لم بعد بفصل الدوري التركي عن نهايته غير خمس جولات، وكل الاحتمالات واردة، بعد أن كان لقب الدوري في جولات سابقة شبه محسوم لفريق بلدية اسطنبول الذي سيطر بالطول وبالعرض على المنافسة، ووصل الفارق بينه وبين بطل الموسم الماضي غلاتا ساراي أحيانا 15 نقطة كاملة، وكان أشد المناصرين تفاؤلا في النادي التركي العريق، لا يؤمن بإمكانية عودة الفريق للمنافسة على اللقب، ليجد نفسه الآن على بعد خمس جولات فقط من النهاية على بعد ثلاث نقاط فقط عن الرائد، وسيلتقيان قريبا في مباراة يستقبل فيها رفقاء فيغولي الرائد، ويصبح الفوز عليه يعني الفوز باللقب وتحقيق سفيان فيغولي لثاني لقب له لغلاتا ساراي في ثاني موسم له مع النادي والمشاركة الثانية أيضا في منافسة رابطة أبطال أوربا التي يعتبر سفيان فيغولي اللاعب الأكثر مشاركة فيها من اللاعبين الجزائريين. تعرّض سفيان فيغولي في بدايو الموسم لتهميش فيه كثير من الظلم من إدارة النادي والمدرب التركي الشهير تيريم الذي يسموه أب الكرة التركية، ودفع الفريق النتيجة من هذا التهميش، وحاول الفريق بيع اللاعب لأندية أخرى وحتى للفرق الخليجية والصينية من أجل ربح المال على حساب مستوى ومستقبل النجم الجزائري، ولكن سفيان الذي مازال في قمة عطائه حيث مازال في سن التاسعة والعشرين، رفض بقوة وصبر على التهميش، حتى أضاع الفريق كل حظوظه في دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا، ثم خرج من الدوري الأوروبي في أول مواجهة بعد أن حل ثالثا، وبدأت حظوظه تتبخر في الدوري التركي، لكن العودة القوية لسفيان فيغولي الذي صار قطعة أساسية في النادي، أعادت الفريق إلى السكة الصحيحة والتي تليق به، ولو حافظ على تقدمه في النتيجة في الأسبوع قبل الماضي أمام الجار فينارباخشي، ولم يسجل هذا الأخير هدف التعادل، لتواجد الآن على بعد نقطة فقط عن الرائد. لكن مع ذلك كل المؤشرات توحي بأن الفريق قبل خمس جولات من النهاية قادر على حصد اللقب التركي، بتشكيلته الثرية التي تضم المهاجم الكامروني ديانغ هداف الدوري التركي حاليا ب 28 هدفا والنيجيري أونييكيرو الذي سجل 12 هدفا، والمغربي المتألق يونس بلهندة الذي قدّم ست تمريرات حاسمة، إضافة إلى سفيان فيغولي الذي رفع من أرقامه سواء في التسجيل أو في التمريرات الحاسمة، وهو ما جعل البعض يصف غالاتا ساراي بالمنتخب الإفريقي الذي لا يُقهر والمرشح أيضا للفوز بلقب كأس تركيا. سفيان فيغولي مدعو لمزيد من التألق في ما تبقى من مباريات في الدوري التركي، حتى لا يخسر الفريق أي نقطة من مبارياته الثلاث القادمة في الدوري، منها اثنتين خارج الديار وواحدة عبارة عن داربي أمام الغريم بيشيكتاش، وقبل الموعد المرتقب في التاسع عشرة من شهر ماي القادم أمام الرائد بلدية اسطنبول على ميدانه بالرغم من أن المباراة داربي بين فريقين من نفس المدينة، وحينها سيقترب سفيان فيغولي من تحقيق أمنيته في معانقة اللقب التركي للمرة الثانية على التوالي. يبلغ سفيان فيغولي حاليا من العمر 29 سنة وأربعة أشهر، وسجل بالرغم من أنه لعب 1747 دقيقة، سبعة أهداف، وساهم في خمس مناسبات بتمريراته الحاسمة، وتلقى إنذارين منذ بداية الموسم، ولم يسجل فيغولي في حياته الكروية منذ أول سنة احتراف له، مع نادي غرونوبل الفرنسي في موسم 2008 / 2009 سوى 38 هدفا، وهو رقم متدني للاعب لعب أكثر من 12 موسما في أعلى مستوى في الدوريات الكبرى في فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وتركيا، كما تلقى في حياته 41 إنذارا غالبيتها عندما كان أحد نجوم فالونسيا الإسباني. حيث كان لعبه يميل للدفاع في المباريات القوية، كما تلقى أربع بطاقات حمراء منها اثنتين من بطاقة صفراء ثانية والبقية من بطاقة حمراء مباشرة، مرة مع غلاتا ساراي ومرة مع ويست هام الإنجليزي، واعترف حينها حكام الدوري الإنجليزي بعد إعادة اللقطة بأنه تعرض للظلم. قد يكون فيغولي في أمم إفريقيا، الإكتشاف الجديد والمتجدد والقائد لتشكيلة جمال بلماضي من أجل نتائج كبيرة وربما لقب القارة السمراء بقيادة سفيان فيغولي. مدرب غالاتسراي يريد الاحتفاظ بفيغولي قرر مدرب نادي غالاتسراي التركي فاتح تيريم إبقاء اللاعب الدولي الجزائري سفيان فيغولي في الفريق موسما على الأقل، ليتراجع بذلك نهائيا عن القرار الأول الذي كان قد اتخذه في منتصف الموسم الحالي والقاضي برحيل اللاعب عن الفريق. ويمر فيغولي حاليا بفترة زاهية مع النادي التركي بعد مرحلة صعبة جدا انطلقت منذ بداية الموسم الحالي، حيث أصرت إدارة الفريق والطاقم الفني على ضرورة “التخلص” منه في الميركاتو الشتوي الماضي بسبب تراجع مستواه مقابل ارتفاع أجرته السنوية إذ يعد أعلى اللاعبين أجرا في الفريق حيث يتقاضى 3 ملايين و850 ألف يورو، لكن اللاعب تشبث بالبقاء، قبل أن يعود لسابق مستواه في الأشهر القليلة الماضية، ويقود الفريق إلى قمة الدوري التركي بفضل أهدافه الحاسمة. وكشفت وسائل إعلام تركية بأن مدرب غالاتسراي فاتح تيريم لن يتخلى عن فيغولي هذا الصيف، حيث يراه أحد ركائز التشكيلة و من المستحيل تسريحه بالرغم من ارتفاع راتبه، وأضافت ذات المصادر بأن تيريم أعجب بردة فعل فيغولي الايجابية بعد عودته لمستواه، إثر بداية موسم مخيبة جدا.ويمتد عقد فيغولي إلى غاية صيف العام 2022، لكن رحيله عن الفريق لن يكون مستبعدا، في ظل امتلاكه عروضا جدية، خاصة من الدوريات الخليجية، رغم تمسك إدارة النادي التركي ببقائه. وفي سياق متصل، توج سفيان فيغولي مجهوداته بنيل لقب فردي مع فريقه، إذ اختارته ادارة النادي كأفضل لاعب في الموسم، متفوقا على زميليه المغربي يونس بلهندة والنيجيري أونيوكورو .