محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    النفقان الأرضيان يوضعان حيز الخدمة    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    "ترقية حقوق المرأة الريفية" محور يوم دراسي    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متظاهرون في “جمعة الحشر”: الشعب قرّر والجيش نفذ!
مسيرات حماية الحراك ومحاسبة اللصوص
نشر في الشروق اليومي يوم 06 - 04 - 2019

في أكبر مسيرة شعبية عرفتها الجزائر منذ 22 فيفري، لم يخلف الجزائريون موعدهم مع التاريخ في سابع جمعة للحراك، والأولى بعد رحيل الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، فخرجوا بالملايين في شوارع العاصمة وجميع ولايات الوطن، لمواصلة حراكهم الرامي إلى رحيل كل رموز النظام السياسي وتحرير كل مؤسسات الدولة من دوائر الحكم الفاسد واجتثاث العصابة.. موحدين على صيحة واحدة “إضراب عام لاسترجاع السيادة الوطنية ” ومؤكدين على وعي سياسي منقطع النظير، بمحاربتهم القوى التي تحكم من وراء الستار، عبر شعار “لا بن صالح لا بدوي الشعب يريد تغيير جذري”.
يتواصل هدير الشارع، لليوم ال53 ، منذ بداية المسيرات السلمية التي لم تتراجع قوتها رغم استقالة بوتفليقة، رافضا بأي شكل وتحت أي مبرر استمرار مافيا الحكم، لأن مطالب الشعب لم تحصن باستقالة الرئيس وتوثيقها رسميا لدى المجلس الدستوري مادام هناك عصابة أطلق عليها اسم الفريق الوطني للفساد، بل أصروا على مواصلة افتكاك مكاسب أخرى، على رأسها محاسبة العصابة من رجال السياسة والمال الفاسد، ممن يثبت تورطهم في قضايا فساد أو نهب المال العام.
في ساعة مبكرة من صبيحة الجمعة السابعة على التوالي غزا الملايين من المتظاهرين شوارع العاصمة قادمين من عدة ولايات، مطالبين برحيل جميع أفراد العصابة وحكومة تصريف الأعمال مع ضرورة المتابعات القضائية ومحاسبة كافة رموز النظام على خلفية نهبهم للمال العام، في مسيرات كانت أقرب إلى المهرجان الشعبي الاحتفالي، ولم يختلف إصرار المتظاهرين على الانتقال الديمقراطي الحقيقي من أجل “جزائر جديدة”، كما أعربوا عن دعمهم للجيش الوطني الشعبي مطالبين بمحاسبة العصابة مرددين “لن تلبس الجزائر ثوب الحداد مادامت القوات الخاصة بالمرصاد”، وكذا “الشعب قرر والجيش نفذ” إلى جانب الشعار المعروف منذ بداية المسيرات “جيش شعب خاوة خاوة”.
.. إنه يوم الحشر
بأعداد أكبر مقارنة بالمسيرات الست الماضية، عبر المتظاهرون عن الغضب الحارق الذي يعتمر صدورهم، فخرجوا بأعداد مهولة، في كل الشوارع، سيرا على الأقدام إلى المصب النهائي في شارع ديدوش مراد وساحة أودان وما يجاورهما، ولم ينتظر أبناء العاصمة الفراغ من صلاة الجمعة حتى يبدؤوا التظاهر الذي انطلق باكرا، كما شهدت على ذلك ساحة أول ماي التي كانت مركز تجمع القادمين من الضواحي الجنوبية والشرقية للعاصمة، بإصرار وعزيمة بدت أكبر على الوجوه التي تحررت نهائيا من كل ما يبعث على الخوف خاصة بعد استقالة الرئيس بوتفليقة، مرددين شعارات مؤيدة للجيش ويحملون الرايات الوطنية بكثرة ..
ومن بين أبرز الشعارات التي رفعها المتظاهرون في جمعة 5 من أفريل المناهضة للمسؤولين الحاليين، “لبلاد مخدومة من بكري.. من رئيس القسم في الابتدائي لرئيس بلاد في النهائي.. يتناحو قاع”، “قمامة غير قابلة للرسكلة.. ترحلوا يعني ترحلوا”، وشعار “الشعب يريد محاسبة عملاء فرنسا”، ولافتات كتب عليها عبارات ساخرة، من بينها “علاش خلاصو الكفاءات..”.
كما حمل المتظاهرون لافتات ضد بعض المسؤولين تعبر عن شدة الظلم والقهر اللذين عاشهما المواطنون بسببهم، أبرزها شعار “حكومة بن صالح.. بركات 60 سنة من المسرحيات”.
