أبدت أحزاب التحالف الرئاسي استعدادا لدراسة جميع الاقتراحات والمبادرات السياسية المطروحة قبل رئاسيات 2019، بما فيها مبادرة رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول، الداعية إلى عقد ندوة وطنية مع إمكانية تأجيل الانتخابات أو تمديد العهدة. أخلطت مبادرة رئيس تجمع أمل الجزائر "تاج"، أوراق أحزاب التحالف الرئاسي، التي عقدت، الأحد، ثاني اجتماع لها بمقر التجمع الوطني الديمقراطي، فرغم أن اللقاء كان مبرمجا من قبل، غير أن التوتر كان باديا على ممثلي هيئة التنسيق لأحزاب التحالف الرئاسي، والسبب مبادرة غول التي جاءت في الوقت بدل الضائع دون تنسيق أو استشارة مع حلفائه السياسيين. ولم تستطع أحزاب التحالف الخروج بقرار نهائي حول مبادرة غول بعد ساعة من النقاش والأخذ والرد حول إمكانية عقد ندوة وطنية يتم خلالها الاتفاق على تأجيل الرئاسيات أو تمديد العهدة للرئيس بوتفليقة، حيث كان باديا للعيان تشتت أفكار المجتمعين وعدم اتفاقهم على كلمة واحدة، غير أن القيادي في حزب التجمع الوطني مصطفى ناصي الذي تلا البيان الخاتمي، أكد لوسائل الإعلام أن المبادرات السياسية بما فيها مبادرة غول ستحال إلى النقاش على أعلى مستوى في إشارة منه إلى اجتماع قادة التحالف الرئاسي، رافضا في نفس الوقت التعليق على دعوة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بخصوص تأجيل الرئاسيات. من جهته، علق رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية الجزائرية "الامبيا" الشيخ بربارة على مبادرة رئيس تجمع أمل الجزائر وتأثيرها على مصير التحالف بالقول "مستعدون لدراسة المبادرة في حال سلمت لنا… وفي الوقت الراهن نحن لم نطلع عليها". غول يلتقي أويحيى وبوشارب للترويج لمبادرته بالمقابل، تمسك القيادي في تجمع أمل الجزائر"تاج"، الطاهر شاوي الذي مثل الحزب رفقة مصطفى نواسة في اجتماع التحالف بأن حزبه لا يزال يدعو الطبقة السياسية إلى ضرورة عقد ندوة وطنية تجمع كل الأطياف السياسية بما فيها معارضة وموالاة وهذا قبل رئاسيات 2019، مؤكدا أن الوقت لم يفت لتحقيق هذا الأمر، وبخصوص الحديث عن تأجيل الانتخابات، لم يستبعد شاوي في تصريح "الشروق" إمكانية حدوث ذلك، كاشفا في نفس الوقت عن لقاء سيجمع رئيس الحزب عمار غول مع قيادات التحالف الرئاسي كل من معاذ بوشارب وأحمد أويحيى وعمارة بن يونس للحديث عن المبادرة. التحالف يرحب بكل المبادرات.. ونرفض ثقافة الجحود بالمقابل، حمل البيان الخاتمي لهيئة التنسيق العديد من الرسائل السياسية، أبرزها التأكيد على تبني كل الاقتراحات والمبادرات السياسية التي تهدف لتعميق الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة. وجددت قيادات الهيئة، دعوتهم لكل التشكيلات السياسية من أجل "الإسهام في الحفاظ على الاستقرار"، لأنه – حسب البيان- "واجب الجميع"، مؤكدين أن"المناورات السياسوية تستهدف استقرار البلاد وتحاول النيل من عزيمة الشعب وتثبط همته"، من خلال أطروحات تختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص". بالمقابل، أكد ممثلو قيادات التحالف الرئاسي، التزام الأحزاب الأربعة بتعليمات رئيس الجمهورية في رسالته بمناسبة لقاء الحكومة بالولاة، وما "تضمنته من تشخيص دقيق وتوجيهات من أجل الارتقاء بالعمل السياسي إلى المستوى، مستنكرين في نفس الوقت ما سموه "الأطروحات المثبطة والانهزامية، التي لا غاية منها سوى تعطيل مسيرة البلاد"، والتي "تقف وراءها أطراف تسوق لثقافة النكران والجحود"، في إشارة منهم لأحزاب المعارضة. وحمل البيان، الخاتمي ارتياحا لما وصفوه حرص الرئيس على "تحصين مؤسسات الدولة وتعزيز استقرارها"، مؤكدا أن التحالف الرئاسي، ب"كل مكوناته وامتداداته يجدد دعمه المطلق للرئيس بوتفليقة".