قدّم المدرب الإسباني لنادي مانشستر سيتي غواديولا، إشارات واضحة بعدم الاعتماد مستقبلا أو على الأقل في الأسابيع القادمة على رياض محرز كلاعب أساسي، وهذا خلال مباراة كأس الرابطة الإنجليزية، التي لُعبت سهرة الثلاثاء، أمام ليستر سيتي. حيث أشرك غواديولا الفريق الثاني وليس الأول، مع إقحام الثلاثي أوتاماندي وديبروين وآغويرو، وجميعهم عائدون من إصابة، وتنقصهم المنافسة وضم إلى جانبهم عددا من الاحتياطيين رفقة رياض محرز، الذي شارك كأساسي في المباريات السابقة، وجاء إشراكه كمؤشر ليكون على مقاعد الاحتياط في المواجهة القادمة، عندما يستقبل مانشستر سيتي نادي كريستال بالاس في الدوري، بداية من الرابعة من يوم السبت. ويحتل مانشستر سيتي المركز الثاني بفارق نقطة عن ليفربول، وصار بعد مرور 17 جولة من عمر الدوري الانجليزي، مهدد بتضييع لقبه، لأجل ذلك لن يدخر غواديولا أي سلاح لإكمال معاركه على جميع الجبهات، ففريق مانشستر سيتي سجل لحد الآن 48 هدفا، ولم يسجل منها رياض محرز سوى رباعية، بينما سجل زميله ستيرليغ تسعة أهداف وسجل آغويرو ثمانية أهداف وكلاهما لعبا فترة زمنية أقل من رياض محرز. وحتى من حيث التمريرات الحاسمة، إكتفى بتمريرة واحدة فقط في الدوري، بينما في رصيد زميله الألماني ساني سبع تمريرات وبحوزة الإنجليزي ستيرلينغ ست تمريرات حاسمة، وحتى المدافع الفرنسي لنادي مانشستر سيتي قدم خمس تمريرات حاسمة، كما قدم الأرجنتيني آغويرو أربع تمريرات، مما يعني حسابيا وليس فنيا أن رياض محرز هو الورقة الأضعف في هجوم مانشستر سيتي، وغواديولا منحه كل الفرص طوال هذه المدة، وبقي لاعبه غائب عن التألق المنتظر منه، إلا في منافسة رابطة أبطال أوربا التي ساهم فيها في تقديم أربع تمريرات حاسمة، وهو رقم جيد مقارنة بكل لاعبي مانشستر سيتي وحتى نجوم العالم. من حسن حظ رياض محرز أن فريقه ينافس على جميع الجبهات وهو ما يعني مشاركته في الكثير من الدقائق وسيصب هذا في صالح المنتخب الجزائري الذي سيتسلم في شهر جوان لاعبا جاهزا بدنيا، لأن كل التقنيين والفنيين يعترفون بكون مانشيستر سيتي عكس بقية الأندية بما فيها ليفربول يمتلك ترسانة من اللاعبين الكبار وحتى دكة الاحتياط بإمكانها الفوز أمام أي فريق أوروبي، مما يجعل رياض محرز أمام مأمورية معقدة لكسب مكانة أساسية في حالة تواجد كل نجوم مانشستر سيتي في كامل لياقتهم البدنية والصحية خاصة في اللقاءات المصيرية التي يجمع فيها لاعبو السيتي بين القتالية والفنيات في صورة الظاهرة ستيرلينغ، أو القطار السريع ساني أو حتى البرازيلي خيسوس وكلهم لاعبون دون سن ال 22 وترفض إدارة مانشستر سيتي المخاطرة بتهميشهم من أجل رياض محرز. لا تتوقف أسماء منافسي مانشستر سيتي عند ليفربول، فتوتنهام لا يبتعد عن مانشستر سيتي إلا بخمس نقاط، ولا يبتعد تشيلسي إلا بسبع نقاط، وفترة نهاية ديسمبر وبداية جانفي كثيرا ما تحمل المفاجئات وتقلب الطاولة على بعض الأندية وترفع أخرى، وإذا كان مانشستر سيتي مطمئن نوعا ما في الدور السادس عشرة من رابطة أبطال أوربا أمام شالك الألماني الذي لا يمتلك نفس أسلحة غواديولا فإنه عكس ذلك في الدوري الإنجليزي، حيث سيستقبل كريستال بالاس هذا السبت، وينتقل بعدها إلى ليستر سيتي، ثم يرحل مرة أخرى إلى ساوثمبتون، ليلعب يوم الخميس الثالث من شهر جانفي في حدود التاسعة ليلا، مباراة الموسم على أرضه أمام ليفربول. تمكن غواديولا منذ انضمامه لمانشستر سيتي الفريق الفقير في الألقاب من ضمان 55 ألف متفرج في كل مباراة، ومن تمكين النادي من جمع المناصرين من كل مكان من خلال أحد عشرة موقعا إلكترونيا كبيرا لأنصار أصحاب اللون السماوي، ومنهم بالخصوص الجزائريين الذين يأملون في أن يحافظ رياض محرز على مكانة أساسية أو على الأقل بالتدوير بالرغم من صعوبة المأمورية، بعد استرجاع المصابين لعافيتهم في واحد من أحسن الفرق في العالم، إن لم يكن أحسنها. ب. ع