أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مهام والي المسيلة حاج مقداد، واضعا حدا لحالة الترقب التي أعقبت حادثة وفاة الشاب عياش محجوبي داخل بئر ارتوازي في قرية أم الشمل ببلدية الحوامد في نفس الولاية. ولا تذكر رئاسة الجمهورية في العادة أسباب إقالة أو إنهاء مهام المسؤولين، لكن إقالة والي المسيلة جاءت بعد انتقادات واسعة تعرض لها، عقب ما اعتبر فشلا حكوميا في إنقاذ الشاب عياش محجوبي، الذي تحولت قصته إلى قضية رأي عام في الجزائر. ورجحت معظم التحليلات ارتباط الإقالة بحادثة وفاة الشاب عياش محجوبي، حيث تكون وزارة الداخلية قد رفعت تقريرا أسودا إلى رئاسة الجمهورية حول تعاطي الوالي مع الحادث الذي استمرت عمليات الإنقاذ فيه عشرة أيام كاملة. فيما ربطت تحليلات أخرى قرار إنهاء مهام الوالي إلى قضايا فساد خاض فيها كثيرا منذ إمساكه بزمام الولاية في أكتوبر 2016، واستهدافه لجهات نافذة في المسيلة، بسبب الحرب على الفساد التي شنها على الفساد ورؤوسه منذ توليه مهامه. وأثار غياب الوالي حاج مقداد، ابن ولاية البيض، عن مساعي إنقاذ الشاب المسيلي عياش محجوبي انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتأخره الكبير في الوقوف ميدانيا على عمليات محاولة إنقاذ الشاب الذي توفي شهر ديسمبر الماضي، بعد سقوطه في بئر ارتوازي على عمق 30 مترا تحت الأرض بمنطقة أم الشمل بإقليم ولاية المسيلة. وأبدى الشارع المسيلي والوطني، امتعاضا من تأخر السلطات المحلية بالولاية في التدخل في قضية عياش محجوبي، حيث انتفضت عائلة الضحية، وتم تداول مقطع فيديو لشقيق الضحية وهو ينتقد الوالي وجها لوجه ويتهمه بالتقصير في أداء واجبه. واستقبل والي المسيلة حاج مقداد، ببلخير محجوبي، شقيق عياش محجوبي بعد أيام من وفاة هذا الأخير بعد حادثة الملاسنة الكلامية بين الرجلين، أثناء تفقد المسؤول الأول للولاية لعمليات الحفر لانتشال جثة عياش قبل أيام، واتهامه من قبل شقيق الضحية بالتقصير في تسخير الإمكانيات لذلك. ووفق نشطاء نشروا صورة الاستقبال، فإن اللقاء جاء بعد وساطة من أعيان المنطقة ل"التصالح"، وتجاوز الحادثة التي سجل الفيديو الخاص بها انتشارا كبيرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وليست المرة الأولى التي تتم فيها إقالة ولاة ومسؤولين على خلفية أحداث، حيث أمر رئيس الجمهورية في سبتمبر 2018، وبموجب مرسوم رئاسي، بتنحية والي البليدة السابق مصطفى العياضي من منصبه على خلفية "سوء تسييره" لأزمة انتشار وباء الكوليرا في إقليم ولايته، على غرار مناطق أخرى من البلاد.