البريد المركزي متحف تاريخي بامتياز
قوة الجموع التي اندفعت، بعد أداء صلاة الجمعة، إلى ساحات الحراك، كانت بالقوة التي لا يمكن وصفها أو مقاومتها، بدا أنها يوم الحشر لكن “حشر العصابة” كما قال عمي السعيد أحد المتظاهرين الذي رفع علم الجزائر الذي يعود إلى سنة 1958 سلمه كريم بلقاسم إلى جدته، معتبرا أنه ملك لكل الجزائريين، حيث لا يزال فيه دم شهيد الثورة التحريرية الكبرى، وأكد ل”الشروق”، أنه بعد تحقيق مطالب الحراك الشعبي سيتم تنصيب هذا العلم في ساحة البريد المركزي التي تحولت دون منازع إلى متحف أقوى بكثير من “مقام الشهيد”.
وفي حدود الساعة الثانية والنصف كانت أغلب شوارع العاصمة مكتظة عن آخرها، شمالا وجنوبا، غربا وشرقا، وفيما فضل محتجون مواصلة التجمهر في نهج باستور، وشارع الدكتور سعدان، وساحتي أودان وأول ماي، وشارع حسيبة بن بوعلي، فإن آخرين فضوا السير نحو المجلس الدستوري، للمطالبة برحيل الطيب بلعيز، كما اتجه آخرون صوب مجلس الأمة لمطالبة بن صالح بالتنحية، فيما سار عدد معتبر من المتظاهرين بخطوات بطيئة مرددين “بدوي ارحل مع حكومتك البهلوانية”.
الباءات الثلاثة في فم المدفع
“الرحيل .. الرحيل.. فورا دون تعطيل”، ..”يا القايد نفذ وعودك ..الشعب يريد قبر العصابة”.. “بن صالح أفعى لا يؤتمن.. فقد أكل في كل الصحون”.. “بلعيز رئيس لا دستوري..ولاؤه للرئيس بوتفليقة وليس للدستور”.. “بدوي رمز التزوير الانتخابي وخادم العصابة المطيع”.. هي الشعارات الجديدة التي رفعها ورددها المتظاهرون منذ الساعات الأولى لأول جمعة دون بوتفليقة، فرحيل الباءات، كان أهم مطلب وأساسيا للجزائريين أمس، تأكيدا على شعار”يتنحاو قاع” الذي تبناه الشارع منذ الجمعة الثالثة، وذلك ضمانا لفترة انتقالية نظيفة بعيدا عن رجال الرئيس المستقيل الذي لم يكتف الجزائريون بعزله من الحكم فقط بل طالبوا أيضا بعزل كل رموز نظامه الفاقد للشرعية وفي مقدمتهم رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس الحكومة الجديدة نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري عبد القادر بن صالح، الذي يرفض الجزائريون تفويضه لرئاسة الدولة خلال الفترة الانتقالية.
كما حمل المتظاهرون يافطات مناهضة لتولي رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، الحكم بعد استقالة الرئيس بوتفليقة، أبرزها شعار: “لا بن صالح لا بلعيز.. لا لحكومة لمعيز”، “لا بن صالح لا بدوي الشعب يريد تغيير جذري”.
التشكيلة الأساسية “للفريق الوطني للفساد” تصنع الحدث
على مرمى حجر من النفق الجامعي حمل المتظاهرون لوحة لفتت انتباه الجميع وأخذت نصيبها من الاهتمام سواء من طرف المواطنين أو وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية كونها تضم أبرز الوجوه التي يطالب الحراك بالقصاص منها لتورطهم في النهب الذي مارسوه على امتداد أربع عهدات من فساد النظام السياسي، وليس هذا فقط بل وصلت بهم الحال إلى ما يشبه “تأليه” الرئيس العاجز، حسب ما أكده المتظاهرون ل”الشروق”.
وتضم اللوحة 12 اسما عشعش في نظام الحكم الفاسد وهم على التوالي السعيد بوتفيلقة، أحمد أويحيى، عمار غول، معاذ بوشارب، عبد القادر بن صالح، وعبد المالك سلال، نورية بن غبريط، الطيب بلعيز، عمارة بن يونس، علي حداد، الطيب لوح وهدى فرعون، حيث تم تشبيههم بالقراصنة مع وضع علامة لكل منهم مثل تغطية عين واحد لبن غبريط ووضع “عصابة” للسعيد بوتفليقة”، وغير ذلك من المشاهد الهزلية والفكاهية التي تميزت بها مسيرة الجمعة السابعة.
الزلابية والمسفوف في مسيرة “جمعة الحشر”
الزلابية، والحلويات والمياه المعدية والقهوة كانت حاضرة في مسيرة الجمعة السابعة، حيث تم توزيعها على المتظاهرين في ساحات البريد ، موريس أودان قبيل انطلاق المسيرة المليونية بعد صلاة الجمعة، فيما قامت عائلات قاطنة بمحاذاة ساحة أول ماي بتوزيع “المسفوف على المتظاهرين”.
