يشهد مركز خدمات التأشيرة للمملكة العربية السعودية بولاية غرداية ضغطا رهيبا، منذ استحداثه قبل نحو 6 أشهر، عقب إلزام الوزارة الخارجية السعودية طالبي تأشيرة الدخول إليها بتسجيل الخصائص الحيوية من بصمة الأصابع وصورة الوجه على مستوى هذا المركز، بدعوى تسهيل إجراءات الدخول، في حين يجدها المواطنون تعقيدا لذلك، نظرا للأتعاب التي يتكبدونها. تنقلت "الشروق" إلى مركز غرداية الكائن بحي ثنية المخزن، حيث يقف عدد كبير من طالبي التأشيرة أمام مدخل المركز، فيما يفترش بعض العجزة الكارتون والسجادات على الأرض ليجلسوا انتظارا لدورهم، في ظل قسوة المناخ، خاصة القاطعين مئات الكيلومترات من أجل القيام بهذا الإجراء على مستوى هذا المركز، بدلا من القيام به في مطار جدة الدولي، بما أنّ مركز غرداية يستقبل المتعاملين من عدة ولايات جنوبية ويتعلق الأمر ب: الأغواط، الجلفة، الوادي، ورقلة، تقرت، المنيعة، وغرداية. وتوجد ثلاثة مراكز على مستوى الجنوب وهي أدرار، تمنراست، وغرداية، من مجموع إجمالي سبعة مراكز على المستوى الوطني. وقد عبّر المواطنون طالبو تأشيرة الدخول إلى السعودية ل"الشروق" عن سخطهم الكبير على هذا الإجراء الذي أقرّته المملكة السعودية، وحالة الفوضى التي يعيشها مركز غرداية، ولا سيما بقية المراكز المنتشرة عبر ربوع الوطن، أين يتجمع طالبو التأشيرة حاملين وصل تسجيل الموعد المحدد للقيام بتسجيل الخصائص الحيوية، مقابل دفع مبلغ مالي قيمته 1050 دج، إلا أن المركز لا يستوعب الحجم الكبير لأعداد الوافدين إليه، ما يجبرهم على الانتظار لفترات طويلة، وفي بعض الأحيان يدفعهم إلى تأجيل الموعد، ما سبب للبعض تأجيلا في رحلاتهم والتخلف عن مواعيد الطائرة، ما يجعلهم يتحملون خسائر مادية معتبرة، إلى جانب مصاريف النقل من مقرات إقامتهم، والمبيت أحيانا في دور الإقامة والفنادق، حيث وصف بعض المواطنين، ووكالات الأسفار والسياحة هذا الإجراء ب"المعقّد والمتعب". ومن جهته، كشف مصدر موثوق من داخل مركز غرداية، رفض الكشف عن هويته ل"الشروق" أنه يصل استقبال أزيد من 300 شخص يوميا، بمعدل نحو 20 شخصا في توقيت واحد، ما يؤدي إلى تأجيل الأدوار، وتمديد توقيت عمل المركز أحيانا إلى غاية الثامنة مساء، عوض التوقيت الرسمي الذي ينتهي في 16:30. وأضاف ذات المصدر أن السبب الرئيسي في تعقيد الإجراء بالجزائر مقارنة بدول أخرى يعود إلى شبكة الانترنت الثقيلة والبطيئة جدا، موضحا أنه تم تأجيل موعد 70 شخصا إلى اليوم الموالي، بسبب انقطاع الإنترنت، مبرزا أن إدارة المركز وأعوانه يبذلون أقصى جهدهم لاستقبال أفضل للمواطنين. كما أوضح أيضا أن الوكالات السياحية تساهم في تعطيل هذا الإجراء، من خلال حجز مواعيد تسجيل الإجراء في يوم واحد لطالبي التأشيرة، مع تعدد أوقاتهم المحددة، ونقلهم في حافلة واحدة، ما يترتب عنه قضاء يوم كامل أمام المركز، خاصة أن معظمهم من الأشخاص المسنين. ولم يتردد نفس المصدر في أن يطلب من السلطات الرسمية رفع تدفق الانترنت، لمراكز خدمات التأشيرة، من أجل تسهيل هذا الإجراء، الذي يتطلب الحضور الشخصي للقيام به، فهل ستستجيب السلطات العليا في البلاد لهذا المطلب، لترفع الغبن عن مواطنيها، الذين يقصدون المملكة السعودية في غالب الأحيان من أجل أداء مناسك العمرة والحج؟؟.