إطلالة سفيان فيغولي الأخيرة مع الخضر، أثارت الحنين إلى لاعب كان قائدا لهجوم فالنسيا الإسباني وقائدا أيضا لكتيبة خاليلوزيتش وأحد أبطال ملحمة البرازيل في مونديال 2014، سفيان الذي حصل على ركلة جزاء وسجلها أمام بلجيكا وقدم تمريرتين حاسمتين لبراهمي أمام كوريا الجنوبية ولجابو أمام ألمانيا، أفل نجمه بسبب تنقلاته الكثيرة خاصة عندما لعب لويست هام اللندني ضمن الدوري الإنجليزي، وهذا الموسم مع النادي التركي الأكثر شعبية غلاتا ساراي، حيث تباين مردوده وتذبذب وأحيانا وصل إلى حد عدم استدعائه في تشكيلة ماجر والمدرب التركي تيريم لنادي غلاتا ساراي، بالرغم من أن اللاعب مازال في عنفوان العطاء وسيبلغ في 26 ديسمبر من السنة الحالية سن ال 29 وهو بالتأكيد أصغر سنا بكثير من كبار نجوم العالم الذين مازالوا يتألقون مثل رونالدو ميسي وهازار. بدأ سفيان فيغولي مشواره الاحترافي صغير جدا، في سنة 2008 مع نادي غرونوبل الفرنسي، ولكنه هجر فرنسا أيضا صغيرا إلى نادي فالنسيا في سنة 2010 وتعلق قلبه بالمنتخب الوطني منذ ملحمة أم درمان فلعب لفالنسيا منذ خريف 2010 وهو في العشرين ربيعا، وبعد سنة واحدة مع ألميريا التي سجل لها هدفين في الدوري الإسباني الممتاز، استعاده فالنسيا وبدأ معه رحلة التألق التي جعلته يتحوّل في ظرف وجيز إلى محبوب الجماهير، وبلغ عدد المواسم التي لعب فيها سفيان لفريق فالنسيا الذي كان ثالث الأندية من حيث الأهمية والنتائج في إسبانيا بعد ريال مدريدوبرشلونة وقبل أتلتيكو مدريد الذي لم يكن يقوده في ذلك الوقت سيميوني، ولا يمكن نسيان مباريات كبيرة لعبها سفيان فيغولي وكان الأحسن فوق الميدان عندما تفوق فالنسيا بثلاثية مقابل واحد أمام برشلونة في عقر ديارها في نيوكامب، حيث تم تعيين سفيان فيغولي أحسن لاعب في وجود ميسي وإنييستا وتشافي، إذ قدم في تلك المباراة تمريرتين حاسمتين وكان وراء الهدف الثالث، كما تسبب في طرد مدافع برشلونة جوردي آلبا وقام باستعراض كروي طوال المباراة وصفته الصحافة الإسبانية بالراقي، كما تألق بشكل خرافي في مباراة رابطة أبطال أوروبا عندما استضاف فالنسيا بايرن ميونيخ ولعب فريقه منقوصا من لاعب تم طرده، فلعب دورا دفاعيا وهجوميا وسجل هدفا جميلا بالقدم اليسرى بعد سلسلة من المراوغات، في مباراة انتهت بالتعادل وتأهل فالنسيا للدور الثاني رفقة بايرن ميونيخ ولكن اللاعب عانى في موسمه الأخير فطار إلى إنجلترا ولعب إلى جانب نجوم كبار منهم الدولي الفرنسي باييت وبقي سنة ونصفا مع ويست هام سجل معها ثلاثة أهداف، لينتقل إلى تركيا حيث قاد غلاتا ساراي الموسم الماضي إلى التتويج باللقب التركي مسجلا ستة أهداف ولكن تألقه تبعه هذا الموسم تراجع كبير جعله لا يلعب في بطولة الدوري التركي سوى 133 دقيقة فقط وهو الذي لعب في فالنسيا في كل موسم أكثر من 2000 دقيقة ولم يكن يغيب إلا بسبب الإصابة. بإمكان سفيان فيغولي أن يتحول إلى صانع ألعاب، فقد كان من قلائل اللاعبين الجزائريين الذين وضعت إدارة برشلونة اسمه ضمن الأسماء التي يمكن انتدابها، ولكن تذبذب أدائه ومزاجه الخاص جعله يفقد الكثير من العروض من أندية إيطالية وحتى من باريس سان جيرمان. قد يكون جمال بلماضي فأل خير على سفيان فيغولي اللاعب الخلوق الذي لم يرفض أبدا مقعد الاحتياط، برغم التهم التي وجهت إليه مع الصربي رايفيتس وأيضا مع رابح ماجر، فقد دافع دائما عن الجزائر وردّ بقوة على كل من حاول التشكيك في حب المغتربين لبلدهم الأم، ولم يجد حرجا وهو القاطن في باريس من تجريم الاستعمار الفرنسي والخروج عن عالم الكرة للحديث عن تاريخ بلاده، كما كان أول لاعب مغترب يسجد في الملاعب الإسبانية عدما يسجل الأهداف فنال الثناء والحب ليس في الجزائر فقط وإنما في كل بلاد العالم العربي والإسلامي في انتظار عودة تألقه، وسنّه تسمح له بأن يكون مع الخضر في حالة التأهل لمونديال قطر سنة 2022. ب. ع