تجدد القصف المتبادل بين الهندوباكستان في كشمير بعد حديث رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن تسليم الطيار الهندي الأسير. وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه للهند في مواجهة "الإرهاب"، بينما تواصل واشنطن اتصالاتها لخفض التوتر. وأصيب تسعة مدنيين جراء القصف الهندي لقرى محاذية لخط الهدنة الفاصل بين شطري إقليم كشمير. وتعرضت ثلاثة قطاعات في كشمير لقصف متبادل بين الجيشين الهنديوالباكستاني، وذلك بعدما أعلن خان أمام البرلمان أن الطيار الهندي الذي أسره الجيش الباكستاني الأربعاء سيعود إلى الهند الجمعة، في بادرة حسن نية من إسلام آباد. وأضاف خان أنه حاول التواصل مع نظيره الهندي ناريندرا مودي، وكرر عرضه لإجراء مباحثات مع نيودلهي لمنع خطر حدوث "سوء في التقدير" بين الجيشين اللذين يمتلكان أسلحة نووية. ولم ترد الهند على عرض خان بعد، بينما قالت مصادر هندية إن على باكستان أن تهيئ الأجواء المناسبة قبل أي مبادرة دبلوماسية، كما قال مسؤولون بوزارة الدفاع الهندية إن الحكومة "سعيدة" لأن باكستان قررت إعادة الطيار. ووسط مساع دولية لاحتواء الأزمة، أجرى بوتين الخميس اتصالا برئيس وزراء الهند، معربا عن أمله في تسوية الأزمة بأسرع وقت ممكن، لكنه أكد دعمه للهند في محاربة "التهديدات الإرهابية". من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه تحدث مع الزعيمين الهنديوالباكستاني وحثهما على تجنب "أي تحرك من شأنه تصعيد الخطر وزيادته بشدة". كما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن باتريك شاناهان القائم بأعمال الوزير يجري اتصالات مع مسؤولين كبار في الجيش الأميركي بشأن الوضع، وأنه حث البلدين على تجنب مزيد من التحركات العسكرية. وبدأ التوتر الأخير بين الهندوباكستان يوم 14 فبراير/شباط الجاري إثر هجوم استهدف دورية في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، أسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا، ثم شنت الهند غارة الثلاثاء على ما قالت إنه معسكر لجماعة "جيش محمد" في الشطر الذي تسيطر عليه إسلام آباد من الإقليم. والأربعاء، أعلن الجيش الباكستاني أسر طيار بعد إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الهندي اخترقتا مجاله الجوي، بينما تقول الهند إنها أسقطت طائرة باكستانية وفقدت طائرة في هذه العملية.