تواصل نفوق الماشية عبر عديد الولايات، جراء تفشي طاعون المجترات الصغيرة، والحمّى القلاعية، ما كبد الموالين خسائر معتبرة، ودفعهم إلى مناشدة السلطات اتخاذ تدابير ملائمة، لتطويق الوباء، ومن ذلك توفير كميات كافية من اللقاحات، واعتماد الشفافية في توزيعها، بعد تسجيل تجاوزات على هذا المستوى. كشف رئيس غرفة الفلاحة بولاية الوادي، بكار غمام حامد، عن نفوق العشرات من رؤوس الماشية على الشريط الحدودي ببلديات دائرة الطالب العربي، المحاذية لولاية تبسة، وذلك في الخرجة الميدانية التي قادته إلى المنطقة، في إطار تنفيذ تعليمات الوزارة الوصية، بمتابعة بؤر الأمراض التي تفتك بالحيوانات الأليفة لاسيما منها مرض الحمى القلاعية. وذكر ذات المتحدث، أنه تنقل رفقة مدير المصالح الفلاحية لولاية الوادي، ورئيس المفتشية الولائية للبياطرة، وعدد من طاقمه، حيث قاموا بتلقيح مئات الرؤوس من المواشي، وإجراء عمليات تشريح ميدانية لحيوانات هالكة خلال ال24 ساعة الماضية، وأخذ عينات منها، من أجل إجراء التحاليل المخبرية، لتحديد مُسببات الأمراض ونوعيتها وكمية الجرعة التي يجب أن تُستعمل لمكافحة هذا الداء. وذكر رئيس الغرفة أنهم قاموا بمواساة الفلاحين ممن نفقت العشرات من مواشيهم، وإطلاعهم على الإجراءات القانونية التي يتوجب عليهم اتخاذها. وتجدر الإشارة، أن والي ولاية الوادي، قد أصدر نهاية الأسبوع قرارا بإغلاق الأسواق الأسبوعية للماشية، ومنع تنقل الحيوانات عبر تراب الولاية، لمدة شهر، وذلك من أجل عزل المواشي المصابة بمرض الحمى القلاعية واللسان الأزرق، وعدم السماح لها بنقل العدوى للمواشي السليمة. وفي السياق ذاته، قرّرت السلطات الوصية بولاية الأغواط، غلق أسواق الماشية لمدة 30 يوما بسبب انتشار مرض طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، بعد أن تم تسجيل حالات أدت إلى نفوق عدد من الخرفان حديثي الولادة بذات الولاية على مستوى بلديات سيدي مخلوف، الأغواط، قصر الحيران، الحويطة، بن ناصر بن شهرة، إلى جانب حاسي الدلاعة والخنق وحاسي الرمل وهو ما استدعى اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية بينها أخذ عينات لتثبيت المرض والتأكد منه عبر 5 بلديات مختلفة. مع مطالبة الوزارة بمنح حصة من اللقاح الخاص بالمرض. وغير بعيد عن الأغواط، طالب المربون بولاية الجلفة بضرورة التدخل العاجل لمصالح مديرية الفلاحة من أجل إنقاذ ماشيتهم، وقد أكد عدد من الموالين في حديثهم مع "الشروق" بأنهم فقدوا منذ بداية الشهر الجاري عشرات رؤوس المواشي خاصة الخرفان بسبب انتشار مرض وبائي من المحتمل أن يكون الطاعون حسب الحالات التي تم تسجيلها، وأضافوا أن هناك موالا فقد أكثر من 200 رأس من الماشية، وآخرين فقدوا ما بين 40 و80 رأسا بكل من بلديتي دلدول وسد رحال، فيما فقد موالون أكثر من 250 رأس ببلدية فيض البطمة، وأبدى مربو المواشي تخوفهم من انتشار الوباء كما طالبوا بضرورة التدخل وحماية ماشيتهم من خلال توفير الأدوية وتسخير عدد من البياطرة وخروجهم إلى المناطق التي تعرف انتشارا رهيبا لهذا الوباء قبل انتشاره. وسائل النقل تساهم في انتشار العدوى وفي ولاية النعامة، صدر الأسبوع الفارط، قرار ولائي يتم بموجبه غلق كل أسواق الماشية المنتشرة عبر كامل تراب الولاية، لا سيما أنه تم تسجيل نفوق عدد من صغار الأغنام، مباشرة بعد رضعها من ثدي النعاج المصابة بالحمى القلاعية التي تصيب الماشية وتظهر أعراضه بعدم قدرة النعجة على الحركة، والمشي أو كما يسميه موالو منطقة النعامة ب"ضلاع"، وحسب مصالح البيطرة بمديرية المصالح الفلاحية، فإن الحالات المصابة، اكتسبت الوباء من ماشية وافدة من ولايات شمالية، وسجلت نفوق أكبر عدد من الخرفان حديثة الولادة ببادية عاصمة الولاية النعامة، ونصحت ذات المصالح بعدم رضاعة الخرفان من النعاج المصابة واستبدال الحليب بالاصطناعي. وعن جهود تحديد بؤر انتشار الوباء فقد جندت مصالح البيطرة، أعوانها لحصر الوباء وتقديم المصل المضاد للمرض، وحسب مصادرنا، فإن ولاية النعامة استفادت من كمية قليلة من الدواء لا يغطي الكمية الكبيرة من النعاج وهي الأكثر عرضة للوباء، كما صرح لنا بعض الموالين بأن الحقن تم توزيعها بطرق مشبوهة واستفادة موالين دون غيرهم، هذا ويأمل مربو الماشية أن يتم إعادة فتح الأسواق، كونها مصدر رزقهم الوحيد، وفي السياق، فإن نفس الوباء ضرب المنطقة سنة و2014 وأدى إلى نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية، لكنه عاد هذه السنة وبصفة أقل من سابقه. كما كشفت مفتشية البيطرة لولاية تيارت عن ظهور ثلاث بؤر للحمى المالطية عبر بلديتي الفايجة وتوسنينة بمجموع 500 رأس ظهرت الأعراض على نحو 30 رأسا منها وقد تم اقتطاع عينات الدم منها لأجل التحاليل. وأضاف الدكتور المهدي قوادرية مفتش البيطرة لولاية تيارت أنه جرى اتخاذ إجراءات، تتعلق بالحد من انتقال العدوى عبر غلق أسواق المواشي ومنع تنقل القطعان، كاشفا عن اعتماد إجراء خاص للجزارين يتم بموجبه إصدار شهادة سلامة، للرؤوس التي يختارها الجزار من طرف بيطري على أن يتم الذبح في أقرب مذبح مراقب. إلى ذلكْ دعا ذات المسؤول إلى ضرورة التزام الموالين بالإجراءات الوقائية بمنع جميع أشكال العدوى، طالما أن الفيروس ينتقل حتى عبر عربات النقل التي تنقل قطيعا مريضا ثم تستعمل في نقل قطيع سليم.