موالون يحتجون بسبب نقص اللقاحات والأدوية غلق أسواق الماشية لمواجهة الطاعون عبر الولايات محمدي: الثروة الحيوانية في خطر وزارة الفلاحة تطمئن: طاعون الأغنام لا يشكل خطراً على الإنسان بعد نفوق المئات من رؤوس الأغنام بسبب الحمى القلاعية، التي انتشرت مؤخرا بعديد الولايات، ها هو اليوم وباء طاعون المجترات، أو ما يعرف بطاعون الأغنام، ينتشر ببعض الولايات مثيرا بذلك حالة تأهب قصوى في أوساط الفلاحين ومربي المواشي خوفا من نفوق رؤوس الأغنام الذي سيكبدهم خسائر فادحة، ما دفع بالكثير منهم للاحتجاج للمطالبة بتوفير اللقحات والادوية الخاصة لمواجهة هذا الوباء قبل وقوع الكارثة ونفوق المئات من الاغنام، وهو ما يهدد، حسبهم، الثروة الحيوانية. طاعون الأغنام يربك الفلاحين خلّف طاعون المجترات، الذي يعرف بطاعون الأغنام، حالة من الذعر في أوساط الفلاحين، بحيث ما إن لبثوا أن خرجوا من أزمة الحمى القلاعية التي خلفت من ورائها خسائر معتبرة في نفوق مئات رؤوس الأغنام، ليأتي الدور على طاعون المجترات والذي تسبب في نفوق عدد معتبر من الأغنام، بحيث أصاب العديد منهم ما أدى بهم للنفوق في وقت لم يحدد سبب النفوق، ليتبين أخيرا بأنه مرض طاعون المجترات، ليثير بذلك زوبعة في أوساط المربين والفلاحين والذين ينتظرون خسائر بالجملة خلال الفترة المقبلة في حال ما لم يتم احتواء الوباء والقضاء عليه. ومن جهته، فإن غالبية الفلاحين عبر ولايات الوطن يعيشون حالة تأهب قصوى خلال هذه الفترة، وذلك بسبب الوباء والذي يهدد الثروة الحيوانية المتمثلة في الغنم، وخاصة أن هذا الأخير انتشر بسرعة مخلفا من ورائه ضحايا من الأغنام، إذ يخشى كثير من الفلاحين في الوقت الراهن على ماشيتهم، ليتخذ غالبيتهم التدابير اللازمة المتمثلة في أخذ الحيطة والحذر واستشارة الأخصائيين البيطريين والاستعانة بهم لمساعدتهم في أمور الوقاية وتفادي إصابة المواشي بهذا الوباء الفتاك، بحيث أن هذا الأخير يصيب الأغنام والماعز يسببه فيروس يتبعه ظهور حمى ومشاكل هضمية في تجويف الفم واللسان ثم إسهال مائي دموي إلى أن ينفق الحيوان. الوباء يضرب 6 ولايات من الوطن كشف تقرير، صدر نهاية الأسبوع على موقع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية من طرف المفتشية المركزية للمصالح البيطرية على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بالجزائر، عن ظهور 6 بؤر لوباء طاعون المجترات الصغيرة الذي أصاب قطعان الأغنام وبعض الإبل عبر ولايات تبسة، الأغواط وبجاية، بداية من العشر الأواخر من شهر أكتوبر الفائت. وحسب التقرير، فإن أولى العينات أخذت للتحليل تعود إلى مابين 23 و28 أكتوبر الماضي من مناطق ثليجان، المزرعة، سطح قنتيس وبجان بولاية تبسة، أين سجلت بداية الإصابات في وسط الأغنام والإبل، ليليها ظهور أخرى بمنطقة سيدي مخلوف بالأغواط بتاريخ 12 نوفمبر الفائت ثم بمنطقة الشميني بولاية بجاية في 14 من نفس الشهر، حيث أكدت نتائج التحاليل الإصابة بذات المرض وبأن ما يقارب ال3000 رأس من المواشي نعتها التقرير بالحساسة والمعرضة للإصابة، إلا أن التقرير حدد الخسائر بين 0.81 بالنسبة للأغنام و8.89 بالنسبة للإبل بهذا الوباء الخطير والمصنف كأحد الأمراض المبيدة للمواشي والذي لا دواء محدد للوصف في الرزنامة البيطرية لعلاجه سوى الحد من هلاك الماشية بإعطائها بعض المضادات الحيوية، وبأن ما يجب فعله كطوارئ هو العزل التام للمواشي المصابة عن محيطها. تواجه ولاية الجلفة خطر استنفاد حاد في الثروة الحيوانية، بحيث وباعتبارها رائدة في مجال تربية المواشي، فقد يشكل طاعون المجترات بالنسبة لها حالة استثنائية، إذ تشهد خلال هذه الفترة بؤرا للوباء، ما جعل المربون والفلاحون بالمنطقة يقفون على قدم وساق خوفا من أن يقضي الوباء على الأغنام، كما تقف الجهات المختصة لذات الولاية هي الأخرى على قدم وساق لمعاينة رؤوس الأغنام والوقوف على حجم المعاناة التي قد تأتي على المواشي وتفتك بها. ومن جهته، البياطرة والمصالح الفلاحية مجندة لمتابعة مجريات