ولم تغب مظاهر التكافل كذلك في شارعي ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي، التي بسطت موائد للطعام، تشارك كثير من المتظاهرين الأكل فيها مع بعضهم البعض.
كانت مليونية للجمعة السابعة رغم البرد والمطر
مسيرات حماية الحراك ومحاسبة اللصوص
لم تثن الأمطار والبرد الذي بلغت درجاته ما بين الأربع والثماني درجات زوال أمس الجمعة، في مختلف الولايات، مئات الآلاف من أبناء المنطقة بكل فئاتهم من المشاركة في الحراك الشعبي والمسيرات التي صنعت للأسبوع السابع على التوالي المشهد العام لشوارع عواصم الولايات وكبريات المدن.
ففي قسنطينة بعد يوم من النقلات الجوية تجمع عشرات الآلاف من المواطنين وغالبيتهم من العائلات في وسط المدينة ولكن هذه المرة بشعارات جديدة طالبت في غالبيتها بضرورة الإسراع في محاكمة من نهبوا أموال الشعب من دون استثناء مع الشفافية وإعلام المواطنين بكل صغيرة وكبيرة، ورفض المتظاهرون مرة أخرى حكومة نور الدين بدوي واعتبروها امتدادا للسلطة، وشارك في المسيرة أنصار شباب قسنطينة بقوة على بعد 24 ساعة من مباراة فريقهم ضد الترجي التونسي في ربع نهائي رابطة ابطال إفريقيا.
“الجيش حامينا.. الشرطة شرطتنا والدرك دركنا”
كما تواصل الحراك الشعبي في جيجل للجمعة السابعة، في ظل تضاعف حجم التفاؤل في الوسط الشعبي وسط ترحيب بدور المؤسسة العسكرية التي اختارت التكتل في الصف الشعبي، في حين تم تسجيل ارتفاع سقف المطالب وفي رقعة الحراك بعد أن شهدت مدينة الطاهير مسيرة في نفس الإطار، إضافة إلى الميلية وعاصمة الولاية جيجل، وكانت الشعارات واللافتات التي تم رفعها وترديدها مع الحفاظ على المطلب الرئيسي والمتمثل في رحيل العصابة التي استولت على الحكم بطريقة غير شرعية، وكانت من بين أهم الشعارات كما روج له من قبل المطالبة برحيل الحكومة الحالية، التي كانت تكملة لسلسلة من سوء التسيير، حيث جاءت مخالفة لجميع التوقعات ومعاكسة لما كان يطلبه الشارع.
ولم يتأخر أبناء بريكة بولاية باتنة كعادتهم هذا الأسبوع عن المسيرات في الجمعة السابعة من الحراك، حيث خرجوا بالآلاف وجابوا شوارع المدينة، رافعين العلم الوطني وهاتفين بحياة الجيش الوطني الشعبي، واللافت أن شباب الحراك بدوا هذه المرة في منتهى السعادة والابتهاج، وقد عبروا عن نشوتهم وفرحهم بالتحولات التي طرأت خلال الأيام الأخيرة على الساحة السياسية بالبلاد، وأبدوا دعما مطلقا للجيش الوطني الشعبي، ونادوا بصوت واحد: “جيش شعب خاوة خاوة”، فيما كتب على اللافتات التي رفعوها: “الجيش جيشنا وحامينا والشرطة شرطتنا والدرك دركنا”، كما رفعوا لافتات أخرى رافضة لما وصفوه بالباءات الثلاث، في إشارة منهم إلى بن صالح، بدوي، بلعيز، إلى جانب هتافات: “قايد صالح بليزبليز، لا نريد الطيب بلعيز”.
لا للحكومة.. نريد تغييرا كليا لا جزئيا
كما خرج ظهر الجمعة سكان ولاية قالمة، في مسيرة حاشدة للجمعة السابعة على التوالي، للتعبير عن مساندتهم للجيش الوطني الشعبي، هاتفين “جيش شعب خاوة خاوة” ومطالبين بضرورة رحيل حكومة بدوي، ورحيل عبد القادر بن صالح والطيب بلعيز. المسيرة انطلقت من مختلف أحياء المدينة باتجاه وسط مدينة قالمة وتحديدا نحو شارع سويداني بوجمعة، ومنه باتجاه ساحة 19 مارس قبالة مقر المجلس الشعبي الولائي، أين يتواجد النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين وبعدها نحو مقر الولاية، أين رفع المتظاهرون سلميا، لافتات وشعارات تدعو إلى رحيل وجوه النظام القديم أو ما أطلق عليهم تسمية الباءات الثلاثة.
