جدّد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو أمس، موقف الأسرة الثورية المتمسّك بمبادرة النواب من مختلف التشكيلات السياسية، المتعلقة بتجريم الاستعمار الفرنسي، مؤكدا أنه من العار أن يتم تجميد هذا المقترح أو مَنع تمريره باعتباره مطلب شعبي ومكمّل لرسالة الشهداء وتضحيات المجاهدين، وقال »لن ندّخر جهدا في الالتفاف حول مقترح تجريم الاستعمار«. قامت العائلة الثورية بولاية البليدة أمس، بإحياء الذكرى التاسعة والأربعين لاستشهاد الشهيد البطل جيلالي بونعامة المعروف باسم »سي محمد«، وذلك بحضور فعاليات الأسرة الثورية من مختلف أرجاء الوطن، يتقدّمهم أمين عام منظمة المجاهدين السعيد عبادو والعقيد يوسف الخطيب قائد الولاية التاريخية الرابعة، والمجاهد لخضر بورقعة، والمجاهد مصطفى شرشالي وكذا العديد من الوجوه الثورية إلى جانب أفراد عائلة الفقيد، حيث احتضنت المناسبة فيلا »النعيمي« التي يتواجد بها النصب التذكاري للشهيد »جيلالي بونعامة«، وتم القيام بوقفة ترحمية على روح البطل قائد المنطقة الثالثة »ونشريس«. وفي مداخلة له بعد تناوله خصال الشهيد، أكد السعيد عبادو أن الهدف من وراء هذه الوقفة علاوة على إحياء ذكرى رمز من رموز الثورة التحريرية المظفرة، أنها ترمي إلى تذكير أنفسنا والأجيال الصاعدة بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري حيال تحرير الجزائر من 132 سنة من عمليات الإبادة والقهر، وقال »نود إبلاغ الأجيال الصاعدة بأن لا تكون تضحياتهم أقل أهمية ودرجة من تضحيات جيل الثورة في بناء وتشيد الوطن، لتحقيق جزائر قوية وشامخة«. هذا واستغل أمين عام منظمة المجاهدين المناسبة، ليذكّر بالتفاف الأسرة الثورية حول مبادرة قانون تجريم الاستعمار الفرنسي المقترح من طرف نواب مختلف التشكيلات السياسية، وبنبرة حادة قال »من العار أن يتم التصدي لهذا المقترح، أو الوقوف ضد تمريره في البرلمان«، مضيفا »المقترح مطلب شعبي ومكمّل بصورة ملموسة لرسالة الشهداء وتضحيات المجاهدين«، قبل أن يؤكد أن الأسرة الثورية لن تدّخر جهدا في الوقوف مع مقترح القانون. كما لم يخف عبادو عدم رضاه على قانون العقار الفلاحي بصيغته التي مرّر بها، خاصة أنه لم يؤخذ مطالب الأسرة الثورية كما ينبغي، وقال »المجاهدون وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدون لديهم الأفضلية والأسبقية في الانتفاع بالأراضي الفلاحية ومن حقهم أن يكونوا على رأس المستفيدين من ذلك« وتابع »تحرير الوطن تطلب تضحيات جسام من طرف الأسرة الثورية وليس ممكنا أن يتم إقصاء هذه الفئة تحت أي حُجّة«. جدير بالذكر أنه عقب رفع العلم الوطني تحت أنعام النشيد الوطني وقراءة الفاتحة ووضع أكاليل من الزهور تحت النصب التذكاري الواقع بقلب مدينة البليدة أبرز المجاهد سي عمار، خصال رفيق دربه الشهيد البطل جيلالي بونعامة، المولود في 16 أفريل 1926 بقلب الونشريس، والذي كان عضوا فعالا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، كما التحق بالمنظمة الخاصة وظل ينشط في المجال السياسي ثم الثوري وبفضل حنكته وحيوته استطاع أن يجعل من منطقة الونشريس قلعة قوية ومنطقة محرّمة بالنسبة للقوات الفرنسية وذلك في الفترة الممتدة من صيف 1957 إلى سنة 1958 بعد أن رُقي إلى رتبة قائد المنطقة الثالثة. ومع نهاية سنة 1958 عيّن بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري إلى جانب سي محمد بوقرة وبعد استشهاد هذا الأخير، واصل الشهيد جيلالي بونعامة تسيير إدارة الولاية إلى غاية تاريخ 8 أوت من سنة 1961، حيث أعدّ العدو الفرنسي له العدة بمساعدة فيلق »لاكوس« من فرنسا، ليستشهد البطل ولم يتعدى عمره ال35 سنة رفقة ثلاثة من رفقاء دربه أثناء معركة طاحنة بقلب مدينة البليدة، وفي شهادة لأحد رجال القوات الفرنسية حينها »شارل موريس«، اعتبره من أكبر القادة بالنسبة لهذه الجهة.