خرج آلاف الطلبة، عبر مختلف الجامعات والمراكز الجامعية عبر الولايات، في مسيرات وتجمعات سلمية، مطالبين الرئيس بوتفليقة بالعدول عن الترشح للعهدة الخامسة، وكذا مباشرة التغيير والإصلاحات، حرص الجامعيون على النأي بأنفسهم، عن أي جهة سياسية أو حزبية. وباستثناء بعض الحوادث المتفرقة، غلب الطابع السلمي على حراك الطلبة، الذي اتسم بالتنظيم المحكم، وقوبل بمرونة في التعامل معه من قبل قوات الأمن، التي أدارت المظاهرات بحكمة واحترافية. شعارات رافضة للعهدة الخامسة في "انتفاضة" جامعات العاصمة ففي العاصمة، شملت الحركات الاحتجاجية جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة، وكلية بن عكنون، وبوزريعة، سعيد حمدين، القبة وباب الزوار بالعاصمة، إذ حمل الطلبة الأعلام الوطنية ولافتات تدعم المسيرات التي شهدتها الجزائر الجمعة الماضي، هاتفين بشعارات سياسية مطالبة بالتغيير والإصلاح، وعدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح للرئاسيات المقررة في 18 أفريل کما رددوا أناشيد وطنية وشعارات تعکس وعي الطالب الجامعي الذي وقف وقفة سلمية واحدة، في حين تكرر سيناريو توزيع الورود على عناصر الشرطة، مع الحفاظ على الاحتجاجات على مستوى الحرم الجامعي لتفادي أي انزلاقات. بساحة البريد المركزي، اصطفت المدرعات وشاحنات نقل قوات مكافحة الشغب والشرطة القضائية، ورغم أن الوضع بدا طبيعيا، فإن مصالح الأمن حرصت على تفادي أي تجمع يفوق ثلاثة إلى أربعة أشخاص، وهو ما ظهر جليا من خلال انتشار رجال الأمن بالزي المدني الذين كانوا أكثر عددا من الأعوان ذوي الزي الرسمي، بينهم العنصر النسوي في محيط جامعة الجزائر، فيما تم السماح للصحافيين فقط بالتقرب للقيام بمهمتهم بالتغطية من الخارج. كما لوحظ تحليق مروحية فوق سماء العاصمة لرصد أي حركة قد تؤدي إلى وقوع انزلاق أمني محتمل، فيما بدت الحركة المرورية هي الأخرى طبيعية، ولم تنقطع رغم كل التعزيزات، لكنها بطيئة جدا بسبب فضول السائقين الذين أطلقوا أصوات أبواق السيارات، وأكثر من ذلك، فإن المحلات المحاذية للساحة المركزية للبريد المركزي على امتداد شارع الجامعة إلى ديدوش مراد، فتحت بشكل عادي بما في ذلك المقاهي والمخابز وحتى محلات بيع الملابس والمطاعم، وقد أرجع البعض ممن تحدثت معهم "الشروق"، ذلك إلى التعزيزات الأمنية والشعور بالأمان من احتمال وقوع أي انفلات. طلبة "يتسربون" إلى الشارع! تمكن طلبة معهد السياحة من مغادرة الحرم الجامعي، حيث تم محاصرتهم في بداية الأمر داخل النفق الجامعي بساحة أودان، قبل أن يفلتوا من قبضة الأمن باتجاه الحديقة المقابلة للبريد المركزي، مرددين عبارات "سلمية سلمية"، "جزائر حرة ديمقراطية"، "لا نريد أن ننضم إلى قافلة هجرة الأدمغة"، وغيرها من العبارات، فيما نجح طلبة جامعة بوزريعة بدورهم في اجتياز أسوار الحرم الجامعي والخروج إلى الشارع عبر مدخل ثانوي غير محروس من طرف قوات الأمن رافعين شعارات "لا للعهدة الخامسة" و"ضرورة احترام مؤسسات ودستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"، متوجهين نحو وزارة الدفاع الوطني، إلا أن مصالح الشرطة منعتهم من ذلك وحاصرتهم في منطقة "السكالة" بأعالي الأبيار. "سلمية.. سلمية" في كل الجامعات شارك الآلاف من الطلبة وحتى الأساتذة في مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة