ظهر مروان بودينة "معاذ بن جبل"، في شريط الفيديو الذي بثته اللجنة الإعلامية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حول تفجيرات 11 أفريل بالعاصمة، مبتسما دائما حتى وهو يقرأ الوصية، وتم التركيز عليه كثيرا، ورافع التنظيم الإرهابي عن "حسن سيرته وعلاقته بوالديه" أما الزبير أبو ساجدة لم يظهر إلا مغطى الوجه، طيلة مراحل تصوير الشريط وهو الإنتحاري الوحيد الذي لم ينزع اللثام عن وجهه، وقد تكون لذلك علاقة بفراره بعد ركن سيارة المرسيدس المفخخة بجنان المليك بحيدرة، وتمكنت فرقة تفكيك القنابل من تفكيكها. وأكدت مصادر "الشروق اليومي"، أنه لايزال على قيد الحياة، أما الإنتحاري الثالث، أبو دجانة فقد ظهر مكشوف الوجه، وثبث مجددا أنه بن شيهاب مولود المدعو "الحسين"، لم يتحدث في الشريط، الثلاثة كانوا على متن سيارة "مازدا" بيضاء اللون ، مغطاة باللون الأزرق، وتم توظيف صورة ومقاطع من تصريحات أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، وتمت الإستعانة بصور التلفزيون الجزائري حول التفجيرات بصفة إنتقائية، وتم عرض صور الدخان وصور بعض المسؤولين، ولم يتم بث صور الجثث المتناثرة أو الجرحى من المدنيين التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام في العالم، وقد يكون ذلك متعمدا، لإيهام أتباعهم أنهم استهدفوا أهدافا أمنية. الشريط يؤكد وجود الزبير أبو ساجدة على قيد الحياة الشريط لا تتجاوز مدته 20 دقيقة، تناول مراحل تنفيذ تفجيرات 11 أفريل التي استهدفت مقر الأمن الحضري القريب من مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، ومبنى رئاسة الحكومة، اطلعت "الشروق" عليه كاملا، بداية من الصور الخاصة بمعاينة الأهداف من خلال سيارة، يكون شخص على متنها، قد قام بتصوير الأماكن، لكننا لاحظنا أنها خاصة فقط بباب الزوار ومن بعيد أيضا، سارت على الطريق السريع، ثم صور عن التحضيرات التي تتمثل في صنع المتفجرات، و أخيرا "وصايا الإنتحاريين" التي لم يتم فيها احترام الترتيب، وتصدرها الإنتحاري الحديث بالنشاط المسلح، مروان بودينة، يتحدث دقائق، يتدخل أبو ساجدة، ثم يعود هو مجددا، ويظهر مروان بودينة المكنى "معاذ بن جبل"، بإفراط في الشريط مقارنة بالإنتحاريين الإثنين الآخرين، كأنها متعمدة "لإغراء" أترابه، مرة يرتدي البدلة الرياضية وعليها الواقية وحامل الذخيرة، وأخرى قميصا وعليه سترة رياضية وقبعة، ما يعطي الإنطباع أنه في الجبل، كان واقفا وبجنبه "بن شيهاب مولود" الحسين المدعو "أبو دجانة" جالسا أرضا ، وهو أكبر الإنتحاريين، نراه مجددا جالسا في سيارة من نوع "مازدا" هي نفسها التي تظهر في الشريط مع الإنتحاريين الثلاثة، أبو دجانة يرتدي سترة بيضاء، وبدلة سوداء اللون تبدو جديدة، لا يبتسم، نظرته حادة، لا يتحدث في الشريط ويكتفي فيما وصفه الشريط "آخر الكلمات" برفع إصبعه كدليل تهديد على القيام بعمل إنتقامي. أما أبو ساجدة، فلا يظهر وجهه الحقيقي أبدا، وتم وضع غطاء على وجهه عند الحديث إليه قبل تنفيذ العملية، كان يرتدي بدلة رياضية حمراء وسوداء من نوع "لاكوست"، كان يتوعد ويهدد برفع يده إلى السماء، ولا يستبعد أن يكون قد تم وضع