وقام أبناء مدينة عنابة بتنظيم مسيرة حاشدة ردًّا على قرار التعديل الوزاري الذي أخذ مجراه بحر الأسبوع المنصرم، وهو القرار الذي ردَّ عليه أبناء مدينة عنابة على غرار باقي الولايات التي انتفضت بصوت واحد مُطالبة بالتغيير الكلي لا الجزئي ومطالبة بتنحية النظام من جذوره، وهو ما عكسته الشعارات والنداءات المتكررة لأبناء المدينة الذين توعَّدوا بمواصلة الوقفات الاحتجاجية في ظلّ تواصل النظام بإصدار قراراته المرفوضة من قبل الشعب. وتخلل المسيرة السلمية إبراز مناقب العديد من الشخصيات التاريخية من شهداء وشهيدات الوطن الذين يعكسون الماضي التاريخي للجزائر العريقة المعروفة بنُبل وحنكة أبنائها، حيث تمَّ عرض صورهم في اللافتات لإبراز دورهم الفعّال في خلق جزائر عريقة لا يمسّها سوء في ظل وقفة شعبها عليها.
وتجدد الحراك الشعبي بولاية بسكرة الجمعة بأغلب بلديات ولاية بسكرة أين خرج البساكرة ومن مختلف الفئات العمرية بتعداد قياسي لاسيما بعاصمة الولاية، حيث ردد المتظاهرون وبصوت واحد عديد الشعارات منها “ترحلوا قاع”، “لا لحكم العصابة”، “نحوّ العصابة نولوا لاباس” ليضاف إليها أمس وبشكل ملفت شعار “تتحاسبوا قاع” في إشارة إلى إصرار المتظاهرين ببسكرة على ضرورة توسيع دائرة المحاسبة لكل المتورطين في الفساد دون استثناء. كما ردد المتظاهرون على طول الشوارع التي قطعوها من وإلى ساحة الحرية بعاصمة الولاية شعارات أخرى عبروا من خلالها مجددا على وحدة الشعب والجيش ورفض الحكومة الحالية التي وصفوها بحكومة “البريكولاج والمرفوضة جملة وتفصيلا”، كما لم تسلم بعض الشخصيات والوجوه السياسية وغير السياسية من سخط المتظاهرين الذين نعتوهم بشتى النعوت من خلال الهتافات واللافتات، لتبقى السلمية والشعارات الوطنية حاضرة وبقوة في الحراك الشعبي ببسكرة أمس مع الإصرار على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق جميع مطالب الحراك الشعبي حسب ما ردده المشاركون عبر ربوع الولاية.
مسيرة حاشدة ضد “الباءات” في غليزان
“أوقفوا العصابة وحاسبوا المتورطين في الفساد”
تظاهر بعد صلاة الجمعة، آلاف المواطنين بغليزان، نساء ورجالا من مختلف الأعمار، في مسيرتهم السابعة عبر شوارع المدنية، انطلاقا من مسجد النور، مرورا بشارع محمد خميستي للمطالبة برحيل بدوي وحكومته غير الشرعية، والتأكيد على ضرورة القبض على كلّ أفراد العصابة التي يتزعمها سعيد بوتفليقة وتقديمهم إلى العدالة.
وقال المتظاهرون في هتافاتهم أنه يجب على مؤسسة الجيش، الإسراع في مرافقة تنفيذ مطالب الشعب الجزائري لتوقيف هذه العصابة التي عاثت في الأرض فسادا وعينت عملاءها في الولايات لنهب المال العام وإنشاء شركات وهمية، في إشارة إلى علي حداد والعديد من رجال الأعمال الذين اتخذوا من المنطقة الصناعية بسيدي خطاب مرتعا لمؤسساتهم وشركاتهم لسرقة المال العام تحت غطاء الاستثمار.
كما رفع المتظاهرون عدة شعارات منها، “جمعة إسقاط الباءات الثلاثة”، وإحالتهم على القضاء، كما اختلفت الهتافات وتعددت حسب تطورات المشهد السياسي، لكنها اتفقت على أنه حان الوقت لمحاسبة كل المسؤولين الذين عاثوا في الأرض فسادا سواء في الوطن عموما أو في ولاية غليزان التي نهبوا فيها الملايير بحجة بناء وتجسيد مشاريع، لا تزال متعثرة في الإنجاز.
وحسب بعض المتظاهرين الذين اقتربت منهم “الشروق”، فإن مقاضاة هؤلاء بفتح تحقيق قضائي ضدهم ينبغي أن يتم فورا لمعرفة مصير الملايير التي صرفت في مشاريع لا توجد إلا في الورق.
مسيرات ضخمة بولاية ميلة
“الجيش.. الشعب.. خاوة خاوة”
على غرار المسيرات السابقة، رسم أبناء ميلة أجمل الصور التي تعبر عن اعتزازهم بوطنهم الجزائر، حيث طغت شعارات جديدة ذات بعد سياسي واضح للجمعة السابعة من الحراك الشعبي، لخصت موقف الشعب من جهات السلطة، للتأكيد على السلمية والوحدة الوطنية ورفض بقاء من سموهم بالعصابة على غرار الباءات الثلاثة من مجلس الأمة والمجلس الدستوري عبر الهتافات المدوية الداعية غلى مواصلة الحراك بطريقة سلمية حضارية “الجيش الشعب خاوة خاوة”.