الوباء الذي ظهر مؤخرا، آملين في أن يتم القضاء عليه قريبا بخسائر أقل في رؤوس المواشي. سطيف تتحرك لمواجهة الطاعون على غرار ولاية الجلفة، تعرف ولاية سطيف ذات المشكل بانتشار الوباء وبسرعة كبيرة، بحيث شهدت هذه الأخيرة نفوق عشرات رؤوس الأغنام وفي وقت وجيز منذ بداية انتشار الوباء، ما جعل الجهات المعنية تقف على قدم وساق في هذه الفترة خوفا من الوباء الذي أثار زوبعة بالولاية، بحيث تعمل المصالح المختصة في الوقت الحالي على فرض إجراءات صارمة واتخاذ تدابير وقائية لمحاولة حماية رؤوس الأغنام الأخرى والتي يتربص بها طاعون المجترات، وهو ما أشار إليه فلاحو ومربيي المواشي بالمنطقة، بحيث أعربوا عن تخوفهم الشديد من نفوق الأغنام وتكبدهم خسارة كبيرة بما أن الوباء سريع الانتشار ويفتك بالأغنام بشكل سريع. الطاعون يفتك بأغنام النعامة هذا ولا يختلف الأمر أيضا بالنسبة لولاية النعامة ذات الطابع الرعوي، والتي تعرف أيضا ذات الوباء الذي انتشر بها مؤخرا، مخلفا بدوره حالة تأهب واستنفار قصوى في أوساط المربين والموالين والجهات المختصة على حد سواء، أين عرفت الولاية ظهور بؤر في الفترة الأخيرة ما جعلها في حالة طوارئ، وبما أن الوباء فتاك وسريع الانتشار فإن ذلك أحدث هلعا واسعا من يأتي هذا الأخير على الثروة الحيوانية للولاية. ومن جهته، فتشهد ولاية النعامة نقصا فادحا في الأدوية المضادة للوباء والتي هي عبارة عن لقاحات موجهة للأغنام السليمة حيث تجنبها الإصابة وانتقال العدوى لها من طرف المواشي المصابة، وقد أثار النقص الفادح للقاحات المضادة للوباء قلقا واسعا في الوقت الذي تحتاج إليه الأغنام بصفة ملحة للقاحات، ما يقابله انتشار واسع في الوباء بين المواشي والتي شهدت نفوقا بالجملة منذ انتشار الوباء. موالون يحتجون بسبب نقص اللقاحات والأدوية احتج الموالون في ولاية النعامة والبيض من قلة الدواء الخاص بالوباء المجهول، مطالبين من السلطات المحلية بالدواء الكافي لحماية ثروثهم من الموت، بحيث عبر هؤلاء عن استيائهم البالغ من الوضع القائم، بحيث فرض الوباء حجرا على المواشي وحصارا ما يجعلها عرضة للموت في الوقت الذي لا تتوفر فيه الأدوية واللقاحات المضادة للوباء، بحيث طالب الموالون عبر الولايتين السلطات بإعادة النظر إلى وضعهم ووضع حلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في أوساط الثروة الحيوانية. غلق أسواق الماشية لمواجهة الطاعون عبر الولايات ولمواجهة هذا الوباء المجهول الذي قضى على العديد من المواشي والاغنام، شرعت وزارة الفلاحة والتنمية في غلق عدد من أسواق الماشية عبر عدد من الولايات، كإجراء احترازي وقائي لمواجهة داء الحمى القلاعية والطاعون، الذي ضرب في عدد من المناطق وقررت العديد من ولايات الوطن الغلق الفوري لأسواق الماشية لمدة 30 يوما، بداية من 26 ديسمبر وحتى 25 جانفي من السنة المقبلة، كما تم منع اختلاط رعي الأبقار والأغنام والماعز والجمال عبر إقليم الولايات، واستعمال نقاط المراعي الجماعية مع منع تنقل الحيوانات داخل تراب الولاية أو دخولها من ولايات أخرى، مع وضع منطقة البؤر تحت الحجر الصحي، وعليه يمنع كذلك في هذه المنطقة خروج ودخول الحيوانات أو المنتجات التي من شأنها أن تنقل المرض إلا بترخيص خاص يمنحه المفتش البيطري في الولاية، كما يطبق الحجر على المركبات والأشخاص ما عدا التي تقوم بمعاجلة الحيوانات. وبحسب نص القرار، فكل الحالات المشتبه فيها بوباء الحمى القلاعية أو طاعون المجترات الصغيرة يخضع للإجراءات التنظيمية والوقائية في المراسيم الوزارية المتصلة بهذا الشأن. ورغم التخوفات الكبيرة من داء الطاعون والحمى القلاعية، إلا أن مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة، قدور هاشمي كريم، قد أكد في تصريحات إعلامية أن نفوق الأغنام المسجل خلال هذه الأيام ببعض الولايات طبيعي، مضيفا أن التحاليل لم تثبت بعد إصابتها بطاعون الأغنام كما تم الترويج له، وقال بأن في كل موسم شتاء تسجل عدد من وفيات الأغنام، والحالات التي سجلت هذا الموسم