بجاية انطلقت من القطب الجامعي تارڤة أوزمور لبجاية وصولا إلى مقر الولاية، رافعين العلم الوطني والعديد من الشعارات، للمطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي، داعين رئيس الجمهورية إلى عدم التقدم لعهدة جديدة. كما خرج، صبيحة الثلاثاء، المئات من طلبة أقسام وكليات جامعة تيزي وزو، في مسيرة سلمية انطلقت من الجامعة وصولا إلى مقر الولاية، مرورا بالشوارع الرئيسية للمدينة، رافعين الرايات الوطنية تحت شعارات سياسية مطالبة بالتغيير، وعدول الرئيس عن الترشح. وتوقفت الدراسة عبر الكليات والأقسام التابعة لجامعتي البليدة "1" و"2″، وخرج آلاف الطلبة في احتجاجات سلمية مناوئة للعهدة الخامسة. فبجامعة سعد دحلب، خرج الطلبة وساروا عبر الطريق الوطني رقم 29 في شقه الرابط بين أولاد يعيش وحي عدل. وبجامعة لونيسي على بالعفرون، حالت التعزيزات الأمنية المشددة والحاجز الذي شكلته عناصر مكافحة الشغب التابعة لقوات الدرك الوطني دون خروج المتظاهرين، نحو الطريق السيار شرق غرب، ليتجمع الطلبة المحتجون عند المدخل الرئيسي ورددوا شعارات سياسية مطالبة بالتغيير. مسيرة تقطع 10 كيلومترات وفي جنوب البلاد، خرج المئات من طلبة جامعة قاصدي مرباح بورقلة في مسيرة حاشدة انطلقت من القطب الجامعي للعلوم السياسية والعلوم الإنسانية والاقتصادية، وبدأ الطلبة في التجمع قرب إدارة كلية العلوم السياسية في شكل أفواج بمشاركة أساتذة يعدون على الأصابع. وتحولت الوقفة بعد زهاء نصف ساعة إلى مسيرة انطلقت صوب عاصمة الولاية، حيث وجد الطلبة أنفسهم محاصرين من طرف قوات الشرطة، إذ قطع الطلبة نحو 10 كلم مشيا على الأقدام مرددين شعارات مختلفة. وتظاهر المئات من طلبة جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي، حيث طافوا بمختلف الكليات في مسيرات سلمية لم تتخط أسوار الجامعة، كما استجاب طلبة الجامعة الإفريقية بأدرار، إلى دعوات تنظيم المسيرات، وسار نحو 500 طالب. ونظم المئات من طلبة المركز الجامعي الحاج موسى اخموك، وقفة سلمية بالشارع المحاذي للمركز وصولا إلى وسط المدينة، وقد عرفت المسيرة أجواء تنظيمية جيدة، وسط تواجد أمني مكثف، كان يراقب عن بعد. تلاميذ يلتحقون بالحراك الطلابي وبتيارت خرج المئات من طلبة جامعة ابن خلدون إلى الشارع في مسيرة، مرت عبر المدينة وانضم إلى المسيرة عدد من أبناء الأحياء التي تعبر عليها وهو ما تسبب في بعض المناوشات الخفيفة بين تلاميذ المتوسطات والثانويات، التي تعيش إضراب الأساتذة فيها من جهة، ومع رجال الشرطة من جهة أخرى، بعد محاولة أطفال وضع حجارة أو صناديق قمامة في الطريق. وفي غرب البلاد تظاهر المئات من طلبة جامعة مصطفى اسطمبولي في ولاية معسكر، بطريقة سلمية، حيث جابوا عدة شوارع رئيسية. وقد وقف الطلبة في وضع سلمي داخل بهو الجامعة وحتى الطريق الرئيسي المزدوج قبل أن يعودوا لجامعة اسطمبولي وسط تأطير أمني كبير. حس حضاري عال ووقف عشرات الطلبة الجامعيين لمختلف كليات جامعة مولاي الطاهر بسعيدة، في وقفة سلمية، بهو كلية العلوم والتكنولوجيا. وقام المتظاهرون بتنظيف الساحة والانصراف بطريقة هادئة. وخرجت أمس، أعداد كبيرة من طلبة جامعة حسيبة بن بوعلي في مسيرة حاشدة، محكمة التنظيم جابوا خلالها طلبة القطب الجامعي بأولاد فارس جميع كلياتها دون الخروج من أسوارها. ولم تكن الأجواء مختلفة