في أقل من 24 ساعة، بصم مدافعو الخضر على تألق غير عادي في الدوري الفرنسي، فبعد أن وقف رامي بن سبعيني سدا منيعا أمام كبار العالم مثل مبابي ونايمار وكافاني ودي ماريا، وانتزع منهم الكأس لصالح ناديه ران، عاد المدافع الأيمن للفريق الوطني يوسف عطال ليُبدع أمام غينغون ويقود فريقه نيس للفوز بثلاثية نظيفة، أشعلت حظوظ نيس في الفوز بمرتبة أوروبية للمشاركة في منافسة أوربا ليغ، وأعلنت عن ميلاد نجم كرة غير عادي بإمكانه اللعب في كل المناصب. وأغرب ما في يوسف عطال أنه من خلال تسجيله لثلاثية كاملة في مرمى غينغون صار هداف فريق نيس رفقة اللاعب الفرنسي المتألق سان ماكسيمان، وأحسن من بقية كل مهاجمي نيس من دون استثناء. وأروع ما في حكاية الثلاثية أن عطال لعب 77 دقيقة فقط، وكان أشبه بجناح أيسر، حيث سجل هدفا بقدمه اليسرى على الطائر وفي الشوط الثاني تحوّل في كل الكرات المرتدة إلى رأس حربة وكان فعالا بشكل غير عادي، ليتحول إلى مفتاح نجاح بالنسبة لنيس، التي تخلت عن لاعبها الدولي الإيطالي بالوتيلي الذي لم يسجل طوال مرحلة الإياب أي هدف، وتمكن عطال من تسجيل سداسية لحد الآن، وهو الذي عانى من عدد من الإصابات هذا الموسم. توظيف المدافع يوسف عطال لأول مرة كجناح أيسر هو اجتهاد ناجح من المدرب الفرنسي باتريك فييرا الذي أبان عن فكر متطور، فقد راهن على عطال على حساب اللاعب الدولي الفرنسي السابق كريستوف جالي، ثم جرّبه كجناح أيمن ليستقر على وضعه كجناح أيسر، ولم يخيّب عطال وبصم على أول ثلاثية في حياته وهي الأولى التي يحققها مدافع في دوري أوروبي كبير، بالرغم من أن عطال لعب كجناح أيسر. أسعد رجل بما يقدمه رامي بن سبعيني وخاصة يوسف عطال، هو بالتأكيد جمال بلماضي، على أمل أن لا تقترب الإصابة من عطال، حيث سيكون في كامل شغفه للفوز في القاهرة، وسيكون مكملا لرياض محرز في الجهة اليمنى، واحتمال وضعه على الجهة اليسرى مستبعد جدا، لأن ذلك سيقلب خطط الفريق رأسا على عقب. في الثانية والعشرين من العمر، وبعد موسم باهت في بلجيكا مع نادي كورتري المتواضع، دخل يوسف عطال الحمام الأوروبي، وصار انتقاله إلى فريق أقوى مطلب من عشاق الكرة ليس في الجزائر فقط، وإنما كل من يتابع ما يقدمه يوسف عطال من لعب متنوع، يجعل أي مدافع في حيرة أمام لاعب أحيانا هو نفسه لا يعلم ما يقوم به من إبداع، وفي وجود لاعبين أفارقة خاصة في كينيا وتانزايا من أصحاب الأجسام الضخمة والقوية والبطيئي الحركة، بإمكان يوسف عطال أن يبصم على كأس أمم إفريقيا قوية جدا، وبالتأكيد سيكون أحد نجومها بشرط أن لا تحرمه الإصابة من المشاركة، ولن يجد جمال بلماضي أي عذر لو أساء استعمال يوسف عطال وتوظيفه في أماكن يصلح لها. ب. ع