في واحدة من أغرب قضايا التزوير التي تشهدها الجامعات الجزائرية، احتال طالب جامعي بالتزوير على كل من جامعة الجزائر للطب وجامعة البليدة وجامعة باتنة، حيث قام بتزوير كشوف نقاطه بعد دراسته لسنتين في الطب من السنة الثالثة إلى السنة السادسة جامعي، وهي القضية التي جرّت مسؤولين في جامعة البليدة ولا يزال التحقيق ساريا فيها. تفاصيل القضية التي جرّت نائب رئيس الجامعة المتواجد حاليا رهن الحبس منذ أسبوعين، تعود تفاصيلها إلى عام 2006 عندما تحصل الطالب الجامعي "ن.م" على شهادة البكالوريا في ولاية باتنة، ليسجل في موسم 2006 / 2007 بالسنة الأولى جامعي طب بذات الولاية، وبعد رسوبه بالسنة الأولى جامعي أعاد السنة في نفس الولاية، وبعد انتقاله إلى السنة الثانية طب نقل ملف تدريسه إلى جامعة الجزائر كلية الطب عام 2008 وبعد انتقاله إلى السنة الثالثة جامعي طب أعاد السنة عام 2009، وطلب بعدها التحويل إلى جامعة البليدة، واستفاد من التحويل بالرغم من تعليمة صادرة عن رئاسة الجامعة تمنع فيها طلبات التحويل الخارجية أو داخل الجامعة إلا بطلب موافقة من رئيس الجامعة للبت فيه سواء بالرفض أو القبول. لكن الطالب قام بتزوير جميع كشوف نقاطه على أنه نجح في جميع السنوات، مقدما كشف نقاط لأجل التسجيل في السنة السادسة طب في جامعة البليدة، وأحضر معه الطالب كشوفا مزورة تظهر أنه متحصل على جميع سنواته من جامعة الجزائر، بالرغم من أنه لم يدرس سوى سنتين أعاد فيها السنة الثانية والثالثة مرتين على التوالي، بل أن كشوف النقاط التي أحضرها لجامعة البليدة أخفى فيها أنه درس بجامعة باتنة ولم ينجح فيها في السنة الثانية. في جانفي من السنة الحالية تقدمت مصالح الأمن لولاية البليدة، بطلب ملف الطالب "ن.م" من إدارة جامعة سعد دحلب، والذي يدرس في السنة السادسة طب، بعدها راسلت جامعة البليدة جامعة الجزائر للتأكد من ملف الطالب وصحة الوثائق المقدمة، إلى جانب التأكد من صحة طلبات التحويل الخارجية المخالفة لتعليمة سابقة لرئاسة جامعة البليدة والتي منعت قرارات التحويل. وجاء بعدها رد جامعة الجزائر صادما، إذ تبين أن وثائق الطالب الجامعي المقدمة كلها مزورة من السنة الأولى إلى السنة الخامسة، وتبين أن الطالب زور كل كشوف النقاط بمشاركة عون أمن يعمل في جامعة البليدة، مقابل امتيازات مادية من بينها جهاز كمبيوتر محمول. واتضح أيضا أن الطالب حصل على بطاقة طالب بجامعة البليدة وسجل بها بعد حصوله على البطاقة موقعة من قبل نائب رئيس الجامعة للبيداغوجيا. قامت بعدها مصالح الأمن بتقديم الأطراف أمام وكيل الجمهورية، حيث تقرر إيداع الطالب وعون الأمن على التحقيق، واعترف الطالب بتزويره للوثائق. وبعد أسبوعين من كتابة هذا المقال استدعت مصالح الأمن نائب رئيس الجامعة المكلف بالبيداغوجيا "ش.م" وتم إيداعه الحبس الاحتياطي. رئيس جامعة البليدة ل"الشروق": نائب الجامعة زوّر نماذج طلب التحويل بتواطؤ عميد كلية الطب السابق في تصريح ل"الشروق"، أكد رئيس جامعة البليدة، أن هذا الطالب تمكن من التسجيل في جامعة البليدة بالرغم من التعليمة الصادرة والمؤرخة في الرابع من سبتمبر 2011، والتي تحوز "الشروق" على نسخة منها، إذ تؤكد هذه التعليمة أنه يتوجب على عمداء الكليات القيام باستلام ملفات التحويل وتقديمها لرئيس الجامعة للنظر والبت فيها سواء بالرفض أو القبول، ويمنع إصدار بطاقة الطالب للمعنيين بعملية التحويل، وأي إجراء مخالف لهذه التعليمة فهو ملغى. وقال رئيس جامعة البليدة، أن نائبه "ش.م" المكلف بالبيداغوجيا خالف نموذج طلب التحويل باستعماله لنموذج غير مطابق، ويحمل معلومات مزورة وهذا بالتواطؤ مع عميد كلية الطب السابق "ب.ر". وتأسف رئيس جامعة الجزائر على مثل هذه الفضيحة وعلى تزوير طالب في الطب لملف تسجيل نقله من السنة الثانية إلى السنة السادسة طب قائلا: "ولنا أن نتوقع كم من ضحية تمر على يد هذا الطبيب المزور لو لم ينكشف أمره".