رُصد غلاف مالي قُدر ب 15 مليار دج للنهوض بالتنمية بولاية تمنراست، كما أعلن عن ذلك مسؤول بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وأوضح الأمين العام للوزارة، صلاح الدين دحمون، خلال لقاء جمعه بممثلي المجتمع المدني بتمنراست، في أعقاب زيارة العمل التي أختتمت مؤخرا، أن هذا التمويل يهدف إلى الدفع بعجلة التنمية عبر ولاية تمنراست والولايتين المنتدبتين عين قزام الحدودية وعين صالح. وتحدث السيد دحمون الذي قاد وفدا من مختلف القطاعات، ممثلا في الأمناء العامين لسبع دوائر وزارية عن مقاربة السلطات العمومية الرامية إلى المتابعة المنتظمة، وتقييم الجهد التنموي وتعميمه عبر مجموع تراب الولاية، مؤكدا في ذات الوقت على التكفل بشتى الإنشغالات، التي رفعت من قبل السكان المحليين خلال زيارات سابقة وإطلاق كل المشاريع التي تم إقرارها أثناء تلك الزيارات. وأضاف أن السلطات العمومية تعتمد مقاربة جديدة بخصوص تنمية الأقاليم التي ترتكز على الدراسات المعمقة التي قدمها المركز الوطني للتهيئة العمرانية التابع لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، مشيرا أن الهدف المتوخى من ذلك يتمثل في تحقيق تنمية بشرية "حقيقية" والإنتقال من الجانب الكمي إلى النوعي في طرق تسيير الهياكل والموارد بهدف ضمان تسيير ناجع للمنشآت الإجتماعية الإقتصادية. وتابع ذات المسؤول أن الهدف يتمثل أيضا في تنمية المنطقة واستحداث منطقة امتياز إقتصادي والنهوض بحركية التنمية في الجنوب الكبير باعتماد ورقة طريق مدروسة والتي تعكس مختلف الإقتراحات المقدمة، كما نوه بمساهمة سلطات الولاية في رصد التطلعات المحلية في مختلف قطاعات النشاط التي تمت دراستها في فترة وجيزة في إطار اللجنة الوزارية المشتركة. ولدى تذكيره بالمنجزات المحققة بهذه الولاية، كشف الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية أيضا عن إنجاز أكثر من 41.000 سكن تتراوح نسبة تقدم الأشغال بها ما بين 90 و95 في المائة، والمشروع العملاق لتحويل مياه الشرب إنطلاقا من عين صالح على مسافة تتجاوز 700 كلم، بغرض تموين المنطقة بالمياه الصالحة للشرب والتي سيكون توزيعها 24/24 خلال عشرة أيام القادمة وإنجاز مستشفيات جديدة بكل من تمنراست "200 سرير" وعين قزام وتين زواتين "60 سرير لكل واحدة منها" وأيضا عيادة متعددة الخدمات بتمنراست. ويضاف إلى ذلك مشروع إنجاز معهد للتكوين في الشبه الطبي، ومطاعم مدرسية والتزويد بتجهيزات الطاقة الشمسية في مختلف المجمعات المدرسية وأيضا تزويد كافة الثانويات بداخليات، وتوزيع 32 حافلة جديدة للنقل المدرسي، مثلما ذكر السيد دحمون، مشيرا أن كل هذه المشاريع ستستفيد من مرافقة اللجنة الوزارية المشتركة ضمن مقاربة تشاركية. من جهة أخرى، جدد المسؤول نداءه إلى الشباب للتوجه نحو التكوين المهني بهدف ضمان العنصر البشري المؤهل الذي سيظل في قلب العملية التنموية وشرط نجاح المشاريع بالمنطقة، وفي نفس السياق، دعا السيد دحمون الشباب إلى تنظيم أنفسهم في إطار جمعوي وفي تعاونيات بما يسمح لهم بالإستفادة من الإمتيازات التي أقرتها الدولة، ومن الأراضي الفلاحية مع توفير المياه والكهرباء مؤكدا في السياق ذاته أن التشغيل يظل مرهون بتكوين مستثمرين شباب الذين يراهن عليهم في تفعيل التنمية، وهم مشبعين بالروح المقاولاتية دون انتظار تشغيلهم من قبل الإدارة. وتمحورت إنشغالات المواطنين خلال هذا اللقاء حول قضايا ذات صلة بالطرقات وفك العزلة وآبار الري وتجهيزها والدعم الفلاحي والتربية والصحة، وكان الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية صلاح الدين دحمون، قد رافقه خلال هذه الزيارة التي شرع فيها الأحد الماضي إلى ولاية تمنراست، الأمناء العامون لوزارات الأشغال العمومية والنقل والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والتربية الوطنية والسكن والعمران والمدينة والمالية والفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والموارد المائية. ق. م