قال مسؤولان أمريكيان لرويترز، الخميس إن الرئيس دونالد ترامب يبحث سحب أعداد كبيرة من قواته في أفغانستان، في أحدث مؤشر على أن صبره بدأ ينفد إزاء أطول حرب خاضتها الولاياتالمتحدة وإزاء التدخلات العسكرية في الخارج بصفة عامة. وبعد قليل من هذه التصريحات، قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إنه سيستقيل حتى يتمكن ترامب من تعيين وزير دفاع، له رؤى أكثر تقاربا مع رؤاه. كان ماتيس يحث على إبقاء وجود عسكري أمريكي قوي بأفغانستان لتعزيز جهود السلام الدبلوماسية، وعارض أيضا سحب الولاياتالمتحدة قواتها من سوريا في خطوة أعلنها ترامب يوم الأربعاء وأثارت دهشة الحلفاء وردود فعل قوية من أعضاء في حزبه الجمهوري بالكونجرس. وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق بشأن أمر القوات في أفغانستان. وقال جاريت ماركي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن البيت الأبيض لن يعلق "على تطورات استراتيجية مستقبلية". وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن آلافا من القوات الأمريكيةبأفغانستان والتي يبلغ قوامها 14 ألف فرد قد يعودون لبلادهم نتيجة بحث خفض القوات الذي يحتمل أن يؤثر الكشف عنه على جهود السلام مع طالبان. ويبدي ترامب في أحاديثه الخاصة عدم رضا إزاء التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان، وقال لحليف له يوم الأربعاء عبارات مثل "ما الذي نفعله هناك؟ نحن هناك طوال كل هذه السنوات!". وقال المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته إن الرئيس بدا وكأنه "قد فقد كل صبره" فيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان. ولقي أكثر من 2400 جندي أمريكي مصرعهم في الحرب الدائرة منذ 17 عاما في أفغانستان، وحذر مسؤولون بالبنتاجون مرارا من أن أي خروج مفاجئ من شأنه أن يتيح للمتشددين رسم مخططات جديدة تنال من الولاياتالمتحدة مثلما حدث في 11 سبتمبر أيلول 2001 حين زجت الهجمات وقتها بواشنطن في حروب مفتوحة. ووافق ترامب العام الماضي على زيادة أعداد القوات الأمريكية، لكنه أقر بأنه يفعل ذلك على مضض. وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز من قبل إن ترامب يسعى لغلق باب الصراع بأفغانستان.