لجأ رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري إلى جس نبض الشارع الجزائري ومحاولة تلمّس التوجه الغالب، بشأن الانتخابات الرئاسية المرتقبة شهر أفريل المقبل، ما قد يساعد حركته على بلورة موقف يستند إلى توجه غالب في الشارع. وكتب مقري على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الإثنين، ما يشبه سبر آراء للرأي العام، تحت عنوان "اختر الأفضل"، جاء فيه: "بعيدا عن الأحلام الساذجة والخداع الماكر بإمكانية تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة سنة 2019 ونظرا لضيق الخيارات وعدم القدرة على التغيير الجذري والمخاطر التي تهدد الجميع، ما الذي ستختاره بين هذه الخيارات؟". مقري وضع أربعة سيناريوهات محتملة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعا إلى اختيار الأفضل من بينها، ويأتي على رأسها احتمال ترؤس الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، ثم احتمال "التمديد عبر ندوة وطنية فلكلورية بلا توافق ولا إصلاحات". أما الاحتمال الثالث –حسب مقري- فهو تنظيم "انتخابات مزورة كالعادة تنتج رئيسا جديدا بصلاحيات مضخمة ودستور مختل بعكس ما يوجد في كل بلدان العالم"، في حين حدد الاحتمال الرابع والأخير في "العمل على تأجيل الانتخابات لمرحلة انتقالية لمدة سنة، عبر توافق بين السلطة والمعارضة وإصلاحات دستورية وسياسية وانتخابية بضمانات متفق عليها". المنشور جلب المئات من التعاليق، ومن بينها تعليق اضاف صاحبه خيارا خامسا وهو "التخندق مع الشعب"، غير أن الخيار الذي حصل أكثر من غيره على التأييد هو الخيار الرابع الذي يتحدث عن العمل على تأجيل الانتخابات لمرحلة انتقالية لمدة سنة، وأضاف إليه البعض مسألة الضمانات، وهو أمر يمكن تفسيره على أن هذه التعليقات مصدرها مناضلي الحركة ومحبيها، على اعتبار أن رئاسة الحركة كانت قد طالبت بالتوافق على هذا الخيار. في حين أن هناك من دعا إلى مقاطعة الانتخابات، أما أحد المعلقين فذهب إلى التساؤل قائلا: "هل التمديد سيفتح المجال أمام الإصلاحات في جميع النواحي؟"، وأضاف "لا فرق بين تعديل الدستور وعهدة خامسة، وتمديد على أمل التوافق والتغيير". وعلى عكس الكثير من المعلقين، وجه أحدهم سؤالا لرئيس "حمس" جاء فيه: "السيد مقري، الرجاء أن تجيبني بكل شفافية ووضوح، لماذا لا يمكن إجراء الانتخابات في 2019 في الآجال الدستورية، طالما كل شيء متوفر، الإمكانات والقوانين والأحزاب.. بربك ما الذي يمنع؟". وكان مقري قد أطلق الصائفة المنصرمة، مبادرة من أجل التوافق الوطني حول مرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أن هذه المبادرة قوبلت برفض من قبل مكونات معسكر الموالاة، غير أن الروح عادت لمبادرته مؤخرا، بالتوازي مع إطلاق رئيس تجمع أمل الجزائر "تاج" عمار غول، لمبادرة شبيهة، ذهب الكثير إلى اعتبارها نسخة معدلة من مشروع "حمس" الذي رفضه محيط السلطة.