أسمع الجزائريون في الولايات الداخلية وجنوب البلاد الكبير، صوتهم الرافض لاستمرار نفس وجوه النظام في تسيير المرحلة الانتقالية، وأبدى بعضهم مخاوف من إعادة السيناريو المصري في الجزائر عقب ثورة يناير سنة 2011. على غرار ولايات الوطن عاشت ولاية الأغواط، نهار أمس الجمعة، مسيرات حاشدة في عدة بلديات من الولاية، كانت أبرزها المسيرة المنظمة بعاصمة الولاية، حيث تجمع بساحة المقاومة المواطنون من مختلف الأعمار بما في ذلك الشيوخ والنساء والأغلبية من الشباب للسير في شوارع المدينة، والتحف الكثير منهم العلم الوطني، ويحمل أغلبهم لافتات تدعو إلى رحيل كل أفراد العصابة في النظام، كما طالبوا برحيل الحكومة المنصبة أخيرا، وأيضا رئيس المجلس الدستوري وأعضاء البرلمان، مبدين رفضهم لإعادة السيناريو المصري، لأن السلطة في يد الشعب طبقا للمادة السابعة من الدستور. وتعد هذه المسيرة الأكبر منذ 22 فيفري الفارط، حيث طالب المواطنون بمحاسبة كل من تسبب في أذى الجزائريين بمختلف الأشكال، لاسيما رجال المال الذين نهبوا الخيرات، وكذا المنتخبين الذين اختاروا عدم الوقوف إلى جانبهم، رغم أن الشعب هو من انتخبهم، في وقت أكد البعض مشاركتهم في احتجاج ينظم هذا السبت للمطالبة برحيل والي الولاية بسبب مضايقاته لمختلف شرائح المجتمع والتجاوزات التي أبقت الولاية في تأخر. وبالوادي، خرج آلاف المواطنين للجمعة السابعة في مظاهرة سلمية داعمة للحراك الشعبي تميزت بمسيرة حاشدة ووقفات سلمية في المحاور الرئيسية لمدينة الوادي. ورفع المتظاهرون العديد من اللافتات وعشرات الشعارات التي تعبر عن دعمهم للحراك الوطني ومطالبتهم بالتغيير الجذري واجتثاث العصابة. وفي ساحات الشباب والشهداء وحمه لخضر وأمام مقر الولاية صدحت أصوات الآلاف بتثمين موقف الجيش ومطالبته الاستمرار في اقتلاع العصابة "جيش شعب خاوة خاوة" و"حكم الإعدام للعصابة"، كما طالبوا في كلماتهم عبر مكبرات الصوت بتغيير النظام تغييرا حقيقيا، معبرين عن وجوب استعادة الشعب لسيادته من خلال تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، رافضين كلا من الحكومة التي نصبتها – حسبهم – العصابة، وعدم قبولهم بترؤس الدولة من طرف رئيس مجلس الأمة، مرددين "لا بدوي لا بن صالح"، وشعارات تحمل عبارات التهاني للجزائريين فرحا بانتهاء حكم بوتفليقة والعصابة. وبورڤلة، خرج أمس الآلاف من سكان الولاية، في مسيرة حاشدة اتخذت من "حجرة الصمود" أو النصب التذكاري وردة الرمال بساحة سوق الحجر بوسط المدينة، موقعا ليتجدد بذلك حراك الأحرار الذين رفعوا شعارات مساندة للجيش الوطني الشعبي وأخرى مطالبة برحيل العصابة. وتوشحت "حجرة الصمود" بالراية الوطنية والشعارات المختلفة الداعية إلى إسقاط رموز الفساد، كما ردد المتظاهرون هتافات ضد من أسموهم ب"الباءات الثلاث"، في إشارة إلى الوزير الأول نور الدين بدوي ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز. واحتفلت الجموع الغفيرة بالمكاسب التي حققها الحراك الشعبي وفي مقدمتها إجبار بوتفليقة على الاستقالة، وكذا الإطاحة بحاشيته، وطالب المتظاهرون بالتغيير الجذري وفسح المجال نحو الجمهورية الثانية.