تعتبر المنطقة الصناعية حاسي مسعود، من أهم وأكبر المناطق الصناعية على المستوى الوطني، وهي زيادة على ذلك تتواجد بها مئات الشركات النفطية سواء الأجنبية منها أو الوطنية على غرار شركة سوناطراك، كما تتواجد إضافة لذلك عديد الشركات الخاصة والمناولاتية. أضحت الشركات المناولة تشكل ما نسبته 70 في المائة من مجموع الشركات بصفة عامة والمتواجدة بحاسي مسعود والمناطق النفطية المجاورة لها، وهي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. وأثارت التصريحات الأخيرة للمدير العام لشركة سوناطراك ولد قدور مؤخرا أثناء زيارته لبعض المنشآت النفطية بحاسي مسعود وبعض الولايات الجنوبية، ردودا واسعة متباينة يشوبها ترقب حذر لدى الآلاف من العمال بمختلف قواعد الحياة وكذا العاملين بمختلف ورشات العمل بكل من حاسي مسعود وحاسي الرمل وغيرها من المناطق الصناعية بالجنوب الجزائري، وهذا فيما يتعلق بتصريح ولد قدور بزيادات مرتقبة قريبا لعمال شركة سوناطراك، والذي أكد على أن الأجر الذي يتقاضاه العامل بذات الشركة قليل وبعيد جدا عما يتقاضاه العمال بمختلف المؤسسات النفطية الأخرى الأجنبية. وهو ما يستلزم مراجعته وتحديد الزيادة فيه لاحقا، هذا التصريح أثار تساؤلات عديدة لدى فئات واسعة من العمال بباقي الشركات الوطنية النفطية خاصة المتواجدة بحاسي مسعود، محل هؤلاء من تلك الزيادات هل ستشملهم أم لا، خاصة إذا علمنا أن معظم الشركات سواء الوطنية، وكذا الخاصة تعمل جنبا إلى جنب وفي نفس الظروف سواء بقواعد الحياة، أو ورشات العمل المنتشرة عبر مختلف المناطق الجنوبية من الوطن بحاسي مسعود وحاسي الرمل وأدرار وعين أميناس وغيرها من المناطق التي تنشط بها هذه الشركات. ويطالب عديد هؤلاء العمال على غرار عمال المؤسسة الوطنية الأشغال في الآبار وعمال المؤسسة الوطنية للتنقيب والمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار وغيرها من هذه المؤسسات، والتي للعلم كل واحدة منها توجد بها ما يزيد عن 50 حفارة بترولية تنشط بمختلف مناطق الوطن. وتساهم وبشكل كبير جدا في عائدات الخزينة العمومية وكذا الاقتصاد الوطني، زيادة على ذلك فأغلب هذه المؤسسات، عبارة عن فروع تابعة لشركة سوناطراك تفرعت عنها في وقت سابق، إلا أن الوصاية والرقابة عليها مازالت من مسؤولية شركة سوناطراك نفسها إلى جانب وزارة الطاقة طبعا، فهل ستكون هذه الزيادة وإن تمت بشكل رسميا تخص باقي الشركات الأخرى أم أن ذلك سيكون لعمال سونطراك بشكل استثنائي. أسئلة عديدة تبقى مرهونة بما سيتم مستقبلا وإن تم أصلا، لأن هناك عديد الجهات المهتمة بهذا المجال ترى أن مثل هذه التصريحات هي مجرد تصريحات لها أبعاد سياسية استباقية للمرحلة القادمة من الرئاسيات المزمع إجراؤها في أفريل القادم، زيادة على تهدئة الوضع المتأجج ببعض ورشات العمل وببعض المنشآت بحاسي مسعود وباقي الورشات. للعلم فقد شهدت السنة الماضية تنظيم احتجاجات عديدة بكل من حاسي مسعود وحاسي الرمل من طرف عديد العمال بمختلف المؤسسات النفطية الوطنية، يطالب من خلالها هؤلاء العمال بتحسين ظروف عملهم وكذا تحسين ظروفهم الاجتماعية بما فيها زيادة أجورهم وتطبيق بعض الزيادات في المنح والعلاوات. معلوم أن هذه الاحتجاجات قد بدأت منذ ثلاث سنوات تقريبا وهي مرشحة للاستمرار، فعديد العمال يطالبون بزيادة الأجر القاعدي لهم بسبب ظروف عديدة طارئة منها غلاء المعيشة وعدم زيادة الأجر القاعدي منذ سنوات طويلة. وفي سياق ذي صلة ينتظر عديد عمال الشركات الخاصة والمناولاتية والعاملة مع شركة سوناطراك والشركات النفطية هم أيضا الزيادة في الأجور بسبب الاتفاقية والعقود المبرمة معهم.