ارتفع سعر صرف الأورو والدولار، الأحد، بشكل ملفت بالسوق السوداء للعملة الصعبة على مستوى ساحة بور سعيد بالعاصمة، ليبلغ سعر بيع الأورو 216 دينار وشرائه ب214 دينار، فيما بلغ سعر اقتناء الدولار 187 دينار وبيعه 185 دينار، وهذا لأول مرة، مسجلا بذلك رقما قياسيا، حيث أنهم تعودوا وطيلة السنوات الماضية على زيادة الطلب على العملة الصعبة. ووفقا لما يؤكده صرافون بسوق العملة الصعبة ب"السكوار" بالعاصمة ل"الشروق"، فإن ارتفاع سعر صرف الأورو والدولار، الأحد، بشكل ملحوظ، أين تم تداول العملة الأوروبية ب21 ألفا و600 دينار لكل مائة وحدة، وهو رقم مرتفع، ترجمه الإقبال الشديد على هذه العملة من طرف عدد كبير من الزبائن، يتقدمهم التجار، وأصحاب الأموال المدخرة في المنازل، إذ شهدت السوق تهافتا قويا، وتم طلب كميات ضخمة من الأورو والدولار الذي بلغ سعر مائة وحدة منه أيضا 18 ألفا و700 دينار. وحسب التجار، يشهد سعر العملة الصعبة ارتفاعا متزايدا منذ شهر ديسمبر الماضي تزامنا مع احتفالات رأس السنة الجديدة وعمرة المولد النبوي الشريف، واستمر الارتفاع مع بداية السنة الجديدة ليزداد حدة مع اقتراب تاريخ الاستحقاقات الرئاسية، المنتظرة يوم 18 أفريل المقبل، وهي الظاهرة التي تعود عليها تجار السوق الموازية للعملة الصعبية، مع اقتراب موعد كل استحقاق سياسي، إذ يقبل الكثير من أصحاب الأموال على تحويلها إلى عملة صعبة، بحثا عن ملاذات آمنة لضمان استقرار قيمة مدخراتهم، بعيدا عن أي تخفيض أو انهيار قد تشهده قيمة العملة الوطنية الدينار. وفي سياق متصل، تشهد أسعار العملة الصعبة استقرارا على مستوى بنك الجزائر، أو السوق الرسمية، حيث بلغ أمس سعر صرف الأورو 135 دينارا والدولار 119 دينارا، حيث تعرف قيمة الدينار استقرارا أمام العملات الصعبة على مستوى السوق الرسمية منذ بداية سنة 2019، في الوقت الذي سبق وأن حذر الخبراء والأخصائيون من انخفاض قيمة العملة الوطنية وزيادة مستويات التضخم خلال السنة الجارية، وما ينتج عنها من انهيار أكبر للقدرة الشرائية في حال استمرار عملية طبع النقود، في حين ردت وزارة المالية على هذه الانتقادات بالقول أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتحكم في مستوى التضخم.