شهدت أدوات الرسم ولوازم الفن التشكيلي، في السوق، ارتفاعا فاحشا في أسعارها، وهذا لأن أغلبها مستورد من الخارج، مما جعل الهواة وتلاميذ المدارس، يعزفون عن شرائها ويحرمون أنفسهم من متعة الفن. واثر الارتفاع الفاحش في أسعار أدوات الرسم، تعاني مادة التربية الفنية في المدارس، نظرا لعدم قدرة الأولياء وحتى الأساتذة على توفير ما يمكن توفيره لتعليم هذه المادة، التي يعتبرها المختصون في علم النفس وسيلة لإعادة الثقة والخروج من العزلة والتعبير عن الذات. في هذا السياق، دعت البروفسور ليلى معمري، المختصة في التربية الفنية، وتدريس أساتذة هذه المادة، وزارة التربية، إلى تخصيص ميزانية مالية لهؤلاء الأساتذة قصد إنقاذ فن الرسم الذي يلعب دورا مهما في المسار المستقبلي للتلاميذ، وقالتن إن مادة التربية الفنية ليست معممة في جميع المدارس وهي تعرف إهمالا واضحا في السنوات الأخيرة، لدرجة أنها أصبحت في بعض المؤسسات التربية مجهولة. وأكدت معمري أن المعهد التكنولوجي في التربية والتعليم سابقا، تخرّج منه أساتذة ساهموا في إحياء مادة التربية الفنية في القطاع التربوي، حيث كانوا يستفيدون من ميزانية مالية لتعليم بعض تقنيات الرسم للتلاميذ، لكن اليوم ورغم الغلاء والارتفاع الفاحش في أسعار أدوات الرسم، لم تعط الوزارة الوصية دعما لاستمرار تدريس هذه المادة. وأوضحت المتحدثة أن التربية الفنية، تساعد في الحياة المستقبلية، حيث يستطيع التلميذ من خلالها حل مشكل يعيشه في الأسرة أو في محيطه، ويتخلص من الضغط النفسي ويخرج من عزلته، كما انه في حال وجود مشكل لغوي لديه، يستطيع من خلال الرسم أن يعبر وبطريقة غير مباشرة عن أحاسيسه. وانتقدت البروفيسور طرق تكوين أساتذة التربية الفنية، التي تفتقر حسبها، إلى بيداغوجية، حيث أن المدرسة العليا للفنون الجميلة لا تملك، اليوم، هذه البيداغوجية، بعد أن كان يتخرج منها أساتذة في الطور الثاني يوجهون إلى تدريس مادة التربية الفنية، وهو الأمر الذي جعل تعليم الرسم خارج الإطار البسيكو بيداغوجي. وقالت المختصة" أدعو وزارة التربية إلى الاهتمام بمادة الرسم في المدارس، إن إرشادات الفنون مهمة لتهيئة شخصية التلميذ، وإخراجه من قوقعة العزلة"، مضيفة "المؤسسات التربوية تعاني نقص تكوين في أساتذة التربية الفنية، كما أن ترك اختيار هذه المادة، للتلميذ، ساهم في إهمال الذوق الفني لدى التلميذ". وحسب الجولة الاستطلاعية ل "الشروق"، عبر بعض محلات بيع أدوات الرسم، فإن أسعار بعضها خيالية، مثل سعر علبة الألوان الزيتية المتوسطة الحجم، قفز من 450 دج إلى 750 دج، فيما تتراوح أسعار الفرش المستوردة ذات الجودة النوعية، بين 300دج و 3000دج، ويصل سعر أوراق الرسم حسب السمك، إلى 600 دج.