المسيرة شارك فيها لأول مرة عمار البيري رئيس تنسيقية معطوبي الجيش الوطني الشعبي، وقد انطلقت من عين الصياح وجابت مختلف الشوارع بعاصمة الولاية ميلة وصولا إلى مقر الولاية، وقد خرج ألاف المتظاهرين في اغلب بلديات ولاية ميلة غلى غرار وادي العثمانية، التلاغمة، شلغوم العيد، تاجنانت، القرارم قوقة المشسيرة، فرحيوة وغيرها وشارك فيها الأطفال والشيوخ والنساء.
مسيرة مليونية في بجاية بشعار:
“قولنا ڤاع.. يعني ڤاع”
نظم سكان ولاية بجاية، الجمعة، مسيرة مليونية شارك فيها الكبار والصغار، النساء والشيوخ، وحتى الرضع وذوي الاحتياجات الخاصة كلهم عزم على تطهير وطنهم من الفساد والمفسدين بشعار “قولنا ڤاع.. يعني ڤاع”، وقد انطلقت المسيرة كالعادة من محيط دار الثقافة باتجاه ساحة حرية التعبير “السعيد مقبل” مرورا بمقر الولاية وأغلب الشوارع الرئيسية للمدينة.
وردد المتظاهرون هتافات تدعو في مجملها إلى رحيل النظام بكل رجالاته بما فيهم ما أطلق عليهم “الباءات الثلاث” ويقصدون بذلك كل من “بدوي وبلعيز وبن صالح”، بشعار “لا لتجديد العصابة”، كما طالب المتظاهرون بمحاسبة كل رؤوس الفساد وفتح تحقيق في كل المشاريع المنجزة خلال العشرين سنة الماضية خاصة ما تعلق بتضخيم الفواتير وكذا ما تعلق بتحويل الأموال إلى الخارج وغيرها من الملفات كما طالبوا بحل البرلمان ومجلس الأمة بالإضافة إلى المجلس الدستوري مع محاسبة أعضائها من الذين انحازوا إلى جهة العصابة طوال 20 سنة.
واكتظت مداخل عاصمة الولاية بالآلاف من المركبات القادمة من مختلف بلديات الولاية تحت شعار “كل الطرق تؤدي إلى عاصمة الحماديين” وخلافا للمسيرات السابقة فقد تم تعليق العشرات من اللافتات بمختلف الشوارع التي تمر عليها المسيرة جلها تطالب برحيل النظام ومحاسبة المفسدين الذين دمروا البلاد والعباد بإيعاز من العصابة الحاكمة، وأكد المشاركون في هذه المسيرة أن حل الأزمة التي تعيشها الجزائر سيكون سياسيا وليس بالدستور الذي فصلته العصابة الحاكمة على مقاسها ورغم ذلك فقد داسته بأرجلها.
زعيم “الكلا” حاضر في “الجمعة السابعة”
شهدت مسيرة الجمعة السابعة من الحراك بولاية بجاية، حزنا كبيرا، وذلك بعد وفاة المناضل والنقابي عاشور إيدير، الخميس، اثر تعرضه لسكتة قلبية عن عمر ناهز ال 50 سنة وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على الأسرة التربوية، التي كانت حاضرة في مسيرة “الوداع” أين تم تنظيم وقفة ترحم على روح الفقيد النقابي أمام دار الثقافة “الطاوس عمروش” لبجاية بشعار “مازلنا ثوار يا عاشور إيدير”.
وخيم حزن كبير على مسيرة أمس في الوقت الذي حظر الآلاف من المواطنين والأساتذة من داخل وخارج الولاية جنازة المرحوم بمسقط رأسه بقرية تيزي أوكلان التابعة لدوار أيث ملول ببلدية تيشي شرق بجاية.
عاشور إيدير من مواليد 28 أفريل 1969 متحصل على شهادة الليسانس في علوم الاقتصاد شغل منصب أستاذ بثانوية الحمادية ببجاية عرف بنضاله طيلة مساره الجامعي والمهني انظم الى نقابة الكنابست سنة 2003 قبل أن ينتقل إلى نقابة مجلس ثانويات الجزائر سنة 2006 إلى أن أصبح ناطقا رسميا لها وعرف المرحوم بنضاله الدائم وكان حاضرا في كل مسيرات الحراك، لكن القدر شاء أن يوارى جثمانه الثرى في جمعته السابعة.
