التقى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، بقيادات حزبه عشية انعقاد مجلس الشورى لبحث خيارات الحركة من أجل التعاطي مع الانتخابات الرئاسيات المقبلة، والخروج بموقف نهائي بإمكانية تقديم حمس مرشح عنها أو دعم مرشح آخر. ووجه عبد الرزاق مقري، مساء الإثنين، دعوة لقيادات حزبه للاجتماع ومناقشة أهم الملفات المطروحة على الساحة السياسية، ويأتي على رأسها ملف الرئاسيات الذي يشكل نقطة خلاف بين قيادات الحركة التي أرجعت البت فيه إلى اجتماع مجلس الشورى المزمع انعقاده يومي 25-26 جانفي الجاري، وهو الموعد الذي تنتظره قيادات حمس من اجل بلورة موقفها النهائي من موعد أفريل. وحسب مصادر "الشروق"، فإن اللقاء الذي جمع مقري مع قيادات حزبه من إطارات ووزراء سابقين ونواب البرلمان، تناول عدة ملفات، من بينها الرئاسيات وموقف حمس النهائي من هذا الاستحقاق سواء تعلق الأمر بتقديم مرشح أو دعم مرشح آخر، بعد ثبوت هلال الرئاسيات وسقوط خيار التأجيل والتمديد في الماء. وحسب عارفين، فإن هذا اللقاء في شكله العادي يأتي تحضيرا لاجتماع مجلس الشورى، الذي سيكون فرصة لاحتواء قيادات الحزب "الغاضبة" أو ما يعرف بالحرس القديم، قبل التوجه نحو عقد المجلس الذي سيفصل في قرار الحركة النهائي. وخلال اللقاء الذي جمع مقري بقيادات حزب، لوحظ غياب رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني عن اللقاء، في وقت تحدثت فيه مصادرنا عن لقاء هذا الأخير بمقربين من الرئاسة في لقاء لم يكشف عنه. ومعلوم أن المكتب الوطني للحركة، كان قد أرجع مسألة حسم "حمسّ" في الرئاسيات المقبلة، إلى مجلس الشورى الوطني، الذي سيعقد يومي 25-26 جانفي 2019 "للفصل في مختلف الخيارات التي سيضعها المكتب التنفيذي الوطني بين يديه"، حيث دعا المكتب التنفيذي الوطني لحمس، إلى "تأهب واستعداد هياكل ومؤسسات الحركة والمناضلين والمناضلات والمنتخبين والمنتخبات لجمع التوقيعات ولخوض غمار الانتخابات الرئاسية بمرشحها بجدارة واستحقاق لعدم هدر مزيد من الوقت في حالة ما قرر مجلس الشورى الوطني ذلك". وأشار المكتب التنفيذي الوطني لحمس إن "الحركة قد استفرغت جهدها في هذه المرحلة ضمن مشروعها السياسي المتواصل لجمع كلمة الجزائريين احتياطا للمخاطر الاقتصادية والسياسية والإقليمية والدوليةّ". ويتساءل مناضلون وقياديون في حركة الراحل محفوظ نحناح، عن سيناريو الانقسام، وتشتت الأصوات، الذي ينتظر حمس، في حال ترشح رئيسها عبد الرزاق مقري باسمها، وترشح بالمقابل، رئيسها السابق أبو جرة سلطاني، الذي قال بداية الأسبوع، أن لديه نية في الترشح للرئاسيات، لكن تنقصه العزيمة، موضحا أنه في حال تأكد ترشحه، فإنه لن يكون لا باسم المنتدى العالمي للوسطية الذي يرأسه حاليا، ولا باسم حركة مجتمع السلم، مؤكدا أنه سيعمل على دراسة الفكرة جيدا من كافة جوانبها لوضع النقاط على الحروف واتخاذ القرار المناسب والصائب في آن واحد.