سيشهد ملعب نابولي بجنوب إيطاليا، بداية من الثامنة والنصف من سهرة الثالث من مارس، مباراة قوية وهي مباراة الموسم في الدوري الإيطالي بين نابولي وجوفنتوس، وبالرغم من أن فوز نابولي بالمقابلة لن يغيّر شيئا لأنه سيجعل الفارق بينه وبين جوفنتوس عشر نقاط كاملة، إلا أنها مباراة مهمة بالنسبة لنابولي ليقول بأن الفارق في المستوى بينه وبين رفقاء رونالدو قد تقلص وبالتالي بإمكان نابولي أن يحلم الموسم القادم بالمنافسة على اللقب بعد السيطرة التي فرضها جوفنتوس على الدوري منذ قرابة عقد من الزمن، تزامنا مع مشروع نابولي الكبير للتحوّل إلى قوة كروية أوروبية. ما يهم الجزائريون أكثر في هذه المباراة، هو محلّ اللاعبين المدافع فوزي غولام وخاصة المهاجم آدم وناس في إعراب هذه المباراة، فالصغير آدم لا يخيّب في كل إقحام له سواء ضمن التشكيلة الأساسية أو كاحتياطي، وفي جعبته لحد الآن أربعة أهداف جميعها جميلة، وفيها الكثير من العمل الفردي والإصرار، ومع ذلك فإن المدرب الإيطالي أنشيلوتي سيوظف بكل تأكيد الإسباني صاحب ال 32 كجناح أيمن، وسيترك صاحب ال 22 سنة آدم وناس على مقاعد الاحتياط وقد لا يشركه إطلاقا، ظنا منه بأن خبرة كاليخون قادرة على إعطاء الإضافة وتحقيق الفارق، في مباراة هي في حدّ ذاتها بطولة بالنسبة لمشجعي نادي الجنوب. كل الأرقام تصبّ في صالح الدولي الجزائري آدم وناس على حساب إبن ريال مدريد كاليخون، فآدم وناس لم يلعب سوى 350 دقيقة في الدوري الإيطالي، منذ بداية الموسم وسجل فيه ثلاثة أهداف منها اثنان في نابولي وهدف في بارما، بمعدل يقارب هدف واحد في كل 115 دقيقة بينما لعب كاليخون ستة أضعاف الدقائق التي لعبها آدم وناس أي 1718 دقيقة، وسجل هدفا واحدا، مما يعني أن وناس حاسم أكثر من كاليخون وفارق شاسع، وكلاهما ينشطان على الجهة اليمنى. وفي كل المباريات التي لعبها آدم وناس فاز فيها فريق نابولي بنتائج ثقيلة، وأشعل الجبهة اليمنى ومنح لبقية اللاعبين سواء في الوسط بقيادة البولوني ميليك أو البلجيكي مارتينس أو على اليسار في وجود الإيطالي إنسيني الحلول والراحة وإمكانية المناورة بفاعلية أكبر. أكمل الإسباني كاليخون في ال 11 من شهر فيفري الثانية والثلاثين، وأكمل آدم وناس في نوفمر الماضي الثانية والعشرين ربيعا، وفارق العشر سنوات، هو الذي تعتمد عليه إدارة نابولي وطاقمها الفني بقيادة أنشيلوتي في جعل آدم وناس يُطهى على نار باردة، خاصة أن إتجاها قويا في نابولي يتحدث عن المغادرة المحتملة لكاليخون الذي يمضي حاليا موسمه السادس مع نادي نابولي، ويطمح في الحصول على أول لقب له مع الفريق وهو أوربا ليغ الذي سيلعب مباراته في الثمن النهائي مع فريق في المتناول، سيزيد من حظوظ نابولي في الفوز بلقب سيكون الثاني في نفس المنافسة منذ لقب حصل عليه في زمن مارادونا. كل المباريات التي سجل فيها آدم وناس لم تكن قوية، حيث سجل في الدوري الإيطالي في مرمى ساسولو الذي يحتل المركز 11 وفروزينوني صاحب المركز ال 19 وبارما المتواجد في المركز ال 12 إضافة إلى هدف في أوربا ليغ في مرمى نادي زيوريخ المتواضع، وهو ما جعل هذه الأهداف بالرغم من جمال الهدفين الأولين، تمرّ من دون أن تثير عالم الكرة. وآدم وناس يطالب بحظه في المشاركة في مباراة قوية مثل مواجهة جوفنتوس حتى يكون لأهدافه صدى قويا، خاصة أن غزلا كرويا حدث بينه وبين مدربه بعد هدفه في بارما، حيث سجل هدفا بعد دقيقتين فقط من دخوله، إذ أثنى أنشيلوتي على اللاعب وردّ اللاعب بالحديث عن تطوره في زمن المدرب الحالي عكس ما كان الحال عليه في زمن المدرب ساري، فهل يفاجئ انشيلوني رفقاء رونالدو ومتابعي الدوري الإيطالي بإقحام آدم وناس ضمن المنظومة الهجومية الأساسية لنابولي أمام جوفنتوس، وهل يكون آدم في المستوى في مواجهة أحد أحسن فرق الكرة في العالم؟ ب. ع