وسط مطالب بالتحقيق في عقارات ملكها مسؤولان كبيران
مسيرات ضخمة بعين الدفلى بشعار “تروحوا قاع”
حمل الحراك الشعبي في سابع جمعة له بولاية عين الدفلى إصرار كبيرا من قبل المواطنين على الرمي بكل وجوه السلطة القديمة إلى مزبلة التاريخ دون رجعة، مشيدين بخطوات قيادة الجيش الوطني الشعبي في مرافقة المطالب المطروحة، ملقين باللوم على كل المسؤولين الضالعين في تعفن الأوضاع إلى حد لا يطاق.
ورفع المواطنون الذين فاق تعدادهم ال 4 آلاف شخص الرايات الوطنية والشعارات المنددة ببقاء أو محاولة بقاء تلك الوجوه جاثمة على قلوب الجزائريين في مناصبها، على غرار الباءات الثلاثة بدوي بلعيز وبن صالح، كما ردد آلاف الذين جابوا الشوارع الرئيسية بعاصمة الولاية على امتداد الشارع الرئيسي إلى المخرج الشرقي للمدينة مرورا بالمحطة البرية عبر النفق إلى الساحة العمومية شعارات، على غرار”بركات بركات من زمان العصابات”.
كما شهدت مدينة خميس مليانة بدورها خروج حوالي 8 ألاف من المواطنين إلى الشوارع الرئيسية للانضمام لفعاليات الحراك، مؤكدين على ضرورة إبعاد حزب “الأفلان” ووضعه في المتحف مطالبين بضرورة رحيل كل المتورطين في تسيير الشأن العام على المستوى المركزي.
وعرفت الشوارع الرئيسية مسيرة ضخمة انطلقت من أمام مقر البلدية الجديد مرورا بمركز البريد إلى حي سوفاي فالطريق الإجتنابي الوطني رقم 4 ليتوجه المحتجون غربا إلى مخرج المدينة الأكبر بالولاية أمام وحدة الحماية المدنية ثم حي السلام والعودة من جديد إلى مقر البلدية وسط صخب كبير عنوانه الأكبر ضرورة رحيل كل وجوه النظام بينما شهدت المسيرة انضمام آلاف المواطنين من كافة الأعمار بعد أن شعروا فعلا بحرية التعبير عن آلامهم وأمالهم.
ونفس الأجواء عاشتها مدينة الشهيد “علي لبوانت” مليانة، حيث أكد المحتجون على أهمية التغيير، والحيلولة دون التضييق الذي كان ممارسا على الجميع.كما ذكر بعض النشطين على صفحات التواصل الاجتماعي أن عبد مسؤولين كبيرين سابقين يمتلكان عقارات بعين الدفلى، بكل من بلديات بئر ولد خليفة، جندل، العبادية وعاصمة الولاية مطالبين بضرورة التحقيق في أحقيتهما من عدمها..
“لا لقضاة الشكارة.. نعم لتحرير العدالة”
استمرت وللجمعة السابعة على التوالي مسيرات المطالبة بتغيير النظام ورحيل بقاياه، بمنطقة القبائل، حيث خرج المواطنون ككل أبناء الوطن حاملين العلمين الوطني والأمازيغي ورافعين شعارات منددة بما سموه إهانة للحراك عبر الحكومة المشكلة مؤخرا، متضمنة أسماء وشخصيات بعيدة عن طموحات وتطلعات الشعب والشباب المتعطش للحرية والديمقراطية والراغب في الخروج بالوطن من النفق المظلم الذي زج به فيه طواعية من قبل عصابة استنزفت المال العام وتحاول اليوم ضرب استقرار الوطن أو الإفلات دون محاسبة.
“سليمة، سلمية.. لا للحكومة”.. “لا لقضاة الشكارة، نعم لتحرير العدالة”، وغيرها من الشعارات، هزت أمس، مدن وشوارع مدينة تيزي وزو طيلة اليوم، التي اكتظت بأمواج بشرية قوامها عشرات الآلاف من المواطنين، أطفال، شيوخ، رجال، نساء، لبوا نداء الوطن واستجابوا لدعوات استرجاعه من بين أيدي العصابة التي استنزفت ثرواته وحاولت بسط السيطرة على مقاليد الحكم عبر عهدة خامسة.
مواطنو ورقلة يطالبون بحكومة كفاءات
خرج الجمعة، الآلاف من المواطنين بعاصمة الواحات ورقلة في حراك شعبي حاشد، وصف بجمعة “الجيش الشعب خاوة خاوة،” وهي من جملة الشعارات التي رفعت أمس، أمام مفترق الطرق وردة الرمال وسط المدينة .
خرج الآلاف من سكان الولاية مباشرة عقب صلاة الجمعة للتعبير عن رفضهم رموز النظام القديم، لا سيما عقب استقالة الرئيس بوتفليقة منهم الباءات الثلاثة، ووصف المتظاهرون الحكومة بحكومة العار التي لا تمثل الجزائريين، في حين ذهب البعض إلى وجوب حلها فورا؛ وتشكيل حكومة مصغرة من كفاءات تكنوقراطية خلال المرحلة الانتقالية.
