أعلن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في تسجيل جديد بث ليلة أول أمس، عن التحاق عبد القهار بن حاج، أصغر أبناء علي بن حاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، بصفوف "المقاتلين"، وأظهر شريط مصور حديث عن تجنيد مغاربة مطلوبين أمنيا من طرف الأجهزة الأمنية المغربية، ظهروا جميعا يرتدون اللباس العسكري، بعضهم ملثمي الوجه باستثناء عبد القهار "18 عاما" الذي غادر في ظروف غامضة قبل أشهر. ويقول والده في تعليق على ظهور صورته "أنه لا يكذب ولا يصدق" ولا أقول إنه "مفبرك"، لكنه دعا على صعيد آخر، قوات الجيش لعدم قصفهم بالطائرات والقنابل، لأنهم أبناؤنا.. بثت القناة الفضائية القطرية "الجزيرة"، سهرة أول أمس، شريطا مصورا خاصا بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تضمن آخر عملياتها بولاية بومرداس، استهدفت دوريات للجيش و لشرطة، خلفت حسب الشريط 6 ضحايا إضافة إلى هجوم على مركز للدرك الوطني بنفس المنطقة، وتم تصوير هذه العمليات ليلا حسب ما تشير إليه مصابيح الإنارة، ولا تعد هذه العمليات بالحجم الذي يفرض تصوريها وإرسال الشريط إلى قناة "الجزيرة" التي أصبحت تنفرد منذ تفجيرات "الأربعاء الأسود" في 11 أفريل الماضي بالعاصمة بأشرطة قاعدة الجزائر، لكن برأي متابعين للشأن الأمني ومسار التنظيمات المسلحة، فإن الهدف من نشر هذا الشريط هو إعلان التنظيم عن التحاق عبد القهار، الإبن الأصغر لنائب زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، بصفوف مقاتليه رسميا بعد 9 أشهر من "اختفائه" في ظروف غامضة، وظل مصيره مجهولا باستثناء المعلومات التي أدلى بها تائب سلم نفسه حديثا وأكد وجود عبد القهار في معقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال بضواحي بومرداس، وألمح إلى أنه "لم يكن مرغوبا فيه" بالقول أنه تعرض لإعتداء وتدخلت قيادة التنظيم لإنصافه. وظهر عبد القهار في الشريط، ولم تتغير ملامحه كثيرا باستثناء الزيادة في وزنه وشحوب وجهه الذي كان يميل إلى السمرة قبل أشهر عندما رأيته مع والده في مناسبات عديدة وقد ظل يرافقه بعد زواج نجله عبد الفتاح، وعمر عبد القهار هو عمر والده في السجن، ولد بعيدا عنه وكان أكثر إلتزاما مقارنة بأخويه، وكان عبد القهار في الشريط، يرتدي لباس رفقائه في الجبل، قميص أخضر عليه سترة عسكرية تحمل حافظ ذخيرة، ويضع قبعة صوفية على رأسه، ويحمل سلاحا من نوع كلاشينكوف وسط غابة تحيط به الحشائش، وكان رفقة شخصين بنفس الهندام، أحدهما متقدم في السن والثاني يضع لثاما أسود على وجهه، وكان يتحدث عبد القهار، لكن الشريط لم يبث تدخله، وقد نحصل عليه لاحقا، حيث كان يبدو واثقا وصامدا، وبرأي مراقبين، فإن قيادة التنظيم تحت إمارة درودكال عبد المالك المدعو أبو مصعب عبد الودود وفي ظل عجزه عن تجنيد عناصر جديدة مؤخرا، سعى لتوظيف ورقة إبن علي بن حاج لإقناع أترابه بالإنضمام للتنظيم و"الجهاد"، خاصة وأن المراهق كان لديه العديد من رفقائه "الملتزمين" الذين إلتحق بعضهم بالتنظيم حسب ما تردد من معلومات، وكانت قيادة التنظيم قد ركزت على صورة الإنتحاري مروان بودينة "معاذ بن جبل" الذي نفذ تفجير مبنى رئاسة الحكومة في عمليات 11 أفريل الماضي، في شريط مصور كان الهدف من هذا التركيز حسب مراقبين، "إغراء" الشباب في سنه. مقاطع الشريط المصور الذي بثته "الجزيرة"، أشار كذلك إلى تجنيد درودكال لعناصر أجنبية، كما سبق أن أشارت إليه "الشروق اليومي" في وقت سابق، يعكس على صعيد آخر، عدم إستقطاب عناصر جزائرية، حيث سبق توقيف ليبيين كانوا بصدد الإلتحاق بالتنظيم الإرهابي بالعاصمة قبل أسابيع، ويملك هؤلاء المغاربة سوابق عدلية في النشاط المسلح، كما يشير إليه الشريط من أنهم مطلوبون من طرف أجهزة الأمن المغربية، ويكونوا قد فروا وتسللوا إلى الجزائر عبر الحدود، ويشير متتبعون للملف الأمني إلى أن الحديث عن "تجنيد مغاربة في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، محاولة من قيادة التنظيم الذي يواجه موجة إستياء منذ تفجيرات 11 أفريل، بسبب عدم إستنادها لأي تبرير شرعي، للتأكيد على إستغلال خبرة هؤلاء لتنفيذ عمليات إنتحارية جديدة كما هي سائدة في المملكة المغربية وعليه لا يستبعد لجوء التنظيم لتنفيذ عمليات إنتحارية بإستعمال الحزام الناسف، بينما يرى آخرون، أن التنظيم يسعى للخروج عن الطابع المحلي بتجنيد عناصر من المغرب العربي ومالي، وكان أبو مسلم في مراسلة سابقة للأمير عبد الودود قد نهاه عن القيام بعمليات خارج الجزائر، إقتداء بالزرقاوي أمير القاعدة في بلاد الرافدين الذي رفض إخراج نشاطه خارج العراق. نائلة.ب:[email protected]