعة الرّائد لخضر بورقعة بمنحه وسام الذاكرة.