وطالب البعض الجيش بضرورة محاسبة الذين تورطوا في الفساد خلال العشرين سنة الماضية وإحالتهم على القضاء، مؤكدين أنه لا يمكن بناء جزائر جديدة بمن تلطخت أيديهم وانغمست في تبديد المال العام .
وردد المتظاهرون في أجواء صاخبة عدة شعارات وأهازيج تنادي بمحاسبة كل من ثبت تورطه، حيث تعالت أصوات الشباب والشيوخ خفافا وثقالا تطالب بالإسراع في رفض الحكومة الحالية، وتأسيس دولة المؤسسات بداية بوضع دستور جديد وانتخاب رئيس شرعي في شفافية تامة.
سكان المدية متمسّكون بالمادة السابعة
في مسيرات حاشدة جاب فيها مختلف أطياف المجتمع بالمدية، كبريات شوارع عاصمة التيطري، واستقرت طويلا كالعادة أمام مقرّ الولاية طالبوا فيها وعلى قلب رجل واحد بتطبيق المادة السابعة دون الخروج عن الدستور، وذلك باستقالة بن صالح الذي رفضوا ترؤسه المرحلة الانتقالية جملة وتفصيلا، كما عبروا مرة أخرى رفضهم الاعتراف بحكومة بدوي كون هذه الحكومة نسجت بفعل القوى غير الدستورية كما لم يستثنوا شخص بلعيد أيضا.
مسيرات مماثلة في الحشد والقوة اهتزت على هتافاتها ثاني أكبر مدينة بالمدية ألا وهي البرواقية، وذلك لرفضهم للباءات الثلاثة بن صالح، بدوي، وبلعيز وطالبو كنظرائهم بعاصمة الولاية بتطبيق المادة رقم سبعة بما يتوافق والدستور.
النساء والأطفال بقوة في مسيرة النصر ببومرداس
خرج الآلاف من مواطني ولاية بومرداس، على غرار باقي ولايات الوطن للجمعة السابعة على التوالي مطالبين باجتثاث رموز النظام السياسي، حيث تحولت المظاهرات إلى عرس حقيقي عرف مشاركة قوية للعنصر النسوي والأطفال بشكل ملفت، رافعين شعارات مطالبة برحيل بقايا النظام وكذا للتعبير عن أسفهم وغضبهم من حكومة بدوي التي جاء ضمنها شخصيات تلاحقها قضايا فساد.
وقد بدأت التحضيرات للمسيرة ببلدية الناصرية الحدودية مع ولاية تيزي وزو منذ مساء الخميس، فيما وككل جمعة بدأت المسيرة ببلدية دلس بعد صلاة الجمعة ونفس الأمر ببلدية برج منايل، فيما تنقل المئات من شباب بلدية يسر إلى العاصمة للالتحاق بالمسيرة المليونية، فيما اجتمع الآلاف من سكان باقي البلديات إلى عاصمة الولاية.
غاضبون بالبرج: “أولاش السماح”
خرج ببرج بوعريريج آلاف المواطنين، أمس، بعد صلاة الجمعة للتأكيد على ضرورة رحيل الحكومة، وشهدت مسيرة الجمعة السابعة توافدا كبيرا للعائلات من مختلف البلديات والقرى والمداشر إلى مركز الولاية من أجل المشاركة في مسيرة أمس، التي كانت الأولى من نوعها منذ بداية الحراك الشعبي، سار المتظاهرون في مختلف الشوارع الرئيسية حاملين العلم الوطني وينادون بمختلف الشعارات أهمها “تروحو قاع تروحو قاع”، “لافالان ديقاج” و”أولاش السماح”، حيث أشاروا أنهم لن يسامحوا ولن يتسامحوا مع كل من كان سببا في الوضعية السيئة التي وصلت إليها البلاد، مؤكدين أنهم سيواصلون مسيرات الجمعة إلى غاية إيصال البلاد إلى الأيادي النظيفة التي ستسيرها بما يرضي الشعب بمختلف أطيافه.
مواطنون بالمسيلة: الجيش جيشنا والأرض أرضنا
ثمن الآلاف من المتظاهرين سلميا بالمسيلة، موقف قيادة الجيش التي وقفت إلى جانب الجزائريين في هذا الحراك، ودعا المحتجون الذين لم تستوعبهم ساحة النصر، الجيش إلى المواصلة والبقاء في صف الشعب إلى غاية رحيل كل رموز النظام القائم، الذي يوصف بالعصابة التي نهبت الخيرات والثروات وتسببت في تفقير وتجويع الجزائريين طيلة عقدين من الزمن.
