"كان إبني خائفا عندما تحدثت إليه في الهاتف، ومرتبكا، قال لي أمي انسيني ولا تتصلي بي أبدا، أقسم أنه فعل تحت الضغط.، قالت أم الشاب الذي لا يتجاوز من العمر 15 عاما، يقيم بباش جراح كان يحضر لشهادة التعليم الأساسي، ليلة رحيله، كان قد تنقل إلى منطقة براقيجنوب العاصمة، بين صلاة العصر والمغرب، وتلقى إتصالا هاتفيا ليلا، كان يضخ عطرا أشبه بالمسك ولفت ذلك إنتباه والدته، مصادرنا تشير إلى أنها "الهدية" الخاصة بالعناصر الجديدة التي تلتحق بالتنظيم، ويقال لهم إنها "رائحة الجنة"، تعترف والدة الشاب التي إلتقتها "الشروق" أنه كان حماسيا في قضية العراق، وربما هو ما استغلته الأطراف التي جندته قبل تحويله إلى معاقل الإرهاب مع 8 شباب بالعاصمة لا يتجاوز عمر أكبرهم 24 سنة، من بينهم 3 بباش جراح، براقي، بوروبة، عائلاتهم توجه نداء جماعيا. أفرجوا عنهم...إنكم تحتجزون أطفالا في معاقلكم، تستخدمونهم رغما عنكم كقنابل بشرية .. حرام عليكم.. المجندون قضوا ساعات ببراقي ليلة الرحيل إتخذنا قرار عدم نشر صور بعض المجندين المتوفرة لدى "الشروق" وأسمائهم، بطلب من أهاليهم خوفا من تصفيتهم، بعد أن نقلوا عنهم رغبتهم في تسليم أنفسهم، لكنهم تحدثوا إلينا عن ظروف إختفاء أبنائهم وإدراكهم لاحقا أنهم إلتحقوا بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بالمنطقة الثانية ببومرداس وتيزي وزو، ومنهم من نجحت عائلته في الإتصال به أياما لينقطع الإتصال بعد تفجيرات العاصمة التي تكون قد كشفت لهؤلاء المراهقين، حقيقة النشاط الإرهابي. أحد المراهقين، لا يتعدى عمره 15 عاما، يقيم بباش جراح، يدرس في السنة التاسعة أساسي بإكمالية لا تبعد إلا بأمتار عن مقر سكناه، كان ملتزما ومواظبا على الصلاة في المسجد، من بين الصور التي اطلعنا عليها خلال تنقلنا لمسكنه أمس، صورته وهو يرتدي قميصا كان ملتزما، لكنه لم يكن متعصبا، لا علاقة له بالعنف أو الإرهاب، كان ينصح زملاءه بالصلاة وكان يشرف على حلقات بمسجد الوفاء بالعهد بلابروفال بالقبة أو كما يعرف بمسجد الشيخ أمين الذي كان يتردد عليه الإنتحاري مروان بودينة "معاذ بن جبل"، وم. إيدير من براقي، الذي إلتحق بالمقاومة العراقية رفقة رفيقه طارق، وعلمت "الشروق"، أنه جرى التحقيق معه بصفته إمام المسجد حول علاقته بتجنيد الشباب، قبل الإفراج عنه، التلميذ كان أيضا مواظبا على ممارسة رياضة "الآي كيدو"، كان يتمتع برعاية والديه، ومدللا، بإعتباره أكبر أولاد العائلة، لم يجلب لعائلته أبدا مشاكل، كان يرافق شخصا في 35 عاما، يتردد أن له علاقة بشبكة التجنيد، خاصة وأن التلميذ كان رفقته ليلة رحيله، وتنقل رفقة 4 شباب إلى حي براقي، حيث تناولوا "البيتزا"، وتثار تساؤلات حول دور هذا الشخص الذي وعد بإنزاله من الجبل . وماذا كان يفعل المراهقون في براقي ليلة رحيلهم التي تمت بنفس الطريقة التي إعتمدها من سبقوهم، إلتحق الشاب بمنزله، رفض تناول العشاء، وظل في غرفة والديه لوقت متأخر، كأنه يريد أن "يشبع" منهما، وغادر في صلاة الفجر حاملا محفظته، لم يوقظ والدته كعادته، وذهب بإتجاه المسجد قبل أن يختفي ليس من عادته التأخر أو المبيت خارجا، وكان ملازما لأحد الشباب الذي تنقل رفقته عدة مرات إلى براقي وبوفاريك، أمه تقلق تتصل به هاتفيا ليخبرها أنه أمام باب المدرسة، لكن شقيقه يؤكد لها العكس عند عودته منتصف النهار، وتفقد الأم الإتصال به، بعد غلق الهاتف. شهود يفيدون أنهم لمحوه على الساعة السابعة صباحا رفقة شخص، مواصفاته تتطابق مع شاب أوقفته مصالح الأمن بعد تفجيرات 11 أفريل للإشتباه في تورطه في تجنيد الإنتحاريين، وأودع الحبس بسركاجي، ويكتشف الحي إختفاء العديد من الشباب في نفس اليوم منهم 8 من باش جراح يوم 4 أفريل الماضي من مجموع 11 شخصا بالعاصمة، وتجري مصالح الأمن تحقيقا بشأنهم، ولم يتم تجريدهم من هواتفهم النقالة، وظل الإتصال مفتوحا في بعض الأوقات مكنت زميلة أحدهم من ربط الإتصال به، بعد أن أرسلت له جملة من الأدعية الدينية الخاصة بالنصر، خاصة وأنها فتاة ملتزمة، ترتدي الجلباب، وأخبرها المتحدث إليها، أنه يعرف المنطقة جيدا، ويتنقل إليها بين الفينة والأخرى، هل كانت وسيلة للترهيب؟ لكنه أخبرها أن الشابين اللذين تعرفهما، تحولت تسميتهما إلى "أبو مصعب الصغير" و"أبو الوليد"، رغم أن سنهما يتراوح بين 15 و25 عاما فقط، وكان الشاب الأول يستفسر من زميلته في الدراسة عن أخبار عائلته، ونقلت له أن أمه توجد في حالة صحية خطيرة، وتم إعتقال والده و" وكانت محاولة لإقناعه بالعودة والتراجع عن قراره إن كان هو كذلك. إرهابيون يخاطبون والدة أحدهم: هناك مجندين قصر تقل أعمارهم عن 15 عاما وتمكنت والدة أحدهم من ربط الإتصال به أخيرا، كان ذلك عن طريق هاتف رفيقه الذي إلتحق معه بالنشاط المسلح، وهو أيضا من باش جراح، "كان مرتبكا، شعرت أنه سينفجر باكيا، أنا أعرف ابني وصوته وأشعر به، كان يخاطبني دائما يما العزيزة فقط"، تنفجر باكية، الموقف كان مؤثرا وهي تصرخ من الداخل "كبدتي محروقة، حرقونا وغدرونا"، من هؤلاء؟ إنها تعرفهم، تقول درودكال الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، واكتشفنا أنها تدرك ذلك من خلال مقالات "الشروق"، وتنقل لنا مخاوفها عندما أشرنا في موضوع سابق إلى إستخدام هؤلاء في عمليات إنتحارية، وبعدها رفض درودكال إلتحاق إبن شقيقته به لعجزه عن توفير الأمن والحماية "ماذا عن أولادنا؟ وتقول إن ابنها حدثها بجفاء مفبرك، "انسيني للأبد"، وقطع الخط، كررت الإتصال عدة مرات، ليجيبها شخص يبدو متقدما في العمر، طلبت منه القسم بعدم قطع الخط، رجوته الإفراج عن ابني، فهو صغير ولا علاقة له بالإرهاب، ليجيبني أن هناك في التنظيم، أقل سنا منه، وقطع الخط، لتتمسك بأنه تم التغرير به "صحيح أنه كان متأثرا بالعدوان على العراق، ويعارض الحرب علنا، لكن لم يكن يحقد على رجال الدولة أو البوليسية". لكن المعلومات الذي توفرت لدينا من خلال هذا اللقاء، أن الفتاة التي إتصلت بزميلها أياما خلال إتصالاته به، تابعتها والدته وتؤكدها، أجابها شخص آخر، كان ذلك في اليوم الموالي لتفجيرات 11 أفريل، ونفى استهداف مدنيين في التفجيرين، وأبلغها أنه لا يجب الوثوق بوسائل الإعلام، لأنها تعتمد تشويه الجهاد في الجزائر، ومن يومها إنقطع الإتصال، هل كان ذلك متاحا فقط، عندما كان هؤلاء في مكان آمن قبل أن يلتحقوا بمعاقل التنظيم، ويتم قطع الإتصال بالخارج نهائيا، الأم التي تحدثنا إليها، شددت على أنها كانت تستمع خطوات سير على أعشاب جافة دون أصوات أخرى، وأبلغها الإرهابي الذي تحدث إليها عن إحتمال قطع الإتصال بسبب نفاذ البطارية، ألم يخش هؤلاء تصنت مصالح الأمن على مكالماتهم وضبطها، خاصة وأنها تملك وسائل ذلك وأبلغت العائلات المعنية أجهزة الأمن بإختفاء أبنائها وإلتحاقهم مكرهين حسبها بالجبل ؟... وقد تم إبلاغ الفتاة، أنهم في ضواحي بوغني بتيزي وزو، مما أثار مخاوف الأم من القضاء عليه في عملية التمشيط الجارية بالمنطقة، وقد تنقل والده إلى عدة مناطق، وسلم مؤخرا إرهابي من أقدم نشطاء التنظيم الإرهابي، نفسه لمصالح الأمن، بعد تفجيرات 11 أفريل، وهو من ضواحي ليفيي "المقرية" علمنا من مقربيه أن العديد من رفقائه يرغبون في تسليم أنفسهم. درودكال.. أفرج عن أولادنا "الجهاد" ليس بالإكراه عائلات هؤلاء، حاولت الإتصال برئيس الحكومة بلخادم، لعرض مأساتها، لكن إنشغاله بحملة التشريعيات، لتوجه نداء لقوات الجيش، لإلقاء نداءات التوبة عبر المروحيات "أبناؤنا رهائن امنحوهم فرصة الهروب" وألحوا على رئيس الجمهورية مواصلة العمل بالمصالحة الوطنية لإنقاذ هؤلاء الشباب المغرر بهم، وطالبوا درودكال الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بالإفراج عن الصغار "الجهاد الذي يدعيه لا يملك غطاء شرعيا أو دينيا، وليس بالإكراه "... مصالح الأمن، تحقق في هذه القضية، وتم سماع عدة أطراف، لكن من يحرر المحتجزين إذا كان درودكال نفسه "محاصرا"، العائلات تقول إنها تريد أبناءها في السجن على فقدانهم للأبد، وتلح على ضرورة كسر شبكات التجنيد التي تقود العشرات من المراهقين المتحمسين للهلاك تحت غطاء المقاومة في العراق... نائلة. ب:[email protected]