بمدينة خميس مليانة في عين الدفلى، إذ خرج طلبة جامعة "جيلالي بونعامة" مطالبين بالتغيير، حيث جابت المسيرة التي انطلقت من داخل الجامعة بحي عاجة بالضاحية الجنوبية، لتجوب شوارع المدينة. وكل هذا تحت أعين رجال الشرطة. ونفس الوضع عاشته بلدية جليدة، حيث خرج بعض الثانويين ليجوبوا شوارع المدينة دون تسجيل حوادث. وبالمسيلة، لم يتخلف الطلبة الجامعيون، عن هذا الحدث، حيث نظم المئات حركة احتجاجية سلمية داخل الحرم الجامعي، كما نظم المئات منهم مسيرة لمسافة تناهز كيلومترين، انطلاقا من الجامعة القديمة إلى غاية القطب الجامعي، في أجواء سلمية تميزت بالتنظيم والهدوء. فطنة وتفادي للانزلاق وخرج طلبة جامعة الثامن ماي 45 بقالمة، في مسيرة سلمية جابت مختلف الشوارع الرئيسية بوسط مدينة قالمة، للمطالبة بالتغيير. وانطلقت المسيرة السلمية من مختلف كليات الجامعة، من مقر جامعة 8 ماي 45، حيث التقت حشود الطلبة، ثم جابوا عدة نقاط، لتنتهي المسيرة، عند النصب التذكاري للرئيس الراحل هواري بومدين. وخرج طلبة جامعة الشاذلي بن جديد بالطارف، في مسيرة سلمية جابت الشوارع الداخلية لعاصمة الولاية وانتهت بساحة الاستقلال. أين تجمعوا بمقام الشهداء قيد الإنجاز. وفي عنابة عرف القطبان الجامعيان، مسيرتين شارك فيهما مئات الطلبة ولكنها لم تخرج عن أسوار الجامعة، واختلف الطلبة في مسألة خروج المسيرة إلى الشارع، ليخلصوا في الأخير إلى استبعاد هذا الخيار، خوفا من وقوع انزلاقات. لا تفريط في سلمية المسيرات توقفت الدراسة بجامعة منتوري بقسنطينة في الأقطاب الثلاثة، وحتى بعض الاختبارات الفصلية، وتميز التظاهر بكثير من النظام في الأقطاب الجامعية الثلاثة، وبالرغم من أن الفضول جلب العديد من الشباب القاطنين بالمدينة الجديدة علي منجلي، إلى أسوار الحرم الجامعي، خاصة في القطب الجامعي الثالث إلا أن المسيرات الداخلية لم تخرج إلى الشارع، وكان المطلب هو نفسه بين الأقطاب الثلاثة التي توحدت بنظامها وأيضا بسلميتها. تجمع صباح أمس، المئات من طلبة جامعة جيجل بقطبيها المركزي بعاصمة الولاية والقطب الجامعي بتاسوست أمام مقر بلدية جيجل، في مسيرة سلمية استمرت طيلة الفترة الصباحية وقد التقت إثرها المسيرتان، اللتان التحق بهما طلبة بعض ثانويات الولاية الذين سبق أن ساروا أول أمس في شوارع جيجل. كما تظاهر طلبة من جامعة محمد خيضر ببسكرة أمس، للمطالبة بما وصفوه بالإصلاحات والتغيير ورفض العهدة الخامسة، وسط أجواء من الهدوء والتنظيم المحكم. تجميد الامتحانات كما نظم طلبة جامعة 20 أوت 1955، بسكيكدة احتجاجا، وخرجوا بالآلاف في مسيرة سلمية، وشارك الآلاف من الطلبة والطالبات من مختلف المعاهد والكليات، في مسيرة دعت إليها مختلف الصفحات الفايسبوكية، ورفع الطلبة شعارات وهتافات ضد ممارسات سياسية اعتبروها مرفوضة. ونظم طلبة جامعة الشيخ العربي بتبسة، وقفة احتجاجية بحرم الجامعة، رافعين الأعلام الوطنية، وقد حاول البعض من الطلبة الخروج إلى الطريق العام، والتنقل إلى كليات أخرى، إلا إن المنظمين منعوهم من مغادرة حرم الجامعة. ولم تثن الأمطار والثلوج الطلبة عن تنظيم وقفتهم. كما خرج المئات من طلبة كليات ومعاهد، جامعتي عباس لغرور بخنشلة، والعربي بن مهيدي بأم البواقي، في مسيرتين سلميتين، داخل الحرم الجامعي. وقد لجأت إدارة الجامعتين، إلى تجميد كل الامتحانات.