تلقت الطبقة السياسية بمختلف توجهاتها من موالاة ومعارضة دعوة رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها شهر أفريل المقبل، وعقد ندوة وطنية للحوار، بتحفظ واستغراب، مفضلين الابتعاد عن الخوض في الملف، كما تساءل جميعهم عن سر تحول الرجل الذي كان سباقا لدعوة بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة إلى تأجيل الاستحقاق وفتح حوار شامل. تفاجأت الأحزاب السياسية من دعوة رئيس تجمع أمل الجزائر "تاج"، عمار غول، لعقد ندوة وطنية لتحقيق الإجماع الوطني بين جميع القوى الحية في البلاد، مستغربين من هذه الدعوة، خاصة وأن أحزاب الموالاة التي ينتمي إلى معسكرها غول تلقت الدعوة عبر وسائل الإعلام على – حد تعبيرها – ولم تكن على اطلاع بها، رغم انتماء رئيس تجمع أمل الجزائر إلى التحالف الرئاسي، الذي يضم كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الشعبية الجزائرية. وفي هذا الإطار، أكد نذير بولقرون، مدير ديوان رئيس الهيئة المسيرة للأفلان معاذ بوشارب، أن الآفلان لم يتلق دعوة رسمية من عمار غول بخصوص عقد ندوة وطنية، وأضاف المتحدث في تصريح ل"الشروق" "أن حزبه لا يمكنه التعليق على دعوة لم يطلع على فحواها"، ونفس الشيء أكده التجمع الوطني الديمقراطي على لسان القيادي في الحزب شهاب صديق، الذي قال في تصريح ل"الشروق" أنه سمع بمبادرة غول فقط في وسائل الإعلام ولم يتلق الارندي دعوة رسمية للمشاركة، والدعوة الوحيدة التي تلقاها الحزب هي للمشاركة في مؤتمر تاج الأسبوع المقبل، بالمقابل رفضت الجبهة الشعبية الجزائرية "الأمبيا" التعليق على الدعوة، مكتفية بالقول "لم نتلق دعوة رسمية من عمار غول بخصوص هذه المبادرة". من جانبه، فضل حزب العمال التزام الصمت إلى حين بث قيادة الحزب برئاسة زعيمته لويزة حنون في القضية، وهو ما أكده رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العمال جلول جودي في تصريح ل"الشروق". بالمقابل، تساءلت المعارضة عن السر وراء دعوة رئيس تجمع أمل الجزائر الطبقة السياسية لهذه الندوة لاسيما وان هذا الأخير ينتمي إلى أحزاب التحالف الرئاسي، حيث استغرب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري من مبادرة غول قائلا: "غريب أمر شخص كان في وقت سابق يدعو إلى عهدة خامسة واليوم يتحدث عن ندوة وطنية". للإشارة، فإن رئيس تجمع أمل الجزائر "تاج" عمار غول كان قد دعا الثلاثاء، خلال ندوة صحفية، إلى تنظيم ندوة وطنية، قال "إن هدفها هو التوصل إلى "إجماع وطني" من اجل تمكين الجزائر من مجابهة التحديات الوطنية والدولية وذلك من خلال تجميع القوى الحية في البلاد، لبحث السبل الكفيلة لمعالجة النقائص ومواجهة مختلف التهديدات".