الغطاء على وجهه بعد فراره خلال توقيف سيارة المرسيدس بجنان المليك أمام مقر إقامة المدير العام للأمن الوطني، ولا يزال على قيد الحياة ولم يشر الشريط أصلا إلى هذه العملية، وركز على تنفيذ 3 عمليات إنتحارية، إحداها حسب بيان القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استهدفت مقر الأنتربول بباب الزوار، كما أن الزبير أبو ساجدة، هو الإنتحاري الوحيد الذي أشار إلى تحية والدته وطلب منها التحلي بالصبر، بعد أن وجه ولاءه لبن لادن، أيمن الظواهري، الملا عمر، وأبو مصعب عبد الودود، وفعل مروان بودينة ذلك أيضا. مروان "طعم" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لتجنيد الشباب اللافت أن الشريط أعد بعد أيام من تنفيذ التفجيرات، حيث تمت تبرئة مروان بودينة "معاذ بن جبل" مما نسب إليه شقيقه ووالدته وثابث ذلك، أنه مسبوق عدليا وهجر البيت العائلي لمشاكله مع إخوته، وقال قارىء الشريط إنه فتى بار....، وقرأ أبو دجانة وأبو ساجدة الوصايا، كانت يدي الثاني ترتعشان، و هو يقرأ قصاصات ورق أبيض، مروان بودينة، كان يتعلثم، ولم يرفع رأسه عند قراءة آيات قرآنية يبدو أنه لا يذكرها جيدا، تحدث عن المصالحة التي يعارضها، واستخدم عبارة "حفروا حفرة سقطوا فيها"، كأنما كان في حالة ثانوية أو مقدما على مغامرة، مستواه لا يتعدى الثامنة أساسي، و"تاب" عن السكر والزطلة ومعاشرة الأشرار والمجرمين قبل 3 أشهر على الأكثر من إلتحاقه بالتنظيم الإرهابي، وهي فترة قد تكون قصيرة لا تسمح له بأن يكون متكونا سياسيا ودينيا جيدا، وردد في الشريط ما كتب له في وصايا حاول محرروها، أن يركزوا على العدو الأمريكي وما يحدث في العراق وأفغانستان والصومال وفلسطين، حاول هؤلاء، تقليد الإنتحاريين في العراق والإستشهاديين في فلسطين، لكن يبدو معاذ عند اقتراب الكاميرا منه كأنه يتقمص دورا ما، لم يكن متزنا أو صامدا بل غلبه الضحك، خاصة وأن المعلومات المتوفرة لدى "الشروق"، تفيد أنه قبل يومين من العملية الإنتحارية، أبلغ أحد مقربيه، أنه "مقدم على عمل سيتحدث عنه العالم"، لم يشر في هذا الإتصال إلى الهدف الشرعي والإلتحاق بالجنة، بل بالصدى الإعلامي وخروجه من دائرة المجهول والإقصاء الإجتماعي الذي كان يعاني منه، عكس الآخرين خاصة أبو دجانة الذي قضى حوالي 10 سنوات في الجبل، ووجه مروان نداء للشباب للإلتحاق بالعمل المسلح بالقول إن العمليات الإنتحارية هي الطريق الأقصر إلى الجنة .... وأشار الشريط إلى زر القنابل شىء بسيط لكنه عظيم حسبهم لأنه "ينقل الإنتحاري من الحياة إلى الجنة".. أبو مصعب عبد الودود، الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يتدخل بصوت خافت، في مكان تهب فيه رياح، يركز على ما يحدث في العراق و أفغانستان، ويدعو للتجند من أجل الإنتحار الذي يعد حسبه الطريق إلى الجنة، تتخلل الشريط صورة أسامة بن لادن وهو يتوعد الكفار وعملاء أمريكا ، وتم التركيز على صور التلفزيون الجزائري حول التفجيرات بعد "تنقيتها" من صور الجثث ويكتفي الشريط ببث صور التفجير وآثار الدمار وينقل تصريح رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم. نائلة. ب:[email protected]