لم تتجاوز، حسبه، الأرقام المسجلة في المواسم القادمة. وذكر المتحدث، أن الجزائر تحكمت بشكل كامل في الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار، بحيث تم تلقيح أكثر من مليون رأس من الأبقار، وذلك بنسبة تفوق 55 بالمائة. هذه هي أعراض وباء طاعون الأغنام وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بانتشار طاعون المجترات عبر بعض ولايات الوطن، أوضحت صوريا محمدي، مفتشة بيطرية ورئيسة المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وترشيده بمكتب ولاية الطارف، في اتصال ل السياسي ، بأن مرض طاعون المجترات هو مرض ينتشر بالماعز خاصة وبصغار الأغنام بسبب مناعتهم الناقصة، وهو مرض فيروسي يبدأ في أولى الأعراض حمى شديدة وإسهال حاد وصعوبة في التنفس وانسداد تام في المجاري التنفسية والتهاب في منطقة الفم، ما يمنع الشاة من الأكل من تم الموت. الثروة الحيوانية في خطر! وأضافت المتحدثة، بأن هذا الوباء سريع الانتشار بين الأغنام بحيث يقضي على نسبة 80 بالمائة من المواشي لدى انتشاره، وفي ذات السياق أشارت محدثتنا بأن هذا المرض الذي يعتبر من اخطر الأوبئة المنتشرة في المواشي يتخذ حوالي عشرة أيام ليقضي على المواشي ولا يظهر غالبا في أولى أيامه إلا بعد أن تشارف الشاة على النفوق أي في المرحلة الأخيرة، كما أن ليس لديه علاج معين بحيث تترك الشاة المصابة تقاوم بمفردها مع إمكانية النجاة أو الوفاة التي تكون غالبا مصير المصابين، و أشارت المتحدثة أيضا الى أن بعض المربين يقومون بعلاج الأغنام المصابين وهذا خطأ لأنه لا جدوى من ذلك، بحيث أن المصابين يمكنهم الشفاء تلقائيا دون تدخل أو علاج. وعن الإجراءات اللازم اتخاذها لتفادي الوباء، أوضحت الدكتورة محمدي بأنه يوجد تلقيح ضد الوباء يقدم للأغنام الغير المصابة لتفادي إصابتها، كما يتوجب عزل القطعان المصابة عن القطعان السليمة للتقليل من الخسائر بسبب الانتشار السريع لهذا الوباء والذي يهدد الثروة الحيوانية، وأشارت المتحدثة بأنه يجب أيضا معاينة البؤر بصفة مستمرة لأن الوباء فتاك بنسبة 80 بالمائة، وإذا انتشر فإنه قد يقضي على الأغنام ويخلف خسائر فادحة في رؤوس الأغنام، وأشارت المتحدثة بأن هذا الوباء يقتصر على هلاك ونفوق الأغنام، بحيث ولحسن الحظ أنه لا يشكل خطورة على الإنسان سواء إذا تناول لحوما لأغنام مصابة أو من ناحية انتقال العدوى، وأضافت المتحدثة بأن كبرى الولايات المتضررة من ناحية الإصابات هي ولاية الجلفة تليها سطيف، كما تشير التقارير أن أولى الحالات ظهرت في تبسة خلال الأشهر الماضية، وأضافت أيضا بأن التحاليل والتحقيقات لا تزال قائمة من طرف الجهات المختصة، بحيث أخذت عينات من الإصابات ليتم تحليلها بالمخبر المركزي، غير أن أولى النتائج تفيد بأنه طاعون المجترات بنسبة 90 بالمائة. وأشارت المتحدثة بأن هذا الأخير هو بمثابة تهديد خطير للثروة الحيوانية بسبب انتشاره الرهيب الذي يخلف مئات الضحايا. هاشيمي: طاعون الأغنام لا يشكل خطراً على الإنسان ومن جهته، أكد مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة، قدور هاشيمي كريم، أن مرض المجترات الصغيرة، أو ما يعرف بطاعون الأغنام، هو مرض حيواني لا يتنقل للإنسان، فيما أشار إلى أن الحكومة قد خصصت غلافا ماليا قدره 400 مليون دينار للتكفل بالداء. وقال هاشيمي إن المصالح البيطرية ترخص باستهلاك اللحوم التي تباع في هذه الفترة، داعيا المواطنين إلى التواصل مع البياطرة في حالة وجود أي شكوك. كما أشار ذات المتحدث، بأن الدولة أخذت كل احتياطاتها للتكفل بهذا المرض من خلال تخصيص 400 مليون دينار كإحتياط لمواجهة الداء، في حالة ثبوت المرض على الأغنام. من جهة اخرى، طمأن مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة المواطنين، حول استهلاك اللحوم التي تباع في المجازر، مبرزا أن كل اللحوم التي تباع في هذه الفترة على مستوى المجازر صالحة للإستهلاك، وأشار قدور هاشيمي إلى أنه في حالة الشك عند شراء الغنم، يمكن الاتصال بالبيطري واستشارته.