رغم حزمة التنازلات التي قدمها الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته استجابة لعدد من مطالب محتجي السترات الصفر، إلا أن المحتجين أكدوا مواصلة تظاهرتهم للسبت الخامس على التوالي، حسب أخبار الآن. ودعت الحكومة الفرنسية إلى الهدوء، خشية تكرار مشاهد العنف والفوضى والتخريب التي هيمنت على الاحتجاجات الأسابيع الماضية، في الوقت الذي انقسمت فيه حركة السترات الصفر على نفسها ما بين الاستجابة لدعوات التهدئة ومواصلة التصعيد. وتساءلت وسائل الإعلام الفرنسية، كيف ستبدو باريس اليوم خلال السبت الخامس لاحتجاجات "السترات الصفر"، حيث أشارت صحيفة "لوموند" إلى أن الحكومة الفرنسية اتخذت إجراءات مشددة للاستعداد لما وصفته ب"السبت الأسود الخامس"، منها الدعوة لإغلاق المحلات التجارية، وبعض المتاحف، وإرجاء المباريات الرياضية، وإغلاق محطات المترو، إلى جانب استمرار الاستنفار الأمني المشدد في أرجاء البلاد. من جهته، أعربت صحيفة "لوباريزيان" عن مخاوفها أيضاً من "يوم سبت أسود جديد"، على الرغم من تنازلات الحكومة، في الوقت الذي حذرت فيه صحيفة "ليبراسيون" من الانزلاق إلى هاوية الفوضى، لافتة إلى مؤشرات خسارة الحركة الجانب الشعبي السلمي غير السياسي. وذكرت الصحيفة أنه: "يجب على المرء أن يعرف متى وكيف يوقف حركة احتجاج قبل أن تتدهور"، مشيرة إلى أن "مظاهرات السبت التي أصبحت طقساً في باريس وفي بعض المدن الفرنسية، لا يستفيد منها في الحقيقة سوى المتطرفين والمخربين". وحثت الحكومة حركة السترات الصفر هذا الأسبوع على عدم التظاهر، قائلة إنه "ليس من المعقول" مواصلة الحركة في المناخ الناجم عن الهجوم في ستراسبورغ، مشيرة إلى إرهاق قوات الأمن بعد 3 أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ. وحول الإجراءات الأمنية تحسباً لأعمال عنف، كشفت مصادر أمنية عن أن عدد قوات الأمن في باريس سيظل كما هو، فضلاً عن إغلاق المحلات التجارية الكبرى والعلامات التجارية في باريس، وسيتم فتح بعض المتاحف للزوار البعيدة عن مناطق العنف، كما ستتخذ باريس تدابير احترازية في أماكن أخرى. من جانبه، قال مدير الشرطة ميشيل ديبلوش إن "استراتيجيتنا هي التكيف الدائم"، مشيراً إلى أن "العاصمة شهدت السبت الماضي أعمال كسر ونهب من جانب المجرمين الذين تسللوا بين المتظاهرين واستغلوا فرصة الفوضى للسرقة". وأشار المسؤول الأمني إلى أنه سيتم حشد 8 آلاف من عناصر الأمن بينهم قوات خاصة من قوات الأمن الجمهوري، وفرق الشرطة المتنقلة، كما سيتم نشر 14 مركبة مدرعة لقوات الدرك، مثلما حدث الأسبوع الماضي. كما سيتم أيضاً نشر قوات في محيط المؤسسات والمناطق الحساسة، وحول قصر الإليزيه ووزارة الداخلية والجمعية الوطنية "البرلمان" وقصر رئاسة الوزراء "مانيتون" وأرجاء العاصمة.