خلال مواجهة فريق مانشستر سيتي لليون الفرنسي خارج الديار، ظهر مانشستر سيتي طوال 75 دقيقة غريبا في خطته وأحيانا تائها غير قادر على مجاراة فريق متوسط المستوى ولا يمتلك عشرة من المئة من أسلحة مانشستر سيتي، والسبب هو التشكيلة الغريبة أو على الأقل الفريدة التي لعب بها مدرب مانشستر سيتي غواديولا في هذه المباراة. لم تعد عيادة الفريق تمتلك مصابين في الهجوم، وغوارديولا لم يكن بمقدوره تهميش النجم الألماني الصاعد وهو ظاهرة كروية تعوّل عليها ألمانيا لتستعيد بريقها في مونديال قطر 2022 وهو ليروي ساني الذي لا يزيد سنه عن 22 عاما، لم يكن بمقدوره فعل ذلك واللاعب الظاهرة برز بشكل كبير في اللقاء الأخير من الدوري أمام ويست هام حيث سجل هدفين وقدم تمريرة حاسمة لآغويرو، وفي رصيده لحد الآن خمسة أهداف، كما أنه لا يمكنه الاستغناء عن نجم بحجم الظاهرة الإنجليزية رحيم ستيرلينغ 23 سنة، الذي تعوّل عليه إنجلترا في المونديال القادم وفي رصيده في الدوري الإنجليزي لحد الآن سبعة أهداف، وطبعا ليس بإمكانه الاستغناء عن الظاهرة الأرجنتينية آغويرو البالغ من العمر 30 سنة والذي سجل في الدوري ثمانية أهداف وجميعهم يلعبون مع بعضهم البعض منذ سنوات، وكان لزاما عليه عدم التفريط في رياض محرز الذي يؤمن أكثر من غيره بقدراته وهو الذي راهن عليه دائما وأجبر النادي على دفع مبلغ فلكي لأجل انتدابه. فأشرك الرباعي لأول مرة في منظومة هجومية أدخل فيها ستيرلينغ في الوسط ومنح ساني ومحرز حريتهما على الأجنحة، وترك آغويرو كقلب هجوم ويتبادل أحيانا مركزه مع ستيرلينغ في غياب ديبراين المصاب، وكان واضحا بأن النجم الإنجليزي لم يكن مرتاحا في منصبه بل إنه حاول اللعب مع ساني وآغويرو اللذين تعوّد اللعب معهما ولم يكن يولّي مواهبه في جهة رياض محرز، فظهر مانشستر سيتي غير قادر في بعض دقائق المباراة عن مقارعة ليون الذي كان بإمكانه قتل المباراة في الشوط الأول، وخطف مانشستر التعادل الذي رسّمه متأهلا رسميا للدور الثاني وأيضا على بعد خطوة من أن يكون في المركز الأول في المجموعة، بينما تساءل المختصون وعشاق مانشستر سيتي عن مصير هذه الخطة، وربما سيجد غوارديولا نفسه مجبرا للعود إلى خطته الأولى وإعادة ستيرلينغ لمنصبه كجناح أيمن وتجريب رياض محرز في خط الوسط أو التضحية به لحالات الطوارئ على مقاعد الاحتياط. يمتك غوارديولا أيضا نجما ظاهرة هو البرازيلي غابريال خيسوس البالغ من العمر 21 سنة فقط، وهو لاعب سجل في لقاء رابطة الأبطال الأخير ثلاثية في مرمى شاختار، ولم يكن ضمن التشكيلة وهو وضْع يجعل رياض محرز صاحب ال 27 سنة مجبرا على مزيد من الجهود ليتواجد ضمن هذا الفريق الساحر الذي صار الكثيرون يرشحونه للتتويج برابطة أبطال أوروبا، لأنه يمتلك لاعبين بإمكانهم المواصلة وجعل السيتي يستعمر الألقاب الأوروبية والعالمية لفترة طويلة، إن واصل غوارديولا على رأس النادي، ولم يفرط الفريق في الثلاثي الصغير خيسوس وساني وستيرلينغ الذين ينتمون لبلدان كروية عريقة وبإمكانهم اللعب مع بعضهم 12 سنة قادمة. يواجه مانشستر سيتي زوال السبت الفاتح من ديسمبر بورنموث في الدوري في لقاء سهل، والفريق لن يواجه في شهر ديسمبر فرقا كبيرة ماعدا سفره إلى لندن في السابع من الشهر القادم لمواجهة تشيلسي، وهي اختبارات لن تضع رياض محرز أمام الضغط، فقد لوحظ طوال أطوار مباراة ليون يجوب الملعب ويقدم وجها بدنيا مخالفا عن محرز الذي عرفناه في ليستر سيتي، ولكن مغامراته الهجومية قلت كثيرا ولم يبذل طوال المباراة أي جهد لأجل مراوغة أي مدافع والتقدم إلى الهجوم، ما عدا ثلاث محاولات في الشوط الأول استعمل فيها سلاحه الضعيف وهو القذف من بعيد، فلم يشكل أي خطر على حارس ليون، على أمل أن يواصل محرز أساسيا في نادي قد يقدم لنا ثاني جزائري يحرز على لقب رابطة الأبطال الأوروبية بعد ماجر مع بورتو. ب.ع