أثار القميص الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي كشف عنه الاتحاد الجزائري لكرة القدم مساء الخميس، جدلا واسعا مجددا على شاكلة ما حدث قبل أربع سنوات عندما قامت الإدارة السابقة للفاف بتقديم قميص المنتخب على أساس أنه جديد، قبل أن يتم اكتشاف أنه نسخة مقلدة لقميص حارس مرمى نادي بالميراس البرازيلي، وتسبب الأمر وقتها في فضيحة وحرج شديد لمسؤولي الفاف والمنتخب الوطني. أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم عبر موقعه الرسمي الالكتروني، عن قميص المنتخب المنتخب الوطني الذي سيشارك به في نهائيات كأس الأمم الأفريقية في مصر بالصيف المقبل، بعدما انتهت الشركة الألمانية “أديداس” من تصميمه لأجل المسابقة القارية. ونشرت الفاف تسجيلاً مصوراً، يظهر الإعلان عن التصميم الجديد لقميص الخضر، الذي يظهر بلونيه الأخضر والأبيض، على أساس أنه هو القميص الذي سيرتديه اللاعبون في “كان 2019″، وحمل الزي الرسمي الجديد نجمة واحدة، في إشارة إلى تتويج الخضر بكأس أمم إفريقيا عام 1990، التي استضافتها الجزائر، وكذا رسم لحيوان الفنك ما بين الكتفين في ظهر القميص. وبعد انتشار صور القميص “الجديد” للخضر، ظهرت عدة ردود فعل مختلفة، كانت أغلبها سلبية، حيث اتضح بأن القميص الأخضر نسخة مطابقة لقميص منتخب ألمانيا الذي شارك به في مونديال 2018، ويبلغ سعره نحو 35 يورو، ما أعاد للأذهان سيناريو فضيحة قميص بالميراس البرازيلي. وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم بقيادة رئيسه السابق محمد روراوة، قرّر عدم تجديد العقد الذي كان مبرما مع شركة “بوما” في نهاية العام 2014، وتعاقدت الفاف بعدها مع “أديداس” فرع منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط والكائن مقره بمدينة دبي الإماراتية، بحسب التقسيم الجغرافي الذي تعتمد عليه الشركة الألمانية العملاقة، لكن القيادة الحالية للفاف قد روّجت لتجديد تعاقدها مع الشركة الأمّ ل”أديداس” بعد شد وجذب، إثر أزمة وقعت بينهما في صيف العام 2017 بسبب نوعية الألبسة وموعد وصولها المتأخر، حيث ساد الاعتقاد وقتها بأن الطرفين لن يقوما بتجديد العقد الذي انتهى فعليا في 31 ديسمبر من العام المنصرم، لكن الفاف أعلنت في يوم 31 جانفي الماضي عن إبرامها لعقد جديد لمدة أربع سنوات مع الشركة بمقرها في العاصمة الفرنسية باريس بحضور رئيس الفاف خير الدين زطشي ونائبه الأول ربوح حداد وعضو المكتب الفدرالي رشيد قاسمي بالإضافة إلى المدير العام للإدارة، قبل أن تكشف أول أمس عن القميص الذي سيخوض به الخضر “الكان”، لكن وبعد الجدل الذي أحدثه “القميص”، بحثت “الشروق” الأمر جيدا، وتوصلت لبعض الحقائق وأولها أن الفاف لم تتعاقد مع الشركة الأمّ ل”أديداس” مباشرة أو فرعها في العاصمة الفرنسية باريس، وإنما مع موزع رسمي للشركة يقع مقره في باريس وهي مؤسسة “ميد غرانت” التي يديرها رجل أعمال جزائري يدعى جمال مسّعدي، حسب موقع هذه المؤسسة على الأنترنيت، والذي كشف أيضا عن مفارقة غريبة، وهي أنه يستعد للإعلان عن قميص الخضر الجديد بعد 30 يوما أي في الفاتح من شهر ماي القادم، ما يطرح جدلا واسعا حول القميص الذي أعلنت عنه الفاف يوم الخميس والذي قالت بأنه خاص ب”الكان”، رغم أن شريكها أعلن عن اقتراب الكشف عن القميص الجديد. ومن المفارقات أيضا أن ممول الفاف بالألبسة والعتاد الرياضي، هو الموزع الرسمي لعلامة رياضية أخرى وهي “ريبوك”، فضا عن أن نفس الشركة مختصة أيضا في تسويق المعدات الطبية والجراحية والأدوية، وتملك عدة مقرات لها بالجزائر. ومن بين الأمور التي أثارت أيضا ردود أفعال سلبية لدى الجماهير والمتتبعين، هو ظهور الصحفي اسماعيل بوعبد الله الذي يشتغل بقنوات “بي إن سبورتس” في العاصمة الفرنسية، في الفيديو الترويجي لقميص المنتخب الوطني، وبالرغم من انتشار أخبار عن أنه سفير شركة أديداس في الجزائر، إلا أن هذا الأمر واجه الكثير من الانتقادات من الجماهير التي قالت بأنه كان من المفروض إسناد عملية ترويج القميص للاعبي المنتخب الوطني الحالي أو على الأقل لاعبيه السابقين.