وقال هؤلاء حسب الشعارات التي دوت سماء الولاية، بأن الجيش مع الشعب “جيش بلادي يا شجعان احموا وطني من العديان”، هذا “الجيش جيشنا وهذه الأرض أرضنا”.
وتمسك المحتجون بسقوط ورحيل حكم العصابات ومحاسبتهم، كما أعلن المتظاهرون رفضهم القاطع لبقاء الحكومة الجديدة التي يستوجب عليها الرحيل الفوري، إضافة إلى أعضاء البرلمان وهو الأمر ذاته مع رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الدستوري اللذين نالا نصيبا وافرا من حجم الانتقادات اللاذعة التي رددها المواطنون، ورسموا صورة حضارية سلمية، أظهرت وعيا كبيرا وإدراكا لما يحاك للبلاد والعباد من قبل قوى أجنبية، لا تريد الخير للجزائر.
مسيرات رافضة للحكومة وداعمة للجيش بتيبازة
خرجت مسيرات حاشدة لتجوب بلديات ولاية تيبازة، خاصة المدن الكبرى ورفع فيها المتظاهرون شعارات تطالب برحيل وجوه النظام ومحاسبة العصابة، كما شدد المتظاهرون على دعمهم الكامل للجيش الوطني الشعبي.
ففي حجوط انطلقت مسيرة حاشدة من وسط المدينة تطالب بتغيير النظام ورحيل كل وجوهه، ورفع المشاركون فيها شعارات تطالب بتطبيق المادة السابعة من الدستور وإعادة السلطة للشعب، كما طالبوا برحيل حكومة بدوي التي وصفوها بحكومة السعيد وذهاب بلعيز وبن صالح .
وبمدينة تيبازة، رفع المتظاهرون شعارات تطالب بمحاكمة العصابة وأخرى تعبر عن خيانة النظام السياسي لأمانة الشهداء .ولم يختلف المظهر بمدن أخرى، ففي شرشال خرج المتظاهرون رافعين يافطات كتبوا عليها شعارات تطالب برحيل الجميع “تتنحاو قاع” ومحاسبة العصابة وأذنابها .
آلاف المواطنين بالجلفة يرحبون بإقالة طرطاق
خرج الآلاف في مسيرة سلمية في جمعة سابعة بمدينة الجلفة وبعض المدن الأخرى ويبدو أن نفس المطالب لم تتغير، وهي المطالبة بتغيير النظام فيما رفض البعض الآخر الحكومة الجديدة.
كما تضامن مواطنو الجلفة مع الجيش الوطني ومع جميع قراراته ورحبوا أيضا بقرار استقالة رئيس الجمهورية وإقالة اللواء طرطاق من على رأس المخابرات، وفي ذات السياق، طالب الغاضبون بتطبيق الدستور الجزائري من أول مادة إلى آخر مادة، رافضين جميع الحوارات إلا بالتغيير الجذري للنظام وهو ما راح إليه معظم من خرجوا في المسيرات، كما رفع البعض الآخر شعارات ولافتات تساند الجيش الوطني وقرارات الفريق قايد صالح.
شباب البيض يبدع في تنظيف الشوارع
إصرار على سلمية الحراك وتغيير النظام
خرج، أمس، مواطنو ولاية البيض بعد صلاة الجمعة مباشرة، في مسيرة وصفت بالأكبر على الإطلاق من حيث العدد وتنوع الفئات المشاركة فيها، وهذا وبمشاركة نوعية لمختلف البلديات والقرى المجاورة لبلدية البيض، على غرار وافق، مكثر، المويلحة، مشرية الصغرى، قرية أولاد عمران والحوض، كما توسع الحراك أكثر بعدما اقتصر الأسبوع الفارط على بلديات البيض، الأبيض سيدي الشيخ وبريزينة، حيث شملت وفي خطوة استباقية بلديات كل من بوعلام، بوقطب، بوسمغون وحتى الخيثر والشلالة، حيث جاب الشباب المطالب بتغيير النظام كبرى الشوارع الرئيسية ببلدية عاصمة الولاية، مرددين شعارات كلها ترفض بقاء النظام، وترفض كل الجهات التي يرمز لها، مشددين على رفض كل الجهات التي تحاول ركوب الموجة أو سرقة مجهود الشباب، في إشارة واضحة لبعض ممثلي الأحزاب الذين حضروا كأفراد للمسيرة.
ورفض المتظاهرون، أي شعار أو عنوان لبعض الأحزاب أو الجمعيات التي التحقت بالمسيرة التي شهدتها الولاية، على غرار باقي ولايات الوطن، إلى جانب تركيز عدد من المشاركين في الحراك بولاية البيض على فتح ملفات الفساد محليا، والتي تخص شخصيات نافذة من نواب برلمان، ممثلي هيئات وطنية من الولاية جمعيات وإداريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.